ارتفاع عدد حالات الإصابة بفيروس كورونا في الصين مجدداً

ارتفاع عدد حالات الإصابة بفيروس كورونا في الصين مجدداً

لندن

بكين

وكالات

جنيف

إياد حميد

إياد حميد
10 فبراير 2020
+ الخط -

أعلنت الصين، اليوم الاثنين، عن ارتفاع عدد الحالات المصابة بفيروس كورونا المستجد، ما قد يقلل من التفاؤل المتعلق بفعالية إجراءات مكافحة المرض التي شملت عزل مدن كبرى بأكملها.
وارتفع عدد الوفيات في الصين إلى 908، بالإضافة لاثنين آخرين في الخارج، وقالت وزارة الصحة الصينية إنها اكتشفت 3062 حالة خلال الساعات الأربع والعشرين الماضية، ما رفع إجمالي المصابين في البر الرئيسي الصيني إلى 40171.
ويشكل هذا ارتفاعاً في الحالات الجديدة بنسبة 15%، منذ السبت الماضي، ما أنهى سلسلة الانخفاضات اليومية، وقال متحدث باسم الحكومة، الأحد، إنّ انخفاض عدد الحالات المصابة أظهر فعالية إجراءات الاحتواء.
وبدأ العاملون والموظفون في العودة بالتدريج للمكاتب والمصانع في الصين، اليوم الاثنين، مع تخفيف الحكومة بعض القيود على العمل.
وحذّر المدير العام لمنظمة الصحة العالمية تيدروس أدحانوم غيبريسوس، الأحد، من أنّ وتيرة تفشّي فيروس كورونا المستجدّ خارج الصين قد تتسارع، بسبب انتقال العدوى بواسطة أشخاص لم يسافروا قط إلى هذا البلد، وأضاف أنّ "اكتشاف عدد صغير من الحالات قد يشير إلى انتقال للعدوى على نطاق أوسع في بلدان أخرى. باختصار، ما نراه قد لا يكون سوى رأس الجبل الجليدي".

وتأتي هذه التصريحات بينما توجه أعضاء في المنظمة التابعة للأمم المتحدة على رأس "بعثة خبراء دولية" إلى الصين للمساعدة في تنسيق مكافحة انتشار المرض.
وعلى الرّغم من أنّ وتيرة انتشاره خارج الصين تبدو بطيئة إلى حدّ ما، إلا أنّ المدير العام لمنظمة الصحة العالمية، حذّر من أنّ هذه الوتيرة يمكن أن تتسارع. وقال إنّ "هدفنا لا يزال احتواء الفيروس، لكن يجب على جميع البلدان استخدام الفرصة التي أوجدتها استراتيجية الاحتواء للاستعداد لاحتمال وصول الفيروس".
وخارج الصين القارية سجّلت، حتى اليوم، حالتا وفاة فقط بالفيروس، إحداهما في هونغ كونغ والأخرى في الفيليبين، في حين زاد عدد المصابين عن 350 شخصاً يتوزّعون على حوالي 30 دولة ومنطقة.
وكانت منظمة الصحة العالمية قد تحدثت عن "بعض الاستقرار" في عدد الإصابات الجديدة بالفيروس في الصين، لكنها أكدت أنه من المبكر جداً القول إنّ كورونا بلغ الذروة.
وتكافح الصين للسيطرة على وباء كورونا المستجدّ، واتّخذت لهذه الغاية إجراءات مشدّدة شملت إغلاق مدن بأكملها ومنع سكانها من مغادرة منازلهم إلا للضرورة.

فيروس كورونا يهدد الملايين (إد جونز/فرانس برس) 


ويعتقد أنّ الفيروس ظهر أولاً في أواخر ديسمبر/كانون الأول الماضي، في مدينة ووهان في وسط الصين، في سوق لبيع الحيوانات البرية، وانتشر بسرعة مع حركة انتقال كثيفة للمواطنين لتمضية عطلة رأس السنة القمرية في يناير/كانون الثاني.
وشيدت الصين مستشفيين وأرسلت آلاف الأطباء والممرضات إلى ووهان، وهي المدينة التي يبلغ عدد سكانها 11 مليون نسمة في وسط البلاد، وتم تعليق معظم حركة الوصول إليها في 23 يناير/كانون الثاني، وتم توسيع القيود منذ ذلك الحين لتشمل المدن التي يبلغ عدد سكانها 60 مليون شخص.
ودفع المرض منظمة الصحة العالمية إلى إعلان حالة طوارئ صحية عالمية، كما دفع العديد من الحكومات إلى فرض قيود على السفر، وقررت شركات الطيران تعليق الرحلات الجوية من الصين وإليها.
وفي اليابان، أعلنت وزارة الصحة التأكد من إصابة نحو 60 شخصاً آخرين على متن السفينة السياحية "دياموند برينسيس" الخاضعة للحجر الصحي، وقال مسؤولون بالوزارة، في وقت سابق، إنهم يفحصون النتائج مرتين، ولا يستطيعون الإفصاح عن الرقم بدقة، مضيفين أنهم سيكشفون عن مزيد من التفاصيل قريباً.
وقال وزير الصحة الياباني كاتسونوبو كاتو، إنّ الحكومة تدرس فحص كل من على متن السفينة، الأمر الذي يتطلب منهم البقاء هناك حتى ظهور النتائج، وتسعى السلطات أيضا لتوفير عقاقير طلبها أكثر من 600 راكب.

إخضاع السفينة السياحية "دياموند برينسيس" للحجر الصحي (getty) 


ووصفت الحكومة البريطانية، الاثنين، فيروس كورونا المستجدّ بأنه تهديد "خطير ووشيك للصحة العامة"، وأعلنت اتخاذ تدابير لحماية السكان، في خطوة من شأنها أن تمنح الحكومة صلاحيات إضافية لمكافحة انتشارالفيروس.
وحددت الوزارة مستشفى (آرو بارك) ومستشفى (كينتس هيل بارك) كمنشأتي "عزل"، كما صنفت إقليم هوبي ومدينة ووهان في الصين "منطقة موبوءة"، بالتزامن مع الإعلان عن تضاعف عدد المصابين في بريطانيا من 4 إلى 8 أشخاص.

ويعتقد أن أحد المصابين كان في منتجع للتزلج في سويسرا حيث تم تشخيص إحدى الاصابات بالفيروس، وبدورها أكدت شركة الطيران "إيزي جت" تشخيص أحد مسافريها بكورونا، ودعت جميع المسافرين على الرحلة التي غادرت جنيف إلى مطار "غاتويك" في لندن يوم 28 يناير/ كانون الثاني لمراجعة السلطات.

ووفقاً للمعايير الحكومية الجديدة المعلنة اليوم الاثنين، سيتم اجبار المصابين بفيروس كورونا على البقاء في الحجر الصحي، وقد يتم عزلهم في مؤسسات مختصة إن ثبت تهديدهم للصحة العامة، وقال متحدث باسم وزارة الصحة البريطانية: "نقوم على تعزيز قوانيننا بحيث نبقي على الأفراد المصابين في أماكن معزولة بهدف الحفاظ على سلامتهم، وسيؤدي هذا الاجراء إلى تسهيل عمل خبراء الصحة والحفاظ على الصحة العامة عبر البلاد".

وقال الباحث في كلية الصيدلة بجامعة ريدنغ، آل إدواردز، إن "التحدي الأكبر الذي يواجه بريطانيا والعالم هو احتواء الفيروس، والتعرف على جميع المصابين لوقف انتشار العدوى، ثم معالجة جميع المصابين والذي قد يتجاوز طاقة المستشفيات في العديد من الدول، بغض النظر عن تقدم نظامها الصحي".

وأعلنت وزارة الصحة البريطانية أمس الأحد، أنها أجرت نحو 800 فحصاً حول إصابات محتملة بالفيروس، وتم تأكيد أربعة أشخاص فقط، لتعود وتؤكد إصابة أربعة آخرين صباح اليوم.

ذات صلة

الصورة
أطفال غزة وجوع في قطاع غزة (عبد زقوت/ الأناضول)

مجتمع

أفادت منظمة يونيسف بأنّ أكثر من 80 في المائة من أطفال غزة "يعانون من فقر غذائي حاد". ويأتي ذلك وسط الحرب الإسرائيلية المستمرة على قطاع غزة المحاصر.
الصورة
ميناء أشدود/Getty

اقتصاد

انعطفت الأسواق الإسرائيلية سريعاً نحو أوروبا، وسط نقص وتأخير في السلع القادمة من آسيا تحديداً، بسبب استهداف الحوثيين المكثف للسفن المتجهة إلى إسرائيل.
الصورة
نازحون فلسطينيون في مخيم أونروا في خان يونس في غزة (مصطفى حسونة/ الأناضول)

مجتمع

أفادت منظمة الصحة العالمية، اليوم الجمعة، بأنّها تشعر بقلق بالغ إزاء انتشار الأمراض في قطاع غزة، وذلك في اليوم الثاني والأربعين من الحرب الإسرائيلية المتواصلة على القطاع وأهله.
الصورة
الناشطة الإيغورية رحيل داوت (إكس)

مجتمع

حُكم على عالمة بارزة من الإيغور مُتخصصة في دراسة الفولكلور والتقاليد الشعبية بالسجن المؤبد، وفقاً لمؤسسة مقرها الولايات المتحدة تعمل في قضايا حقوق الإنسان في الصين.

المساهمون