تواصل "الفجر العظيم" بمساجد فلسطين.. والاحتلال يعتدي على المصلين

تواصل "الفجر العظيم" في مساجد فلسطين.. والاحتلال يعتدي على المصلين

رام الله

سامر خويرة

سامر خويرة

القدس المحتلة

avata
القدس المحتلة
21 فبراير 2020
+ الخط -
للشهر الثاني على التوالي، يشارك آلاف الفلسطينيين في أداء صلاة الفجر، اليوم الجمعة، في المسجد الأقصى المبارك والمسجد الإبراهيمي ومعظم المساجد في فلسطين المحتلة، ضمن حملة "الفجر العظيم"، دعماً للأقصى والمقدسات المهددة بالاستيطان والتهويد.

وأدّى نحو ثلاثين ألف مصل صلاة الفجر في مسجد النصر في البلدة القديمة في مدينة نابلس، شمال الضفة الغربية المحتلة، في حين كان عدد مماثل في المسجد الإبراهيمي في مدينة الخليل، جنوب الضفة الغربية، وعشرات المساجد في مناطق مختلفة من الضفة الغربية بمدنها وقراها ومخيماتها، وسط أجواء إيمانية ودعوية، تزينت بالمواعظ والابتهالات والذكر، والدروس الدينية.

وفور انتهاء الصلاة وخروج المصلين من معظم المساجد بالضفة، علت الهتافات لفلسطين والأقصى، وردد المصلون التكبير والتهليل والابتهالات الدينية.

وككل جمعة، نشط أهل الخير في مختلف المدن والمناطق في توزيع الحلويات والمشروبات الساخنة على المصلين، في أجواء الشتاء الباردة، فيما جاب المتطوعون بسياراتهم أحياء بعض المدن لنقل المصلين إلى المساجد.

وجرى في نابلس بث مباشر عبر شاشات ضخمة للدرس الذي ألقاه الداعية الإسلامي الشهير محمد راتب النابلسي من أحد مساجد العاصمة الأردنية عمّان، حيث بدأ كلامه بتوجيه التحية لفلسطين وشعبها، قائلا: "إن تلك الأرض كانت وستبقى أرض البطولات والتضحيات والانتصارات"، وخصّ بالذكر مسجد النصر ومساجد مدينة نابلس، "بأهلها الكرماء والتي أعتز بها"، كما قال، "فبينها وبين دمشق وعمان نسب كبير.. كيف لا، وهذه أرض الشام المباركة حول المسجد الأقصى التي بارك الله بها وخصها بأهل الرباط والخير".

وأكد النابلسي أن "صلاة الفجر بهذه الأعداد الكبيرة وسام شرف ودليل على الأصالة والهمة العالية التي يتميز بها الحاضرون".

وقال الفلسطيني أحمد عواد لـ"العربي الجديد"، إن "هذه الآلاف التي وحدتها عباداتها ومساجدها، تركت الفراش وخرجت من بيوتها تلبيةً لنداء الله عز وجل تجدد العهد مع الله سبحانه ولتحصل على الأجر والثواب الكبير، وأيضاً لتكسب رضاه سبحانه في رمزية تضامنها مع المرابطين في القدس والمسجد الأقصى المبارك".

وتابع: "التميز المذهل في ساحات مسجد النصر وامتداداته في نابلس، كان مع العلامة النابلسي، الذي حيا الشعب الفلسطيني على أرض الرباط، ما كان له أثر كبير في نفوس المصلين".

أما نزيه ناصر، من بلدة جبع، جنوب جنين، شمال الضفة، فأكد أن مسجد بلدتهم الكبير غصّ بالمصلين في أول جمعة تنظم فيها حملة "الفجر العظيم"، ما يدلل على مدى الإيمان الكامن في نفوس الناس، واستعدادهم لتلبية كل دعوة مخلصة لله، وكذلك حبا في القدس والمقدسات.

وتابع: "سيأتي اليوم الذي تخرج هذه الألوف زحفا نحو الأقصى للدفاع عنه، والصلاة فيه بعد تحريره، وما ذلك على الله بعزيز".

من جهته، قال القيادي في حركة الجهاد الإسلامي خضر عدنان لـ"العربي الجديد"، إن "صلوات الفجر العظيم في الأقصى والإبراهيمي ومساجد فلسطين تشحذ الهمم وتعيد للمساجد دورها".

وتابع: "بدأ الشباب بمرابطي الأقصى وحماة الإبراهيمي، واليوم الكل ترنو أعينهم لهم بكل تقدير وفخر ومحاكاة"، مشيرا إلى أن مشاركة الداعية النابلسي بالفجر العظيم بنابلس إبداع في تحشيد طاقات الأمة للقدس وفلسطين".

وتابع بقوله: "الأقصى ومساجد فلسطين تتوق لكل من يمهر القدس وفلسطين بالدم وسنوات عمره، لذا أؤكد أن صلوات الفجر العظيم فرحة للمؤمنين وغصة للمحتلين".

أما في المسجد الإبراهيمي في الخليل، فقد تحدى المصلون إجراءات ومضايقات الاحتلال الإسرائيلي، التي تمثلت في إجبارهم على المرور من البوابات الحديدية والتفتيش والتدقيق في هوياتهم، ليصلوا بالآلاف إلى المسجد، الذي امتلأ عن آخره، كما غصت المناطق المحيطة به بالمصلين، الذين افترشوا الأرض وأقاموا الصلاة وسط التكبير والتهليل.

تحدوا إجراءات الاحتلال (العربي الجديد) 

وأكد مدير المسجد الإبراهيمي حفظي أبو سنينة لـ"العربي الجديد"، أن الناس مصرون على التمسك بالحق الفلسطيني وتحدي عنجهية الاحتلال الإسرائيلي ومستوطنيه، خاصة وهم يشاهدون ما يجري على الأرض من محاولات حثيثة لفرض السيطرة الإسرائيلية الكاملة على المقدسات والمواقع الدينية.

وشدد أبو سنينة على أن أهل الخليل يرسلون التحية لكل مساجد فلسطين التي تضامنت معهم، وساندتهم، "وهي رسالة أن الشعب الفلسطيني يد واحدة في حماية أقصاه ومسجده الإبراهيمي وكل مقدساته".

الاحتلال يعتدي على المصلين

ووسط إجراءات احتلالية مشددة، أصر الآلاف من المصلين، اليوم الجمعة، على أداء صلاة الفجر العظيم في المسجد الأقصى المبارك، وتخلل ذلك مواصلة جنود الاحتلال الإسرائيلي الاعتداء على المرابطين، خاصة المبعدين عنه وملاحقتهم في شوارع البلدة القديمة والتنكيل بهم، كما حدث مع المسنة المبعدة نفيسة خويص، والمبعد نظام أبو رموز، الذي منع من دخول البلدة القديمة.

وامتلأت مصليات القبلي والمرواني والرحمة بالمصلين، إضافة إلى الطريق الواصل بين باب حطة وشارع المجاهدين، حيث أدى العشرات من المبعدين عن الأقصى الصلاة هناك.

وانتشرت أعداد كبيرة من جنود الاحتلال داخل ساحات الأقصى في محاولة منهم لعرقلة وصول المصلين، واحتجز جنود الاحتلال بطاقات الهوية للعديد من الشبان على أبواب المسجد الأقصى، كما أقاموا حواجز تفتيش على مداخل المدينة المقدسة وعرقلوا وصول حافلات أقلت المئات من مواطني فلسطين 1948.

وبالقرب من ساحة الغزالي في منطقة باب الأسباط، اعتدى جنود الاحتلال عقب الصلاة على المسنة نفيسة خويص وشابة أخرى ومنعوها من توزيع الحلوى على المصلين بعدما صادروا بالقوة ما لديها وألقوه أرضا ثم داسوا عليه بنعالهم.

وروت خويص لـ"العربي الجديد"، أن جنود الاحتلال هاجموها بعنف واعتدوا عليها لمجرد قيامها بتوزيع حلوى على المصلين، كما اعتدوا على شابة أخرى. وقالت خويص: "المسجد الأقصى لنا، وليس لهم فيه أي حق وسنواصل الصلاة فيه ولن يستطيعوا إبعادنا عنه".

وخارج أبواب البلدة القديمة من القدس، اعتدى جنود الاحتلال على المبعد نظام أبو رموز، من بلدة سلوان، جنوب القدس، ومنعوه من الوصول إلى الأقصى بذريعة أن وجوده يؤدي إلى إثارة أعمال الاحتجاج.


وكان جنود الاحتلال قد اعتدوا الأسبوع الماضي على أبو رموز بدعوى مشاركته في توزيع الكعك المقدسي على المصلين عقب صلاة الفجر.

وتزامنت صلاة الفجر العظيم، اليوم، مع الذكرى السنوية الأولى لإعادة فتح مصلى باب الرحمة الذي كانت سلطات الاحتلال قد أغلقته لنحو 16 عاما.

ذات صلة

الصورة
فلسطينيون من الضفة الغربية عند حاجز قلنديا 1 (العربي الجديد)

مجتمع

تعقّد سلطات الاحتلال وصول الفلسطينيين المسنّين من الضفة الغربية المحتلة إلى المسجد الأقصى في القدس المحتلة، لأداء صلاة الجمعة في شهر رمضان.
الصورة
الاحتلال يضع أسلاكاً شائكة فوق باب الأسباط أحد أبواب المسجد الأقصى (إكس)

سياسة

قالت محافظة القدس في فلسطين، الاثنين، إن قوات الاحتلال وضعت أسلاكاً شائكة في محيط باب الأسباط المؤدي إلى المسجد الأقصى في القدس المحتلة، لأول مرة منذ عام 1967.
الصورة

سياسة

لم تسمح قوات الاحتلال الإسرائيلي الليلة، للفلسطينيين من أهالي القدس والمناطق المحتلة عام 1948، بدخول المسجد الأقصى المبارك، لأداء صلاتي العشاء والتراويح.
الصورة
وزير التراث الإسرائيلي عميحاي إلياهو (إكس)

سياسة

دعا وزير إسرائيلي متطرف، الجمعة، إلى "محو" شهر رمضان وعدم التخوف من تصاعد التوتر بالضفة الغربية والقدس الشرقية خلال الشهر، نتيجة الحرب على قطاع غزة.