انتقادات للصحة الكويتية بسبب التساهل مع القادمين من إيران

انتقادات لتساهل الصحة الكويتية في الحجر الصحي مع القادمين من إيران

23 فبراير 2020
عاد الكويتيون من إيران بسبب كورونا (ياسر الزيات/فرانس برس)
+ الخط -
نفذت الكويت عملية إجلاء لأكثر من 700 شخص من مواطنيها الموجودين في إيران، على متن 5 رحلات جوية، منذ اكتشاف انتشار فيروس كورونا المستجد وتزايد عدد الوفيات في إيران.

وأرسلت الكويت وفداً مكوناً من 12 طبيباً إلى إيران لفحص جميع المواطنين المقرر إجلاؤهم قبل ركوب الطائرة، لكن أحد المسافرين أكد لـ"العربي الجديد"، أن الوفد الطبي الكويتي لم يفحص المسافرين بسبب رفض السلطات الإيرانية، وأن من قام بالفحص هم الأطباء الإيرانيون.

وخصصت السلطات الكويتية مطار سعد العبدالله، وهو مطار فرعي صغير، لاستقبال القادمين من إيران، بعد أن أغلقته، ومنعت الدخول إليه إلا للطواقم الطبية والأمنية، واستُقبل المسافرون ونُقلوا إلى "مستشفى جابر"، أحد أكبر مستشفيات العاصمة الكويت، قبل أن تُعلن وزارة الصحة، في بيان، التأكد من خلوِّهم من أعراض فيروس كورونا.

وشرح وزير الصحة، باسل الصباح، لوكالة الأنباء الكويتية "كونا"، طريقة الفحص الطبي للقادمين، قائلاً: "يقوم الممارس الصحي بتعبئة الكروت الصحية، وعمل استبيان لكل مواطن للتأكد من سلامته، ثم يُفحَص بعد التعرف إلى الأماكن التي زارها، وبعد ذلك يُحوَّل الى أماكن الحجر لإجراء الفحوص، ويُصنَّف بحسب النتائج إلى حالة خطرة، أو قليلة الخطورة، أو سليم، ثم يُنقَل إلى المنزل ويُتابعه موظفو الصحة العامة يومياً".

وقال نائب البرلمان خالد الشطي، في تصريح، إن "مجموعة من النواب اتفقوا مع وزير الصحة على عدم وضع القادمين من إيران، الذين تنتمي غالبيتهم إلى الطائفة الشيعية، في الحجر الصحي، على أن يُمنحوا إجازة مدتها 14 يوماً للبقاء في بيوتهم".

واتهم كويتيون وزارة الصحة بالتهاون في تطبيق الحجر الصحي، رغم انتشار الفيروس في إيران، وقال طبيب كويتي فضّل عدم الكشف عن اسمه لـ"العربي الجديد": "أعتقد أن وزير الصحة استجاب لضغوط سياسية واجتماعية، واستهان بخطورة فيروس كورونا، وقدرته على الانتشار. لا يمكن أن تقول للقادمين من إيران خذوا إجازة 14 يوماً، واجلسوا في بيوتكم، معتمداً على الرادع الأخلاقي لديهم. الناس سيضطرون إلى الخروج في مهمات أسرية، ولذلك يُطبَّق الحجر الصحي على المشتبه فيهم".

وقال المتحدث الرسمي باسم وزارة الصحة، عبد الله السند، في تصريح صحافي، إن "الوزارة لم تسجل أية حالة إصابة أو اشتباه بالإصابة لدى الكويتيين الذين أُجلوا من إيران، وكل المعايير العالمية طبقت في الفحوص".

ورفض المتحدث الرسمي الإجابة عن سؤال "العربي الجديد"، بشأن عدم وجود حجر صحي على القادمين من إيران، رغم تخصيص أماكن للحجر الصحي في مستشفيات البلاد كافة، وفي مطار سعد العبدالله الدولي.

وأعلنت وزارة الداخلية الكويتية منع ثلاث جنسيات من دخول البلاد بسبب تفشي كورونا على أراضيها، هي الصين وإيران وهونغ كونغ، وأعلن وكيل وزارة الداخلية لشؤون الإقامة، اللواء طلال معرفي، تلقي كتاب من وزارة الصحة يطالب بمنع المنتمين إلى الجنسيات الثلاث من الدخول احترازياً.

وأصدرت وزارة الداخلية تعليمات لإدارات الإقامة في مختلف المحافظات، تنصّ على منح إذن غياب مدته 3 أشهر للمنتمين إلى الجنسيات الثلاث الموجودين خارج البلاد، منعاً لانتفاء سريان إقاماتهم، على أن تمنح أذون الغياب لمن ينوب عن المقيم المسافر، وذلك تسهيلاً عليهم ومنعاً من تعطيل أعمالهم.

وألغت الكويت الرحلات الجوية والبحرية، وأغلقت كل حدودها مع إيران بعد تفشي كورونا، وأعلنت السلطات حالة الاستنفار بسبب طبيعة العلاقات التجارية والاقتصادية بين البلدين، وسفر المواطنين الكويتيين إلى إيران لأغراض دينية واقتصادية.

دلالات

المساهمون