مئات الصينيين يقهرون "كورونا".. والفيروس يواصل الانتشار
وأعلنت لجنة الصحة الوطنية في الصين حصول 65 حالة وفاة جديدة أمس الثلاثاء، ما يرفع عدد الوفيات في برّ الصين الرئيسي إلى 490، معظمها في مدينة ووهان في وسط البلاد، بؤرة تفشي الفيروس، وحولها. وتوفي شخصان خارج برّ الصين الرئيسي، أحدهما رجل يبلغ من العمر 39 عاماً في هونغ كونغ كان يعاني من مرض مزمن، وزار ووهان وتوفي أمس الثلاثاء. وتوفي الآخر في الفيليبين يوم الأحد الماضي، بعدما زار المدينة أيضاً، وهو أول حالة وفاة من جراء الإصابة بالفيروس خارج الصين.
وهذا عدد الحالات المكتشفة حتى صباح اليوم في عدة دول: تايلاند 25، واليابان 22، وسنغافورة 24، وكوريا الجنوبية 16، وألمانيا 12، والولايات المتحدة 11، وتايوان 11، وماليزيا 10، فيتنام 8، أستراليا 13، فرنسا 6، الإمارات 5، كندا 4، الهند 3، الفيليبين 2 إحدى الحالتين توفيت، روسيا 2، إيطاليا 2، بريطانيا 2، بلجيكا 1، نيبال 1، سريلانكا 1، السويد 1، إسبانيا 1، كمبوديا 1، فنلندا 1.
وبرغم حالة الفزع التي يثيرها تفشي الفيروس عالمياً، إلا أنّ 990 شخصاً تمكنوا من التعافي منه إلى حدود النتائج المعلنة اليوم الأربعاء، 537 في مقاطعة هوبي وسط الصين، 68 حالة في تشيانغ، و41 في مقاطعة خنان شرق البلاد، 49 في غوانغدونغ، 35 في هونان، 27 في جيانغشي، 24 في بكين، 24 في سيتشوان، 23 في آنهوي، 15 في تشونغتشينغ، 15 في شنغهاي، 23 في جيانغسو، 15 في شاندونغ، 13 في قوانغشي، 9 في قويتشو، 7 في هيلونغجيانغ، 6 في مقاطعة خبي، 6 في محافظة شنشي، 5 في هاينان، 5 في محافظة يونان، 5 في تايلاند، 4 في قانسو، 4 في لياونينغ، 4 في سانشي، 3 في منغوليا، 3 في تشينغهاي، 2 في نيو ساوث ويلز أستراليا، 2 في جيلين، 2 في تيانجين، حالة في اليابان، حالة في نينغشيا، 1 فيتنام.
يأتي هذا في الوقت الذي قللت فيه منظمة الصحة العالمية اليوم الأربعاء من أهمية تقارير إعلامية أشارت إلى اكتشاف عقاقير "مبتكرة" يمكنها علاج المصابين بفيروس كورونا الجديد الذي انتشر على نحو وبائي في الصين وظهر في دول أخرى.
وذكر تقرير بثه التلفزيون الصيني أن فريق أبحاث في جامعة تشيجيانغ اكتشف عقارا فعالا لعلاج الفيروس، كما أفادت محطة سكاي نيوز البريطانية أن باحثين حققوا "تقدما كبيرا" في ابتكار لقاح.
وتعليقا على هذه الأنباء قال طارق جاساريفيتش المتحدث باسم منظمة الصحة العالمية "لا توجد أنواع علاج فعالة معروفة لهذا".
حجر صحي وفحوصات
وفي برّ الصين الرئيسي، تأكدت إصابة 3.887 حالة جديدة، ما يرفع عدد الإصابات الإجمالي إلى 24.324 شخصاً. وقال وزير الصحة الياباني، كاتسونوبو كاتو، إن فحص عشرة أشخاص على متن سفينة سياحية محتجزة في ميناء يوكوهاما أثبت إصابتهم بالفيروس، وهو عدد قابل للزيادة حيث لا يزال الفحص الطبي مستمراً لركاب السفينة وطاقمها. وسيُنقل المصابون العشرة إلى منشأة طبية، فيما سيُحتجَز سائر من كانوا على متن السفينة، وعددهم نحو 3.700 شخص في الحجر الصحي لمدة 14 يوماً على السفينة دياموند برنسيس التابعة لشركة كارنيفال كورب السياحية.
وألغت كارنيفال أمس الثلاثاء رحلات سياحية بحرية كان مقرراً أن تنطلق من ميناءَي يوكوهاما وكوبي اليابانيين هذا الأسبوع بسبب تأخير يتعلق بفحوص فيروس كورونا. وذكرت قناة كيبل التلفزيونية في هونغ كونغ أن السفينة السياحية وورلد دريم، رست في هونغ كونغ اليوم الأربعاء بعدما مُنعت من دخول تايوان، مضيفة أنه يجري فحص جميع الركاب وأفراد الطاقم.
وقال نائب رئيس الحزب الشيوعي في مدينة ووهان الصينية، هو ليشان، إن الوضع الخاص بفيروس كورونا لا يزال خطيرا وإن المدينة تواجه الكثير من التحديات.ووضعت ووهان، بؤرة تفشي فيروس كورونا الجديد، مواطني المدينة في حجر صحي في الفنادق والمدارس والمستشفيات. وأضاف نائب رئيس الحزب في مؤتمر صحفي أنه تم توفير 132 مركزا من هذه المراكز مشيرا إلى توافر 12571 سريرا اعتبارا من يوم الثلاثاء.
وكشفت إحصاءات "رويترز" التي استندت إلى بيانات رسمية من السلطات المعنية أن هناك نحو 230 حالة إصابة بالفيروس أُبلغ عنها في 27 بلداً ومنطقة خارج برّ الصين الرئيسي. وأعلنت شركتا أميركان إيرلاينز ويونايتد إيرلاينز اليوم الأربعاء تعليق جميع الرحلات من هونغ كونغ وإليها بعد نهاية هذا الأسبوع. ونظّم آلاف العاملين في القطاع الطبي في هونغ كونغ إضراباً لليوم الثاني أمس الثلاثاء للضغط على الحكومة من أجل إغلاق الحدود تماماً مع برّ الصين الرئيسي بعد ترك ثلاث نقاط تفتيش مفتوحة. وانتقدت بكين قيود السفر التي فرضتها الولايات المتحدة على المواطنين الأجانب الذين زاروا الصين، ووصفتها بأنها رد فعل مبالغ فيه، ودعت واشنطن إلى فعل المزيد لمساعدتها.
تدابير وقائية جديدة لمواجهة كورونا
واتُّخذت تدابير وقائيّة جديدة في الصين على مسافة غير بعيدة من شنغهاي، العاصمة الاقتصاديّة للبلاد، في مؤشّر على قلق السلطات حيال انتشار فيروس كورونا الجديد.
من جهتها، اعتبرت منظّمة الصحّة العالميّة، الثلاثاء، أنّ فيروس كورونا المستجدّ لا يشكّل "وباءً عالميّاً"، رغم أنّ تدابير مشدّدة لا تزال تتّخذ على الصعيد الدولي. وتحدّثت سنغافورة وماليزيا وتايلاند الثلاثاء عن إصابة أشخاص بالفيروس لم يُقيموا أصلاً في الصين، فيما سجّلت إصابة في بروكسل بين ركّاب طائرة جرى إجلاؤهم قبل يومين من ووهان.
وواصلت الصين اتّخاذ إجراءات مشدّدة، في محاولة لاحتواء تفشّي الفيروس. فبعد فرض حجر صحّي على قسم كبير من مقاطعة هوبي، اتُّخذت إجراءات جديدة للحد من التنقّل في ثلاث مدن في مقاطعة زيجيانغ الشرقية على بعد مئات الكيلومترات من ووهان. وفي مقدّمة هذه المدن، هانغزو التي تبعد نحو 150 كلم عن شنغهاي، إضافة إلى تايزو ووينزو. وبلغ عدد المصابين في مقاطعة زيجيانغ 829 شخصاً، وهو ثاني أكبر عدد بعد هوبي.
وللمرّة الأولى، أقرّت الحكومة الصينيّة بداية الأسبوع بالتقصير في التعامل مع الأزمة الصحية، وطلبت اللجنة الدائمة في المكتب السياسي للحزب الشيوعي، تحسين سبل الردّ على الحالات الطارئة، في ضوء "ثغرات وصعوبات في طريقة التعامل مع الوباء". كذلك، أقرّت الحكومة الصينيّة بحاجتها "الملحّة" إلى أقنعة واقية ونظارات حماية. وأُقيل نائب رئيس الصليب الأحمر الصيني في هوبي (شرق) لسوء إدارته الهبات من أموال ومعدات طبية لمواجهة فيروس كورونا المستجد، كما ذكرت السلطات الثلاثاء. وتتعرض المنظمة منذ أيام لانتقادات رواد الإنترنت والإعلام. وتساءل كثيرون عن سبب نقص الأقنعة لدى الأطباء المحليين، رغم الهبات من كل أرجاء العالم.
واستقبلت ووهان دفعات أولى من المرضى في مستشفى جديد شُيّد في عشرة أيّام ويضمّ ألف سرير. ويتوقّع أن يبدأ مستشفى آخر مماثل العمل في الأيّام المقبلة. وقرّرت ماكاو من جهتها إغلاق جميع صالات الكازينو التي تشكل رئة اقتصادية في هذه المنطقة الصينية ذات الحكم الذاتي، على أن يسري هذا الإجراء أسبوعين. ودعت مدن عدة، بينها شنغهاي، الشركات إلى مواصلة إغلاق أبوابها لأسبوع إضافي، فيما ارجأت مدارس وجامعات استئناف الدراسة.
من جهتها، منحت إدارة الأغذية والعقاقير الأميركية تصريحاً طارئاً لمعامل الصحة العامة في الولايات لبدء فحوص فيروس كورونا الجديد الذي ظهر في الصين باستخدام أدوات ابتكرتها المراكز الأميركية لمكافحة الأمراض والوقاية منها.
وقد يساهم هذا في تسريع الفحص في الولايات المتحدة التي اكتشفت 11 حالة مصابة بالفيروس حتى الثالث من فبراير/ شباط الجاري. ويقول خبراء إن الكثير من الأمور لم يتضح بعد، بما في ذلك كيفية انتقال الفيروس ومدى فتكه.
وكانت الولايات في السابق ترسل العيّنات المطلوب فحصها إلى مراكز مكافحة الأمراض والوقاية منها. وقال سكوت بيكر، المدير التنفيذي لجمعية معامل الصحة العامة، في مقابلة عبر الهاتف لـ"رويترز"، إن التصريح يسمح لمعامل الصحة العامة في الولايات بطلب أدوات اختبار وأيضاً بالبدء في التحقق من صحة الاختبارات في معاملها. ويتوقع بيكر أن تتمكن المعامل، ما إن تحصل على الأدوات، من بدء الفحوص في غضون خمسة أو ستة أيام.
وأضاف أن المعامل سترسل في البداية عيّنات إلى مراكز مكافحة الأمراض والوقاية منها للتحقق من نتائجها. وبموجب تصريح الاستخدام في حالات الطوارئ سيكون الفحص مقصوراً على معامل مؤهلة تحددها مراكز مكافحة الأمراض والوقاية منها.
(رويترز، فرانس برس)
