دعوات لحماية الأطفال في شمال غرب سورية

دعوات لحماية الأطفال في شمال غرب سورية

28 فبراير 2020
تجربة النزوح أنهكت أطفال سورية (Getty)
+ الخط -
سلبت أصوات القذائف وقنابل الطائرات الأطفال في شمال غرب سورية ابتسامتهم، بل أجبرتهم على التأقلم مع ظروف قاسية، فمنهم من ولد وترعرع في مخيمات تفتقر لأبسط مقومات الحياة، فيما عاش آخرون تجربة النزوح وسط ظروف مناخية صعبة شهدت انخفاض الحرارة لدرجات متدنية، الأمر الذي أزهق أرواح بعضهم.

إزاء هذا الوضع، طالبت المديرة العامة لمنظمة الأمم المتحدة للطفولة "يونيسف" هنريتا فور، في كلمة لها بمجلس الأمن أمس الخميس، بالعمل على تحقيق مطالب أساسية لحماية الأطفال في سورية.

وأوضحت فور في المطلب الأول أنه على مجلس الأمن "دعوة الأطراف في جميع أنحاء سورية لحماية الأطفال والبنى الأساسية كالمدارس والمستشفيات"، أما المطلب الثاني فكان "وقف الأعمال القتالية شمال غربي سورية، كما نحتاج لوقفات إنسانية منتظمة للسماح للمدنيين بالتحرك بأمان بعيداً عن الأذى".

ويتعلّق المطلب الثالث، بالوصول الإنساني إلى كافة الفئات المتضررة وفي جميع المجالات بالوقت المناسب، أما بالنسبة للمطلب الرابع، فقالت فور إنّه "يتعين على جميع الدول الأعضاء الوفاء بالتزاماتها بموجب اتفاقية حقوق الطفل وإعادة الأطفال إلى أوطانهم بطريقة آمنة طوعية وكريمة". وأخيراً، جددت فور، في مطلبها الخامس، الدعوة لمجلس الأمن بضرورة التوصل إلى حل سياسي تفاوضي ينهي الحرب إلى الأبد".

وحذرت فور في كلمتها، من أنّ "الأوضاع تزداد صعوبة مع تصاعد العمليات العسكرية شمال غربي سورية منذ ديسمبر/كانون الأول، مع نزوح أكثر من 900 ألف شخص من ضمنهم نحو نصف مليون طفل، مشيرة إلى أنّ 11 مليون سوري بحاجة لمساعدات إنسانية عاجلة، نصفهم من الأطفال تقريباً، و80% من السوريين يعيشون تحت خط الفقر، و6.5 ملايين سوري يعانون الجوع بشكل يومي".

وسردت فوزية ( 36 عاماً)، التي تقيم في مخيم للنازحين بمنطقة دير حسان في ريف إدلب الشمالي، لـ"العربي الجديد"، جزءًا من واقع الحياة الصعبة التي تعيشها مع أطفالها، قائلة: "هناك غصة ترافقني دوماً عند رؤية ابنتي الصغرى التي ولدت بداية الثورة عام 2011، حتى أنني ووالدها أسميناها حرية، تيمناً بواقع أفضل، طفلتي هذه لم يمر عليها يوم كطفل طبيعي، نزحت منذ قدومها للحياة وعانت البرد القارس هنا في المخيم، لم أتمكن في العيد الماضي من شراء ملابس جديدة لها ولأختها".

بدوره أشار الناشط خضر العبيد، لـ"العربي الجديد"، إلى أنّ "واقع الأطفال في المخيمات أصعب من أن يوصف ببعض الكلمات، فهناك أطفال أيتام وآخرون فقدوا أطرافهم، ومن يحاولون إيجاد طفولتهم الضائعة بصنع ألعاب من علب الصفيح، وحتى كرات من الأكياس البلاستيكية والأقمشة، فالوضع سيئ للغاية"، آسفاً لأنّ "جيلاً كاملاً من الأطفال مهدد بفقدان تعليمه، وهذا الأمر بحاجة لحل جذري وسريع".

وكانت الشبكة السورية لحقوق الإنسان قد أحصت مقتل 22753 طفلاً على يد قوات النظام والمليشيات المساندة لها في سورية، ما بين مارس/آذار 2011 ونوفمبر/تشرين الثاني 2019، بينما تواصل تلك القوات قصف المدن والبلدات، بالتزامن مع تدمير الطائرات الروسية للمنشآت الحيوية، في مقدمتها المدارس والمراكز الطبية ومراكز الدفاع المدني في شمال غرب سورية.

المساهمون