وفاة أولى بكورونا خارج آسيا... والصين تعد بالقضاء عليه

فرنسا تسجّل وفاة أولى بكورونا خارج آسيا... والصين تعد بالقضاء عليه قريباً

15 فبراير 2020
ما زال الوضع مقلقاً (وانغ تشاو/ فرانس برس)
+ الخط -
تخطّت حصيلة وفيات فيروس كورونا الجديد 1500 وفاة في الصين، في حين سُجّلت إصابة أولى في القارة الأفريقية، في مصر تحديداً. وفي أبرز المستجدّات، أعلنت فرنسا، اليوم السبت، عن وفاة على خلفية كورونا الجديد على أراضيها، وهى الأولى التي تُسجَّل خارج آسيا.

وقد كشفت وزيرة الصحة الفرنسية أنييس بوزن عن وفاة سائح صيني في الثمانين من عمره، يخضع للحجر الصحي في فرنسا منذ نهاية يناير/ كانون الثاني المنصرم، بسبب فيروس كورونا. وأكّدت بوزن أنّ هذه الوفاة هي "الأولى خارج آسيا والأولى في أوروبا". يُذكر أنّ 99.9 في المائة من حالات الوفاة المسجّلة في العالم على خلفيّة الفيروس الجديد تتركّز في الصين، علماً أنّ ثلاث وفيات فقط كانت قد سُجّلت حتى أمس الجمعة خارج الصين، إحداها في هونغ كونغ والثانية في الفيليبين والثالثة في اليابان.

أمّا وزارة الصحة والسكان المصرية، فقد أعلنت أمس الجمعة أنّها نجحت في اكتشاف إصابة أولى لشخص أجنبي مصاب بفيروس كورونا، بفضل الخطة الاحترازية التي تطبّقها عبر برنامج إلكتروني لتسجيل ومتابعة الوافدين من الدول التي ظهرت فيها إصابات بفيروس كورونا. أضافت في بيان أنّ نتائج التحاليل المخبرية للحالة المشتبه فيها أتت إيجابية للفيروس، وإن من دون ظهور أيّ أعراض مرضيّة. وأوضحت الوزارة أنّها أبلغت منظمة الصحة العالمية على الفور بتلك الحالة، وقد تعاونتا في اتّخاذ كلّ الإجراءات والتدابير اللازمة للتعامل مع الإصابة. وقد نُقل المصاب في إحدى سيارات الإسعاف ذاتيّة التعقيم إلى المستشفى حيث هو يُتابع اليوم في العزل، علماً أنّ حالته مستقرّة. وتابعت الوزارة التي لم تكشف عن تفاصيل حول المصاب، أنّها اتّخذت إجراءات مشدّدة مع الذين اختلط بهم، فأخضعتهم للتحاليل اللازمة التي أتت سلبية للفيروس. كذلك عُزلوا ذاتياً في أماكن إقامتهم، كإجراء احترازي لمدّة 14 يوماً، وهي فترة حضانة المرض، فيما يُتابعون دورياً كلّ ثماني ساعات مع تزويدهم بالإرشادات الصحية الواجب اتّباعها.


وفي الصين، أعلنت هيئة الصحة الوطنية، اليوم السبت، أنّ عدد الوفيات على خلفيّة الإصابة بفيروس كورونا الجديد في البرّ الصيني ارتفع إلى 1523، بعد وفاة 143 مصاباً أمس الجمعة. يأتي ذلك في حين سُجّلت 2641 إصابة جديدة بالفيروس، الأمر الذي يمثّل انخفاضاً كبيراً عن الأرقام الأعلى في الأيام الأخيرة، بالتزامن مع تعزيز بكين إجراءاتها لاحتواء تفشّي المرض وطمأنة القلقين.

وقد زاد عدد الوفيات في إقليم هوبي، بوسط البلاد، 139 وفاة أمس الجمعة، علماً أنّ الوفيات الجديدة بمعظمها سُجّلت في مدينة ووهان عاصمة الإقليم، مركز تفشّي الفيروس. وتوفي 107 أشخاص في ووهان أمس الجمعة، ليرتفع إجمالي عدد الوفيات في المدينة على خلفية الفيروس إلى 1123. أمّا العدد الإجمالي للمصابين في البر الصيني حتى تاريخ الإحصاء الأخير، نهاية أمس الجمعة، فقد بلغ 66 ألفاً و492 إصابة، فيما تخطّى عدد حالات الشفاء ثمانية آلاف حالة.

وحتى أمس الجمعة، أرسل 217 فريقاً طبياً يضمّ 25 ألفاً و633 عاملاً طبياً إلى مقاطعة هوبي، للمساعدة فى مكافحة فيروس كورونا الجديد، بحسب ما أفاد نائب مدير هيئة الصحة الوطنية في الصين وانغ خه شنغ في مؤتمر صحافي اليوم السبت. وأكّد وانغ أنّ "إجمالي عدد العاملين الطبيين المرسلين تجاوز بكثير العدد الذي خُصّص للإغاثة من زلزال ونتشوان في عام 2008، وقد فعلنا ذلك بوتيرة أسرع بكثير" ، مشيراً وانغ إلى أنّ الرقم لا يشمل العاملين الطبيين الذين أرسلهم الجيش. أضاف وانغ أنّ ثلاثة مختبرات متنقلة أُرسلت كذلك في محاولة للسيطرة على الفيروس. وإذ عبّر عن تقديره للعاملين في المجال الطبي، لا سيّما لوجودهم في الخطوط الأمامية بمواجهة الفيروس، أوضح وانغ أنّ ثمّة 20374 عاملاً طبياً من بين هؤلاء يعملون حالياً في ووهان.


في السياق، صرّح نائب وزير الخارجية الصيني تشين غانغ في مؤتمر ميونيخ للأمن، اليوم السبت، بأنّ بلاده واثقة من القضاء على فيروس كورونا الجديد قريباً، وبأنّ تأثيره سوف يكون مؤقتاً على الاقتصاد الذي سوف يتعافى بقوّة.

من جهته، كان الرئيس الصيني شي جينبينغ قد رأى في مواجهة بلاده فيروس كورونا الجديد "اختباراً كبيراً لمنظومة الحكم في البلاد وقدرتها على الحكم". وأقرّ شي خلال اجتماع للجنة المركزية للحزب الشيوعي الصيني، أمس الجمعة، بأنّ الفيروس كشف عن "قصور" ما، مشدّداً على ضرورة تعزيز النظام الوطني لإدارة طوارئ الصحة العامة.

المساهمون