مصر: كورونا يسيطر على اجتماع الحكومة

مصر: كورونا يسيطر على اجتماع الحكومة وهلع من المنتجات الصينية

29 يناير 2020
تعاملت مصر سابقاً مع حالات انتشار فيروسي(خالد دسوقي/فرانس برس)
+ الخط -
سيطر انتشار فيروس كورونا الجديد، في بعض دول العالم، على الاجتماع الأسبوعي لمجلس الوزراء المصري، اليوم الأربعاء، إذ استمع رئيس الحكومة، مصطفى مدبولي، إلى تقرير تلته وزيرة الصحة هالة زايد، بشأن استعدادات الوزارة لمواجهة خطر الفيروس، في مصر، وكمية الأدوية والأمصال المضادة المتوافرة كمخزون، فضلاً عن تجهيز عدد من مستشفيات الحمّيّات تحسباً للاشتباه في إصابة أحد المصريين أو الأجانب المقيمين بالمرض.

طلب مدبولي في بداية الاجتماع، من الجهات المسؤولة التعاون فيما بينهم، وزيادة حالة الطوارئ لمواجهة المرض، وكلف وزارة الطيران المدني إنجاز خطة احترازية في المطارات لتأمين عملية دخول المسافرين، ولا سيما العائدين من الدول المصابة كالصين، كما تشديد الإدارة العامة للجمارك عمليات التفتيش على أيّ صادرات صينية، وتأمين المنافذ البرية والبحرية بالتعاون مع وزارة الصحة. كذلك، شدّد على الإبلاغ الفوري عن أيّ حالة مشتبه فيها، وإحالتها على أقرب مستشفى صدر أو حمّيّات، وتكثيف الحملات الأمنية على مصادر الأطعمة، خصوصاً اللحوم والأسماك الموجودة في الأسواق، وإجراء تفتيش عليها خوفاً من حملها أيّ أمراض وبائية.

من جهتها، أشارت زايد إلى توفير أجهزة ومستلزمات طبية إضافية للطوارئ، وفقاً لخطة التأمين الطبي الاحترازية، لمنع تسلل فيروس كورونا إلى البلاد، مشدّدة على عدم رصد أيّ حالات مشتبه في إصابتها بالفيروس، وتوفير الوزارة 10 سيارات إسعاف ذاتية التعقيم، مجهزة لمكافحة العدوى من خلال وحدة رعاية مركزة، وهي مخصصة لنقل الحالات المرضية، والمشتبه في إصابتها بالفيروسات المعدية مثل كورونا.

على صعيد متصل، عزلت سلطات الحجر الصحي في مطار القاهرة الدولي، صباح اليوم، 17 راكباً من جنسيات وأعمار مختلفة، فور وصولهم من السودان وإثيوبيا على رحلات طيران عدة، لكونهم لا يحملون شهادات التطعيم ضد الحُمّى الصفراء. وقرر مدير الحجر الصحي في المطار، الدكتور حازم حسين، عزل الركاب في مستشفى حمّيّات "العباسية" بالقاهرة، للتأكد من خلوّهم من العدوى، فيما شهد المطار استمرار حالة الطوارئ لمنع تسرب المرض، من خلال توسيع دائرة الاشتباه بخصوص الركاب الآتين، واتخاذ إجراءات وقائية في الطائرات.

وتسود حالة من الهلع بين أفراد الشعب المصري ضدّ المنتجات الصينية، وتراجع الإقبال على شرائها، بما فيها ألعاب الأطفال، خوفاً من انتقال الفيروس. وخلت المطاعم الصينية في المناطق السياحية مثل شرم الشيخ والغردقة من الزبائن، على الرغم من أنّ جميع العاملين فيها من المصريين، ما اضطر بعضها إلى إغلاق أبوابه خوفاً من الخسائر المادية.

تجدر الإشارة إلى أنّ الصين دخلت في حياة المصريين، في مجالاتها كافة، باعتبارها على رأس الدول المصدّرة إلى السوق المصرية؛ فهناك السيارات الصينية باختلاف أشكالها وطرازاتها، وأجهزة الهاتف المحمول، والأجهزة الكهربائية، وألعاب الأطفال، والأحذية، والملابس، والمفروشات، وصولاً إلى الأثاث الذي تنافس فيه المنتجات الصينية الصناعة الوطنية في مصر.

من جهتها، طلبت الهيئة العامة للمعارض في القاهرة من وزارة التجارة والصناعة رسمياً، في مذكرة لها، عدم مشاركة الصين خلال معرض القاهرة الدولي للتجارة، الذي يعقد خلال شهر مارس/ آذار المقبل بمشاركة دول عربية وأفريقية، حتى في حال انحسار المرض، تحسباً لاحتمالات انتقاله عبر حاويات تجارية. كذلك، طلبت الهيئة العامة للرقابة على الصادرات والواردات من الهيئة القومية لسلامة الغذاء، وضع عدد من الإجراءات الاحترازية لمنع انتقال العدوى عبر ما يُستورَد من الصين، والتنسيق بين وزارات الصحة والزراعة والتموين والتجارة في هذا الشأن، خوفاً من دخول منتجات مشبوهة، من خلال دفع رشىً مالية.

وقال مصدر مسؤول في وزارة التجارة والصناعة المصرية، إنّ أزمة كورونا أدت إلى توقف عدد كبير من المصانع الصينية عن تصدير منتجاتها إلى السوق المصري لوقف عملها، وفي حال استمرار الأزمة ستفقد مصر جزءاً كبيراً من احتياجاتها السلعية التي تستوردها من الصين، والتي تصل إلى 25 في المائة من قيمة الواردات السلعية داخل السوق المحلي سنوياً. وأفاد المصدر أنّ مصر لا تملك أيّ أسواق بديلة لتعويض احتياجاتها، خصوصاً أنّها تفضّل المنتجات الصينية بوصفها ذات قيمة سعرية منخفضة، مقارنة بالأسواق العالمية الأخرى.

وكانت وزيرة الصحة هالة زايد، قد استقبلت في مكتبها أمس، الوزير المفوض ونائب رئيس البعثة الدبلوماسية بسفارة الصين في القاهرة، شياو جون غينغ، لبحث سبل التعاون وتعزيزها بين البلدين في مواجهة الفيروس، ومناقشة خطة وزارة الصحة المصرية الاحترازية للتصدّي للفيروس. وتطرّق الاجتماع إلى أحوال الجالية المصرية المقيمة في الصين، والجالية الصينية المقيمة في مصر، ومراجعة ضوابط العاملين الصينيين داخل البلاد، والكشف عن المشتبه في إصابتهم بأعراض كورونا.

المساهمون