مصر: قرار بمنع الداعية عبد الله رشدي من الخطابة

مصر: منع عبد الله رشدي من الخطابة والإفتاء تشيد بالجراح مجدي يعقوب

24 فبراير 2020
عبد الله رشدي (فيسبوك)
+ الخط -
قرّر وزير الأوقاف المصري محمد مختار جمعة، اليوم الاثنين، وقف الداعية الشاب عبد الله رشدي عن صعود المنبر، إلى حين الانتهاء من التحقيق معه في ما يبثه من آراء وصفت بالمثيرة للجدل عبر صفحته الشخصية على موقع "فيسبوك"، و"منشورات لا تليق بأدب الدعاة، أو بالشخصية الوطنية المنضبطة بالسلوك القويم".

واستند قرار جمعة إلى مذكرة وكيل وزارة الأوقاف لشؤون الدعوة، بشأن "ما يُثيره رشدي على صفحاته من آراء مثيرة للجدل، إضافة إلى بعض منشوراته التي تتجاوز تعليمات الوزارة بأن شخصية الإمام على مواقع التواصل الاجتماعي لا تنفصل عن شخصيته على المنبر، إذ لولا شخصيته كإمام ما التفت الناس إلى آرائه على شبكة الإنترنت".

وأضاف القرار: "بما أن الآراء الجدلية التي يبثها رشدي تُحسب بصورة أو بأخرى على المؤسسة التي ينتمي إليها، وكأنها تقرّه على آرائه، فقد قرر الوزير منعه من صعود المنبر، أو أداء الدروس الدينية بالمساجد، أو إمامة الناس بها، حتى الانتهاء من التحقيق معه في المذكرة المرفوعة ضده، في خصوص ما يبثه من آراء جدلية لا تقبلها الوزارة، أو يحتملها الواقع الراهن".

ونشر رشدي تدوينة، على حسابه بموقع "فيسبوك"، قال فيها إن "العمل الدنيوي ما دام ليس صادراً عن الإيمان بالله ورسوله، فقيمته دنيوية بحتة، تستحق الشكر والثناء والتبجيل منا نحن البشر في الدنيا فقط، لكنه لا وزن له يوم القيامة". وهو ما ربطه البعض بأنه تلميحات عن جراح القلب مجدي يعقوب.

ورداً على هذه المزاعم، قال رشدي في تدوينة لاحقة: "لم أتطرق في منشوراتي لشخص الدكتور مجدي يعقوب، لا من قريب ولا من بعيد، غاية الأمر أنني أتكلم في ضوابط قبول العمل عند الله يوم القيامة من منظور إسلامي كما ورد في القرآن، وكما هو اعتقاد المسلمين قاطبةً. إن العمل مع تكذيب الله ورسوله لا قيمة له يوم القيامة في ديننا نحن المسلمين، ولا مجال للعبث في هذه الحقائق الدينية الراسخة".

من جهتها، أصدرت دار الإفتاء المصرية، بياناً رسمياً، أشادت فيه بما قدمه جراح القلب من علم ومعرفة، أوردت فيه: "لا شك أن ما حصّله السير مجدي يعقوب من علم ومعرفة وخبرة أذهلت العالم، كانت نتيجة لجهود مضنية وشاقة قد وضعها كلها مسخّرة في خدمة وطنه وشعبه، ولم ينظر يوماً ما إلى دين من يُعالج ويُنقذ من الموت، بل بعين الشفقة والرحمة والإنسانية التي امتلأ بها قلبه".

وأضافت الإفتاء: "لقد تعودنا من مثيري الشغب عبر مواقع التواصل الاجتماعي، ما بين حين وآخر، أن يخرج علينا أحدهم بتصريح فج أو أغنية هابطة أو كلام يصبو منه إلى إثارة انتباه الجماهير، وزيادة عدد من المتابعين، وحصد أكبر قدر من (اللايكات)، والتي سرعان ما تتحول إلى أموال وأرصدة تغني أصحابها على حساب انحطاط الذوق العام والأخلاق!".

وتابعت: "من الطبيعي بالنسبة للمصريين، بما حباهم الله من فطرة نقية، أن يتوجهوا إلى الله بالشفاء والرحمة والجنة للدكتور يعقوب، صاحب السعادة، لأنه في قلوب المصريين يستحق كل خير، والجنة هي أكبر خير يناله الإنسان... وهذا دعاء فطري بعيد عن السفسطة والجدل والمكايدة الطائفية، ونابع من القلب إلى الرب، أن يضع هذا الإنسان في أعلى مكانة يستحقها".


واستطردت الإفتاء المصرية في بيانها: "فإذا بأهل الفتنة ومثيري الشغب ومحبي الظهور وجامعي (اللايك) و(الشير) يدخلون على الخط، من دون أن يسألهم أحد، فيتكلمون بحديث الفتنة عن مصير الدكتور يعقوب، وكأن الله تعالى وكلهم بمصائر خلقه، وأعطاهم حق إدخال هذا إلى الجنة، وذاك إلى النار".

بدوره، تقدم المحامي المحسوب على النظام سمير صبري ببلاغ إلى النائب العام، ونيابة أمن الدولة العليا، ضد رشدي والداعية السلفي سامح عبد الحميد، متهماً الاثنين بـ"ارتكاب جرائم تهديد السلم العام، والوحدة الوطنية، وترويع المواطنين"، بدعوى تطاولهما على يعقوب عبر مواقع التواصل، بما من شأنه إحداث فتنة طائفية بين أبناء النسيج الواحد.