مصر: عبير الصفتي.. معتقلة المترو والتعديلات الدستورية

مصر: عبير الصفتي.. معتقلة المترو والتعديلات الدستورية

26 فبراير 2020
لم تفقد المعتقلة الأمل في معانقة الحرية (Getty)
+ الخط -



"ما زال أملي فيكم قائما، وثقتي بأصواتكم موجودة فلا تتركوني لأصبح مجرد رقم في الدفاتر، حريتي حقّ فدافعوا عن حقي، رجاء كونوا صوت كل مظلوم فأصواتكم تجعلنا على أمل وموعد مع الحياة، لا تنسوا وكونوا لنا السند". كانت هذه الكلمات هي جزء من رسالة الناشطة السياسية المصرية عبير الصفتي، التي أرسلتها من داخل محبسها، في 15 مايو/أيار 2019، تكشف عن محاولتها الانتحار، بسبب إحساس الظلم الذي تعاني منه، وحرمانها من طفلتها للمرة الرابعة لظروف حبسها، مؤكدة برغم كل ذلك أنها لا تزال متمسكة بالأمل.

وبرغم تمسكها بالحرية، لكنها ما تزال مقيدة، محاطة بأسوار السجن التي تمنعها من الاحتفال بعيد ميلادها الـ25 وسط أسرتها وطفلتها التي لم تتجاوز الخمسة أعوام، إذ يصادف اليوم 26 فبراير/شباط، عيد ميلادها.

وتعود وقائع القبض عليها، إلى ثالث أيام الاستفتاء على التعديلات الدستورية، تحديدا يوم 22 إبريل/نيسان 2019، أثناء توجهها لمركز كفر الدوار لتنفيذ التدابير الاحترازية المقررة عليها، على ذمة قضية سابقة 718 لسنة 2018 حصر أمن دولة عليا، والمعروفة بـ"معتقلي المترو"، سبق أن حصلت على إخلاء سبيل منها.

القبض على عبير كان أمام أعين الركاب، حيث أوقف رجال الأمن الميكروباص الذي تستقله، ومطالبة الركاب بالتصويت قسرا في إحدى اللجان الانتخابية المقامة بالموقف، ما نتج عنه احتجاج الركاب ومصادرة بطاقات الهوية الخاصة بهم وبينهم عبير الصفتي.

ومنذ ذلك اليوم تم احتجازها دون وجه حق، إذ اختفت لمدة أسبوع دون أن يعلم أحد عن مكانها، حتى ظهرت بنيابة أمن الدولة العليا على ذمة قضية جديدة، رقم 674 لسنة 2019 أمن دولة.

وتواجه عبير الصفتي اتهامات بالانضمام إلى جماعة إرهابية مع العلم بأغراضها، واستخدام حساب على شبكة المعلومات الدولية لارتكاب جريمة بهدف الإخلال بالأمن العام.

وخلال احتجازها، حصلت عبير على إخلاء سبيل، في نهاية يناير/كانون الثاني الماضي، على ذمة القضية 674 لسنة 2019، إلا أن النيابة استأنفت على القرار وتم قبوله واستمرار حبسها 45 يوما، ولا يزال يتم التجديد لها.

وفي 11 يوليو/تموز الماضي، تقدم محامي المفوضية المصرية للحقوق والحريات ببلاغ للنائب العام يتهم إحدى السجانات بسجن القناطر، بالتحرش الجنسي بموكلته عبير الصفتي.

وأشار البلاغ الذي حمل رقم 9517 لسنة 2019 عرائض النائب العام، إلى أن واقعة التحرش وقعت أثناء إجراءات تفتيش عبير في أول أيام ترحيلها إلى السجن، وأن السجانة أجبرتها على خلع ملابسها حتى الداخلية.

وأوضح البلاغ، أن السجانة انتزعت الملابس الداخلية لعبير بالقوة، وقامت بالعبث بجسدها، حتى انهارت ودخلت في نوبة من البكاء الشديد.

دلالات