قلق عراقي من وصول كورونا إلى إيران

قلق عراقي من وصول كورونا إلى إيران ومطالبات بإغلاق المنافذ الحدودية

20 فبراير 2020
مخاوف من وصول كورونا إلى العراق (Getty)
+ الخط -
أثار قرار حكومة تصريف الأعمال في العراق، منح تسهيلات إضافية للمواطنين الإيرانيين الراغبين بدخول الأراضي العراقية، غضباً واسعاً، بالتزامن مع إعلان السلطات الصحية الإيرانية تسجيل إصابات بفيروس كورونا الجديد، ووفاة اثنين من المصابين.

وقال متحدث باسم وزارة الصحة الإيرانية، اليوم الخميس، إن التحاليل أثبتت إصابة ثلاثة أشخاص بفيروس كورونا المستجد، وفقا لما ذكرت "رويترز".وقال كيانوش جاهانبور على تويتر "اثنان أظهرت التحاليل إصابتهما في قم وواحد في أراك ليصل إجمالي عدد حالات الإصابة المؤكدة في إيران إلى خمسة".

من جهتها طالبت دائرة صحة محافظة البصرة، اليوم الخميس، بإغلاق المنافذ الحدودية مع إيران بشكل مؤقت بعد تسجيل حالتي وفاة بكورونا في إيران.

وقال مدير الصحة عباس التميمي، في تصريح لـ"راديو المربد" شبه الرسمي الذي يبث من البصرة، إنه تم وضع عائلة عراقية مكونة من 4 أشخاص تحت الحجر الصحي في مستشفى البصرة العام، بعد قدومها من الصين مروراً بروسيا وإيران ومن ثم إلى البصرة، نافية في الوقت ذاته تسجيل إصابة بالفيروس في المحافظة حتى الآن.

وأضاف أنّ العائلة المكونة من زوج وزوجة وطفلين بعمر أربع سنوات وسنتين، وصلت إلى البصرة، أمس الأربعاء عند الساعة التاسعة مساءً، من إيران، بعد أن غادرت، في وقت سابق، الصين مروراً بروسيا، ودخلت عن طريق منفذ الشلامجة للبصرة، مشيراً إلى اتخاذ اللازم وإخلاء تلك العائلة التي قال إنّ أفرادها بصحة جيدة، إلى الحجر الصحي بهدوء وبالتنسيق مع الجهات المعنية، مطالباً السلطات المعنية بإغلاق المنافذ الحدودية مع إيران مؤقتاً كـ"إجراء وقائي".

في المقابل، أصدر محافظ البصرة أسعد العيداني، توجيهاً إلى المنافذ الحدودية بمنع دخول أي مواطن عراقي أو إيراني عبر منفذ الشلامجة الحدودي مع إيران إلى البصرة، ما لم يتم فحصه والتأكد من عدم إصابته بفيروس كورونا.

ودشّن ناشطون عراقيون حملة تطالب حكومة بلادهم بإغلاق الحدود مع إيران، خوفاً من انتقال العدوى، فيما ردّت وزارة الداخلية العراقية على ذلك بأنها مستعدة لذلك شرط أن يأتي الطلب من وزارة الصحة العراقية.

وكانت وثيقة مسربة صادرة عن وزير الداخلية ياسين الياسري، قد تداولتها وسائل إعلام عراقية محلية، الثلاثاء، كشفت عن قرار منح التسهيلات للإيرانيين، إذ جاء فيها: "قررنا منح الأشخاص من حملة جوازات السفر الإيرانية الراغبين بالدخول إلى الأراضي العراقية سمة الدخول السياحية لغرض زيارة المناطق الدينية والسياحية، وبشكل مباشر من داخل المنافذ الحدودية". وحددت الوثيقة تنفيذ القرار "للفترة من الـ25 من الشهر الجاري، وحتى الـ25 من مايو/أيار المقبل".

القرار أثار خوف العراقيين بعد الإعلان عن اكتشاف حالات إصابة بفيروس كورونا في إيران، مشيرين إلى أنّ المنافذ الحدودية لبلادهم غير مجهزة بوسائل تقنية وطبية تمكنهم من كشف المصابين، كما أنّ العراق غير مهيأ لمواجهة مثل هذا الفيروس.

وأطلق ناشطون وسماً (هاشتاغ) على منصات التواصل الاجتماعي هو: "#أغلقوا_الحدود_مع_إيران".

وقال الناشط فراس السراي، في تغريدة له على "تويتر": "وزارة الداخلية تعلن السماح للزوار الإيرانيين بالدخول للبلاد من دون فيزا ولمدة ثلاثة أشهر، ومما تبين فإن إيران تسجل إصابتين بفيروس كورونا في مدينة قم".

وقالت هدى الصائغ في تغريدتها: "لا نتوفر على مستشفيات حتى لعلاج الإنفلونزا، فما بالك بفيروس كورونا إذا دخل للعراق معناها أن نموت جماعياً". 

وقال كرار الناصري في تغريدة: "كورونا إذا دخل للبصرة 3 أيام تلكاه بالموصل، شغلة أسبوع الشعب يباد لأن النظام الصحي تعبان، النظام التوعوي تعبان، النظام السياسي تعبان، النظام الرقابي تعبان، النظام الأمني للحدود والمطارات والموانئ تعبان، ووحدة الشعب مفككة، إلى الله المشتكى".

وقال محمد الشهراني: "إيران لم تعلق الرحلات بينها وبين الصين مثل بقية دول العالم لهذا انتشر كورونا في إيران، هل ستغلق العراق حدودها مع إيران وتوقف الرحلات حفاظا على شعبها؟ كورونا ما يمزح، الله يكفينا ويعافينا ويخلص العالم من هذا الفيروس".

وقالت زهوري في تغريدة: "أغلقوها قبل فوات الأوان، فوزارة الصحة ببركة المليشيات والمحاصصات أصبحت رثّة لا تستطيع أن تعالج مريض إنفلونزا وليس فيروس كورونا".

وقالت إنجي رانيا: "المسؤولين اللي عدنا واستهتارهم بدم الشعب أخطر بلاء من كورونا، أغلقوا الحدود مع إيران، لازم هالخطوة الشعب يتحرك ويطالب بيها بأسرع وقت من للفقير يا الله". 

من جهتها، أكدت وزارة الداخلية العراقية، أنّ قرار منع دخول الإيرانيين رهين بإجراءات وقرارات وزارة الصحة. وقال المتحدث باسم الوزارة خالد المحنا، إنّ "وزارة الصحة هي الجهة المعنية بهذا الملف والتي تقدر الموقف الصحي في البلاد".

وأضاف، في تصريح لوسائل إعلام محلية عراقية، أن "وزارة الداخلية جهة داعمة للصحة، بالتالي إذا أخبرتنا أو طلبت منا منع دخول الإيرانيين إلى البلاد، سنمتثل لتلك القرارات ونصدر تعليماتنا بهذا الخصوص".

وبدورها، أعلنت سلطة الطيران المدني العراقية، استمرار الرحلات مع إيران، وأكدت في تصريح نقلته عنها وكالة الأنباء العراقية الرسمية، أنه "لا يوجد أي تأجيل للرحلات مع إيران"، وأضافت أنّ "الأنباء المتداولة بشأن صدور قرار، بمنع الرحلات الإيرانية من الدخول إلى العراق غير صحيحة".

المساهمون