العراق: ارتفاع في أسعار الكمامات وإجراءات مشددة في المدارس

الصحة العراقية تطلب تعليق الدوام وتحذر من رفع أسعار الكمامات

25 فبراير 2020
إجراءات وقائية لكبح تفشي كورونا (Getty)
+ الخط -
أعلنت وزارة الصحة العراقية، اليوم الثلاثاء، عن تسجيل 4 إصابات جديدة بفيروس كورونا في مدينة كركوك شمال العراق، موضحة أن المصابين الأربعة من عائلة واحدة كانت في إيران.

وكانت السلطات الصحية العراقية، أعلنت أمس الإثنين، عن تسجيل أول إصابة مؤكدة بفيروس كورونا الجديد، لطالب إيراني في العقد الثاني من العمر بمدينة النجف وإخضاعه للحجر الصحي، ودعت اليوم إلى تقنين السفر إلى النجف، وكذا تعليق دوام الجامعات والمدارس فيها لمدة 10 أيام، إلى جانب إيقاف دخول الوافدين من إيران والصين وتايلاند وكوريا الجنوبية وإيطاليا وسنغافورة واليابان، وحثت العراقيين على عدم السفر لتلك الدول حتى إشعار آخر.

كما نصحت وزارة الصحة العراقية بعدم عقد المؤتمرات والاحتفالات والتجمعات غير الضرورية في عموم العراق، وحذرت الصيدليات والمخازن الطبية من الاحتكار ورفع أسعار الكمامات في هذا الظرف.

يأتي هذا في الوقت الذي بدأ فيه العراقيون باتخاذ سلسلة من الإجراءات الوقائية في مختلف مدن البلاد، رافقتها حملات توعية واسعة عبر متطوعين من الناشطين بشأن أبرز أسباب انتقال الفيروس.

الإجراءات التي شملت إغلاق عدد من المراقد الدينية والمهرجانات العامة، فضلاً عن تأجيل زيارات دينية وإيقاف دخول الزوار الأجانب للعراق القادمين من إيران والصين على وجه التحديد، رافقتها اليوم إجراءات مماثلة لوزارة التربية في المدارس، إذ أعلنت في بيان لها عن تفاصيل إجراءاتها الوقائية لحماية الطلبة والتلاميذ من الإصابة بفيروس كورونا، داعية إدارات المدارس إلى توجيه تعليمات لجميع الطلاب لاتباع الطرق الاحترازية حفاظا على سلامتهم.

وقال المتحدث باسم الوزارة حيدر فاروق، الثلاثاء، إن إجراءات وقائية اتخذتها وزارة التربية، تتضمن المنشورات التي تعمم على المدارس، فضلاً عن محاضرات لتوعية الطلبة والتلاميذ عن خطورة هذا المرض وكيفية الوقاية منه. مؤكداً أن الوزارة تسعى إلى تحصين طلبتها من هذا المرض، من خلال التشديد على النظافة الدائمة وعدم التلامس ما بين الطلبة، لاسيما المصابين بأي مرض كان حتى الإنفلونزا العادية، وكذلك ارتداء الكمامات من أجل الوقاية من الفيروس.

وشهدت الساعات الماضية ارتفاعاً واضحاً في أسعار الكمامات، بعد أن نفدت من الصيدليات والمذاخر العراقية، إثر إقبال العراقيين عليها، إذ سجلت أسعار العلبة التي تضم 50 كمامة ما قيمته أكثر من 12 دولاراً بعد أن كان سعرها لا يتجاوز الدولارين، في وقت تتوفر نوعيات أكثر جودة بأسعار أعلى، وشهدت بعض المدن استنفاد الصيدليات لتلك الكمامات وكذلك أدوية الرشح والإنفلونزا والمضادات الطبية، بينما لجأ أصحاب محلات الأعشاب والطب البديل إلى عرض وصفات مختلفة "لتقوية المناعة ومنع الإصابة" بزعمهم.

وتوعدت نقابة الصيادلة في العراق الصيدليات التي ترفع أسعار الكمامات أو تحتكرها بعقوبات مشددة، فيما أعلن في أربيل عن إغلاق 15 صيدلية رفعت أسعار الكمامات على المواطنين.

وقال عضو نقابة الصيادلة العراقيين محمود حسين النجفي، إن حالة الهلع بالشارع مبررة لضعف الدور الحكومي أو ضعف ثقة العراقيين بإجراءات الحكومة لمواجهة المرض، وأضاف النجفي لـ"العربي الجديد"، أن سكان المدن هم الأكثر قلقاً بينما في القرى والأرياف والمدن البعيدة أو الصغيرة لا يبدو أنهم مكترثون بالموضوع. لافتاً إلى أنه من المتوقع أن تبدأ عدة وزارات إجراءات جديدة اليوم، وكذلك إدارات المحافظات العراقية بناء على اجتماع خلية الأزمة الحكومية المرتقب هذا اليوم.

وقال آدم إبراهيم (32 عامًا)، موظف في أحد مطاعم مدينة المسيب التابعة لمحافظة بابل، إن الإجراءات الوقائية المتبعة حالياً في منطقتي مدينة المسيب، هي ارتداء الكمامات والقفازات رغم شحّها وارتفاع الأسعار، بسبب إيقاف استيرادها من الصين، لأن أغلبها صيني المنشأ، متابعا "سابقا كنت أشتري 12 كمامة بدولار واحد، الآن أصبح سعر الواحدة منها أكثر من 5 دولارات، حسب جودة ونوع الكمامة".

وفي محافظة ديالى، قال عمر علي (10 أعوام)، تلميذ في مدرسة عمرو بن كلثوم، إنه لم يتمكن من الحصول على كمامة بعد أن طلب منهم مدير المدرسة ارتداءها، وأغلب الصيدليات في مدينة بعقوبة التابعة، قد نفدت فيها الكمامات الأمر الذي اضطرني إلى شراء القفازات فقط.

من جانبها قررت مديرية تربية النجف الأشرف، تأجيل امتحانات نصف السنة خوفاً من انتشار فيروس كورونا، في المحافظة، وقالت المديرية، في بيان لها، إن المدير العام لتربية محافظة النجف، عادل البصيصي، وبقرار من وزارة التربية قرر تأجيل امتحانات نصف السنة حتى إشعار آخر في محافظة النجف، معللًا ذلك بالحفاظ على سلامة التلاميذ والطلبة.

كما أعلن محافظ صلاح الدين الواقعة شمال بغداد، منع دخول الزوار الأجانب إلى المحافظة خوفا من انتشار العدوى بالتزامن مع مراسم زيارة مرقد الإمام العسكري في مدينة سامراء.

وأعلنت شرطة كربلاء جنوبي العراق في ساعة متأخرة من ليلة أمس الإثنين، حجر وافد سعودي الجنسية في مستشفى المدينة العام لغرض التحقق من وضعه الصحي، وقالت الشرطة في بيان مقتضب إن سعودياً يرقد حالياً في المستشفى، لكن إصابته بفيروس كورونا غير مؤكدة، وهناك بعض الشكوك فقط، وأضافت أنّ الكوادر الصحية تجري فحوصات حالياً علما أنه قدم من السعودية عبر مطار النجف قبل 5 أيام.



إلى ذلك، أفادت المشرفة التربوية على المدارس العراقية في محافظة ديالى شرقي البلاد، سولاف محمود، إلى أن وزارة التربية خاطبت المديريات كافة ومن ثم المدارس للتأكيد على الطلبة والتلاميذ باتخاذ الإجراءات الوقائية وتوجيههم لشراء الكمامات والقفازات ونظافة المدارس والحوانيت المدرسية وعدم بيع الحلويات أو الاكلات الَتي من شأنها تقليل مناعة التلاميذ أو حتى نقل الأمراض مثل بعض الأطعمة والسندويتشات المختلفة واللبلبي (الحمص المسلوق مع بعض التوابل والحامض)، الذي يباع في بعض المدارس، ونصح التلاميذ بالابتعاد عن التجمعات وعن زملائهم المرضى حتى يتم الشفاء.

وأكدت محمود، لـ"العربي الجديد"، أنه تم توجيه إدارات المدارس بمجموعة من التعليمات من ضمنها فتح النوافذ لتهوية الغرف الدراسية ونصح التلاميذ بتناول الخضر والفواكه خاصة البرتقال والفلفل الحلو، للوقاية من الفيروس عبر تقوية مناعة الجسم، كذلك إبعاد التلاميذ المرضى خاصة بالإنفلونزا حتى يتم شفاؤهم.

دلالات

المساهمون