موجة صقيع تفاقم معاناة نازحي مخيم الركبان

موجة صقيع تفاقم معاناة نازحي مخيم الركبان

15 فبراير 2020
آلام النازحين كبيرة في المخيّم المحاصر (Getty)
+ الخط -

يعاني النازحون في مخيّم الركبان على الحدود السورية الأردنية كما يعاني سكان الشمال السوري من موجة صقيع، في ظلّ الحصار الممتدّ منذ أكثر من عام ونصف العام، بعدما قُطعت الطرقات التي كانت تدخل عبرها المواد الغذائية والأدوية. وكان النظام قد بدأ يطبق الحصار على المخيّم في يونيو/ حزيران من عام 2018، ومنذ ذلك الحين يزداد الوضع الإنساني سوءاً. وبحسب آخر التقديرات، يضمّ مخيّم الركبان نحو 12 ألف نازح، فيما بلغ عدد النازحين قبل الحصار نحو 45 ألفاً.

يقول الناشط المقيم في المخيم عماد غالي لـ"العربي الجديد" إنّ "موجة الصقيع التي تضرب المخيّم قاسية وهي مستمرة"، واصفاً الوضع بأنّه "صعب. فالبرد شديد ودرجات الحرارة في الليل تصل إلى سبع درجات دون الصفر، بالإضافة إلى حصار قوات النظام للمخيّم وارتفاع أسعار المواد باختلافها".

يضيف أنّ "استغلال التجار للأوضاع ورفعهم أسعار المحروقات أدّيا إلى كارثة إنسانية في داخل المخيّم. فهؤلاء يتحكّمون ببيع المحروقات هنا. من جهة أخرى، وكوننا في منطقة صحراوية خالية من الأشجار، فإنّ ثمّة تجاراً يدخلون كميات قليلة جداً من الحطب. لكنّ المازوت يصل بكميّات أكبر من الحطب، إذ إنّ إدخاله إلى المخيّم أسهل من إدخال الحطب.
وثمن كيلوغرام الحطب يصل في بعض الأحيان إلى 200 ليرة سورية (0.40 دولار أميركي)، وهذا أمر كارثي بحدّ ذاته. فالنازحون يقيمون منذ خمسة أعوام في المخيّم ولا يملكون أيّ موارد، فيما لا يمدّ أحد لهم يد المساعدة".

ويتابع غالي: "بالنسبة إليّ، أحاول ملازمة البيت وعدم الخروج منه إلا للضرورة، وربّما يعود ذلك إلى أنّني أفضل حالاً من نازحين آخرين في المخيّم، كوني أملك مدفأة. وعلى الرغم من هذا، نعاني من المرض أنا وأطفالي. ومن المؤكّد أنّ حال كلّ من لا يستطيع الحصول على حطب أو مازوت صعب جداً".

يرى نازحون كثر في مخيّم الركبان أنّ مصابهم أهون من مصاب النازحين في الشمال السوري. ويقول مدير المكتب الإعلامي في هيئة الإدارة المدنية بمخيّم الركبان محمود الهميلي لـ"العربي الجديد": "عندما نكون في غرفة حيث درجة الحرارة صفر ثمّ ننتقل إلى غرفة أخرى تصل حرارتها إلى عشر درجات مئوية، فإنّنا بالتأكيد سوف نشعر بالدفء. هكذا نواسي أنفسنا هنا في مخيّم الركبان". ويشرح أنّه لا بدّ من "الشعور بالدفء عندما نشاهد الوضع المحزن للنازحين في الشمال السوري. نشعر بالدفء حتى لو كان البرد قاسياً هنا في مخيّم الركبان، عندما نشاهد ما يحلّ بهم هناك. فحالنا أفضل من حالهم. نحن لم يمت لدينا أيّ طفل من البرد، ونخجل من التكلّم عن حالنا ونشعر بالأسى. كذلك نخجل من التحدّث إلى وسائل الإعلام عن حالنا فيما حال أهل الشمال أشدّ سوءاً. نحن ندعو بالفرج لهم وندعو وسائل الإعلام إلى تسليط الضوء والأنظار على ما يحصل لهم".


من جهته، يصف عضو تنسيقية تدمر أيمن الحمصي الوضع الحالي للنازحين في مخيّم الركبان بالسيئ جداً. ويقول لـ"العربي الجديد" إنّ "المعاناة في المخيّم ما زالت متواصلة وزادتها موجة البرد. ثمّة عائلات لا تملك أيّ وسيلة للتدفئة، وتعتمد على كلّ ما يمكن إشعاله من أوراق وأكياس بلاستيكية". ويشير إلى أنّ "الأمم المتحدة تحاول الضغط على النازحين الذين فضّلوا البقاء في المخيّم حتى يغادروا، ومن وسائل الضغط المتّبعة منع دخول أيّ مساعدات إنسانية إلى المخيّم".