شلل في بنش السورية ومصير الأهالي مجهول

شلل في بنش السورية ومصير الأهالي مجهول

11 فبراير 2020
نزح أهالي بنش هرباً من القصف (عارف وتد/فرانس برس)
+ الخط -
تبدو شوارع مدينة بنش السورية خاوية وكأنها مدينة بلا حياة، فالمحال التجارية مغلقة، وحركة الأشخاص شبه معدومة، بعد أن كانت قبل أسابيع قليلة تغص بأكثر من 40 ألف شخص لم يتبق منهم سوى نحو ألفين ممن تقطعت بهم السبل، فقرروا البقاء في منازلهم على الرغم من الخطر الذي يهدّد حياتهم في ظل القذائف والصواريخ التي تسقط في أرجاء المدينة.
عاد عبد الرحيم محمود مع عائلته إلى منزله في بنش بعد أيام من النزوح هرباً من قصف الطائرات والمدفعية، وقال لـ"العربي الجديد": "لم نجد مكاناً نلجأ إليه بعد نزوحنا، فلا منازل للإيجار، والوضع في مراكز الإيواء والخيام لا يطاق. لذا قررت العودة إلى منزلي لأنه أكثر أمناً من خيمة لا تحمينا من المطر أو البرد".
وأضاف محمود: "البلدة تشهد سقوط صواريخ وقذائف، والمشكلة الكبرى تتمثل في صعوبة تأمين الاحتياجات الأساسية، فبعضها غير متوفر، وما يتوفر تضاعفت أسعاره، ووضعنا المادي سيئ، والأعمال متوقفة، ولولا مساعدة أخي لكان وضعي أسوأ، وعندما أخرج من المنزل حالياً لجلب الغذاء أو الماء لا أعلم إن كنت سأعود إلى عائلتي أم لا".
واختار مصطفى رجب أيضا البقاء في مدينته على الرغم من عدم وجود كهرباء، وقلة المواد الغذائية، وهو يؤكد وجود بعض الأدوية في النقطة الطبية، وأوضح لـ"العربي الجديد" أنه "لا حياة في بنش حاليا، ومن تبقى في البلدة من المدنيين يقدر عددهم بنحو ألفي شخص، وغالبيتهم يلزمون منازلهم، في حين أن غالبية المحال التجارية مغلقة، كما توقفت العملية التعليمية بشكل كامل قبل أسابيع، وجميع النازحين إلى بنش غادروها، ولم يبق داخلها سوى عدد محدود من أهلها، وتكاد تكون البلدة مشلولة".
وأكد أحمد عيدي، الذي كان يعمل حتى وقت قريب موجّهاً تربوياً، لـ"العربي الجديد"، أن "هناك صعوبات في تأمين الماء عبر ما تبقّى من آبار، وكذلك المواد الغذائية، إذ ما زالت بعض المحال تمتلك القليل من المواد الغذائية المخزنة، والتواصل بين الأهالي في حده الأدنى، فكل منهم لديه همومه اليومية التي تشغله عن التواصل مع الآخرين".

دلالات

المساهمون