بريطانيا: اتحادات كرة القدم تمنع ضرب الكرة بالرأس للصغار

بريطانيا: اتحادات كرة القدم تمنع ضرب الكرة بالرأس للصغار خوفاً من الخرف

25 فبراير 2020
التوجيه الجديد للتخفيف من أي مخاطر محتملة (Getty)
+ الخط -
منعت اتحادات كرة القدم في إنكلترا واسكتلندا وأيرلندا الشمالية، الأطفال الصغار من ضرب كرة القدم برؤوسهم، أثناء التدريب بعد إصدار تقرير يربط هذه الرياضة بالإصابة بمرض الخرف.

وأعلنت الاتحادات، في بيان أمس الإثنين، فرض حظر فوري على الأطفال الذين تقل أعمارهم عن 12 عاماً من القيام بذلك، وفرضت قيوداً على أولئك الذين تتراوح أعمارهم بين 12
و17 عاماً. وتشمل توجيهات ضربات الرأس، أن يبدأ استخدامها بشكل تدريجي، حتى تصبح أكثر تكراراً في التدريب مع الوقت. على سبيل المثال، ستقتصر فرق كرة القدم للأطفال دون سن 12 عاماً، على جلسة واحدة في الشهر وبحد أقصى يبلغ خمس ضربات رأس.

وتنصح القواعد أيضاً، بعدم المبالغة في نفخ كرة القدم عند استخدام ضربات الرأس في التدريب، وبدلاً من ذلك استخدام أقل ضغط مسموح به. وتحدّد الإرشادات أيضا أحجام الكرات المطلوبة للتدريب وفق كل فئة عمرية.

ويصدر القرار باتخاذ هذه الخطوة الجذرية، بعد أن وجد خبراء في جامعة غلاسكو أنّ اللاعبين المحترفين السابقين كانوا أكثر عرضة للموت نتيجة الإصابة بالخرف، بمعدّل ثلاث مرات ونصف أكثر مقارنةً بالأشخاص من الفئة العمرية ذاتها.

وبحثت الدراسة في السجلات الطبية لما يزيد عن 7600 رجل ممّن لعبوا كرة القدم باحتراف في اسكتلندا، وولدوا بين عامي 1900 و1976. ثم تمت مطابقة سجلاتهم مع أكثر من 23 ألف شخص من عامة السكان.

اللافت أنّ هذه الإرشادات، لم تطبق في ويلز لغاية الآن. وفي هذا الشأن، يقول اتحاد كرة القدم في ويلز إن توجيهاته لمدرّبي الأطفال حول ضرب الكرة بالرأس، لا تزال قيد المراجعة حالياً وستقدّم النتائج في وقت لاحق من هذا العام، حسب ما أوردته هيئة الإذاعة البريطانية "بي بي سي".

ووجدت الدراسة، التي نُشرت في شهر أكتوبر/تشرين الأول من العام الماضي، أنّ لاعبي كرة القدم المحترفين السابقين كانوا أكثر عرضة للموت بسبب أمراض الدماغ وخمس مرات أكثر  بسبب مرض الشلل الرعاش "باركنسون".

ولم يكن هناك أي دليل في الدراسة يربط بين حالات الإصابة بالمرض وضرب الكرة بالرأس، لكن الاتحاد قال إن التوجيه الجديد قد صدر "للتخفيف من أي مخاطر محتملة".

وفي السياق، تقول الباحثة دون أستل، التي دعت إلى تغيير القواعد حول ضربات الرأس، إنها سعيدة بنتائج البحث. وتكمل أنّ والدها الذي مثل إنكلترا على مستوى عالٍ ولعب في وست بروميتش ألبيون، توفي في عام 2002 بسبب اعتلال مزمن في الدماغ. وقال تقرير الطبيب الشرعي إن موته جاء نتيجة ضربات الرأس المتكرّرة لكرة القدم. لذلك ترى أنّه من الضروري، أن تكون هناك إرشادات لتدريب لاعبي كرة القدم الذين تبلغ أعمارهم 18 عاما أو أكثر.

في المقابل، قال، جيمي أوهارا، لاعب خط وسط توتنهام هوتسبيرز ولاعب وسط ولفرهامبتون واندررز، في تغريدة على تويتر: "إن ضربات الرأس في كرة القدم، مهارة ضرورية لتصبح لاعب كرة قدم، فكيف يقترحون أن يتعلموا هذا إذا لم يُسمح لهم بضربات الرأس؟".

من جهتها، تقول الدكتورة كارول روتليدج مديرة البحث في شركة الزهايمر للأبحاث في المملكة المتحدة، إنّ الحد من ضربات الرأس غير الضرورية في كرة القدم للأطفال، هو خطوة عملية تقلّل من المخاطر المحتملة، وتضمن بقاء كرة القدم آمنة قدر الإمكان في جميع أشكالها.

وهناك موقف مماثل يتضمن أيضاً قيودًا أثناء المباريات، تطبقّه الولايات المتحدة منذ عام 2015. وجاء تغيير القاعدة آنذاك، بعد أن رفع عدد من المدربين وأولياء الأمور دعوى قانونية ضد اتحاد كرة القدم الأميركي.

دلالات

المساهمون