سكان محيط المقار الأميركية يخشون "كاتيوشا" المليشيات العراقية

سكان محيط المقار الأميركية يخشون "كاتيوشا" المليشيات العراقية

07 يناير 2020
تواصل المليشيات العراقية التهديد بالانتقام (أحمد الربعي/فرانس برس)
+ الخط -
تتصاعد مخاوف أهالي المناطق القريبة من المقار الأميركية في العراق من انتقام المليشيات المرتقب، خشية أن تتحول المناطق المزدحمة بالسكان إلى أهداف لصواريخها التي لا تصيب أهدافها إلا نادرا.

ويفكر كثير من أهالي تلك المناطق جديا في مغادرتها على خلفية تكرار الحديث حول حدة انتقام المليشيات رداً على اغتيال قائد فيلق القدس الإيراني قاسم سليماني، ونائب قائد الحشد الشعبي أبو مهدي المهندس، ما ينذر بسقوط صواريخ على مناطقهم السكنية.

وينتشر الرعب بين أهالي منطقتي الجادرية والقادسية، وجزء من منطقة الكرادة، وكلها قريبة من السفارة الأميركية الواقعة داخل المنطقة الخضراء في وسط بغداد، وسجلت الجادرية خلال الأيام الثلاثة الماضية سقوط صاروخين على منزلين سكنيين، نتج عنهما مقتل فتاة وتسجيل عدة إصابات وأضرار.
وكانت كتائب حزب الله العراقية الموالية لإيران قد دعت القوات الأمنية العراقية إلى الابتعاد عن مواقع القوات الأميركية لمسافة لا تقل عن 1000 متر، حفاظا على سلامتها.

وقال أبو عدنان، وهو من الجادرية، لـ"العربي الجديد"، إن "الأهالي يعيشون حالة من الهلع، ويناشدون الحكومة والجهات الأمنية العمل على وقف القصف. المنطقة شهدت سقوط صاروخين في يومين متعاقبين، وعاش الأطفال والنساء حالة من الرعب بسبب مشاهد الدمار التي خلفها انفجار الصاروخين، وانتشال جثة فتاة من تحت الأنقاض".
وأضاف أن "أغلب الأهالي يخرجون مع حلول الظلام يوميا من المنطقة، ولا يعودون إليها إلا في الصباح، لكن هذا لا يوفر سوى أمن مؤقت، والأهالي يطالبون بحلول جدية تخلصهم من الخوف، فلسنا على استعداد لخسارة أحد أفراد عوائلنا، والحكومة لا تستطيع منع المليشيات من مواصلة القصف، ما يجعل مناطقنا معرضة للخطر، وليس الجميع قادرين على المغادرة إلى مناطق بعيدة عن المقار الأميركية".

تبحث أم عبد الله، وهي من منطقة القادسية، عن منزل يأويها مع أطفالها بعيدا عن صواريخ المليشيا، وقالت لـ"العربي الجديد": "قمت بنقل أطفالي إلى بيت عمهم في منطقة بعيدة لأنهم كل يوم عند حلول الظلام يعانون من الترقب والرعب، وأبيت أنا وولدي الكبير الذي رفض أن يتركني بالمنزل. لم يبق أمامنا سوى ترك المنطقة لأنها لم تعد آمنة، والوضع غير مطمئن".


ولا يختلف الحال في المناطق القريبة من المقار الأميركية في المحافظات، فحالة الرعب ذاتها دفعت كثيرين للمغادرة، ويؤكد قانونيون أن عدم تصدي الحكومة للمليشيات يمنحها الفرصة لمواصلة تلك الانتهاكات، فهي تحرك قواعد الصواريخ داخل المناطق السكنية من دون ضوابط قانونية.
وقال عضو التيار المدني العراقي ماهر الخزرجي، لـ"العربي الجديد"، إن "السكان في مناطق محيط القواعد أو المنطقة الخضراء لا يشعرون براحة، وصرنا نسمع قصصا عن انتقال العائلات للسكن بعيدا بعد تكرار سقوط قذائق الكاتيوشا ليلا على المنازل، وعدم محاسبة المليشيا على تلك الانتهاكات جعل تلك المناطق ساحة للصواريخ"، متهما الحكومة بالضعف أمام المليشيات، وعدم القدرة على حماية الأهالي.

وقال الباحث في الشأن الأمني، هشام الهاشمي، إن "قصف محيط المقار الأميركية مجرد مشاغبة، وليس استهدافا مباشرا، فالمليشيات تتجنب إصابة القواعد رغم أنها تمتلك صواريخ ذكية وطائرات من دون طيار وخبرات اكتسبتها على مدار سنوات، لأنها تعلم أن الردّ الأميركي سيكون قاسيا"، مرجحاً أن تواصل تلك الفصائل الرشقات غير المباشرة حتى انتهاء فورة غضب الجماهير.