الصين تعلن ارتفاع وفيات كورونا إلى 106

الصين تعلن ارتفاع وفيات كورونا إلى 106... ودول تجلي رعاياها

28 يناير 2020
+ الخط -
قالت الصين، اليوم الثلاثاء، إن عدد الوفيات بسبب فيروس كورونا المستجد ارتفع إلى 106. وذكرت لجنة الصحة الوطنية في بيان، أن العدد الإجمالي لحالات الإصابة المؤكدة في البلاد ارتفع إلى 4515 حالة حتى 27 يناير/ كانون الثاني الجاري. كما يجري الإبلاغ عن حالات إصابة في عدد متزايد من الدول الأخرى.

وقال المدير العام لمنظمة الصحة العالمية تيدروس أدهانوم، اليوم الثلاثاء، إنه واثق في قدرة الصين على احتواء تفشي فيروس كورونا الجديد. وذكرت الوكالة أن أدهانوم قال في اجتماع مع السلطات في بكين، إنه يوافق على الإجراءات التي اتخذتها الحكومة الصينية حتى الآن لكبح انتشار الفيروس. وقال أدهانوم أيضا إنه لا يؤيد إجلاء الرعايا الأجانب الموجودين حاليا في الصين، وحث الناس على التزام الهدوء.

وقال الرئيس الصيني شي جين بينغ، اليوم الثلاثاء، لمدير منظمة الصحة العالمية إن فيروس كورونا الجديد "شيطان" وإن بلاده واثقة من الانتصار عليه في المعركة. ونقل التلفزيون الرسمي عن شي قوله إنه يعتقد أن مسألة تفشي الفيروس ستخضع لتقييم "هادئ وموضوعي وعقلاني" من جانب منظمة الصحة والمجتمع الدولي.

وفرضت السلطات على ووهان الواقعة في وسط البلاد حيث ظهر الفيروس في ديسمبر/ كانون الأول بالإضافة إلى كل مقاطعة هوباي تقريبا، عزلاً كاملاً عن العالم الخارجي منذ الخميس على أمل منع تفشي الوباء. 

دول تجلي رعاياها

ويبلغ عدد السكان المعنيين حوالي 56 مليون نسمة. وبينما شمل هذا العزل آلاف الأجانب الذين يقطنون في المنطقة، تحضّر دول عدة على غرار الولايات المتحدة وفرنسا واليابان وكوريا الجنوبية رحلات لإجلاء رعاياها. وستُقلع طائرة تقلّ موظفي القنصلية الأميركية في ووهان صباح الأربعاء بتوقيت الصين متوجّهة إلى كاليفورنيا، وفق ما أعلنته وزارة الخارجية الأميركية. وسيُعرض على مواطنين أميركيين آخرين السفر على متن هذه الرحلة، التي كانت مقررة الثلاثاء "حسب الأماكن المتاحة".

من جهتها، تحضّر فرنسا إجلاء جويا لرعاياها، وكذلك لأوروبيين آخرين على متن رحلة تُقلع "مبدئياً في منتصف الأسبوع". وهناك حوالي 500 فرنسي مسجّلين على اللائحة القنصلية المحلية، لكن عددهم الكامل يمكن أن يصل إلى الألف؛ إذ إن ووهان تستقبل، إضافة إلى شركتي "رينو" و"بس اس اه" لصناعة السيارات، عدداً كبيراً من الطلاب الفرنسيين. وسيخضع الأشخاص الذين ستتم إعادتهم إلى فرنسا، للحجر الصحي لمدة معيّنة.

وتنظّم اليابان أيضاً عملية لإجلاء مواطنيها على متن طائرة يُفترض أن تصل إلى ووهان الثلاثاء، لتُقلع مجدداً صباح الأربعاء؛ في حين عّبر حوالي 200 ياباني من أصل 600 عن رغبتهم بالعودة إلى بلادهم.

وقال وزير الخارجية الياباني توشيميتسو موتيجي للصحافيين، إن الطائرة تتسع لحوالي 200 راكب، لكنه أضاف أن حوالي 650 يابانيا يأملون في العودة إلى ديارهم. وذكر موتيجي أن الحكومة تجري ترتيبات، لإرسال رحلات إضافية إلى ووهان يوم الأربعاء في أقرب تقدير.

كما قالت كوريا الجنوبية إنها تعتزم إرسال طائرات مستأجرة إلى مدينة ووهان الصينية يومي الخميس والجمعة المقبلين، لإحضار نحو 700 مواطن يرغبون في العودة إلى ديارهم من المدينة، وهي مركز تفشي فيروس كورونا المستجد.

وقال لي تاي هو، النائب الثاني لوزير الخارجية الكوري الجنوبي، اليوم الثلاثاء إن مواعيد الرحلات الجوية قد تتغير اعتمادا على المشاورات مع الحكومة الصينية. وأضاف أن سيول ستستخدم الرحلات أيضا لإرسال مليوني قناع، ومعدات أخرى إلى الصين للمساعدة في جهود الحجر الصحي هناك.

وكانت القنصلية الكورية الجنوبية في ووهان أبلغت المواطنين الراغبين في العودة بأنهم سيُعزلون لمدة أسبوعين في منشآت طبية مخصصة فور وصولهم، ويقول الخبراء إنها أقصى فترة يمكن أن يتطور فيها المرض.

وقالت دول أخرى، على غرار ألمانيا وتايلاند، إنها تفكر أيضاً في الأمر. ويسيطر القلق على عدد كبير من الأجانب غير الواثقين بقدرتهم على المغادرة. ويقول جوزيف بايسي، وهو أستاذ بريطاني يبلغ من العمر 31 عاماً: "إنه أمر مثير للتوتر. أكثر ما يثير الخوف هو أن يستمر الوضع أشهراً وأن يصبح التموّن والعيش صعبَين أكثر فأكثر".

من جهتها، أعلنت مدينة بكين الإثنين أول حالة وفاة لديها، لرجل يبلغ من العمر خمسين عاماً عائد من ووهان. وأُبلغ عن إصابة حوالي خمسين آخرين في سائر دول العالم، حيث سُجّلت إصابات بالفيروس في حوالي 12 دولة، في آسيا وأستراليا وأوروبا وأميركا الشمالية. وتمّ تأكيد إصابة أول شخص في كندا وهو رجل خمسيني وصل من ووهان إلى تورونتو في 22 من الشهر الجاري. وكذلك أكدت ألمانيا إصابة أول شخص لديها، وقد وُضع في الحجر الصحي. 

وقالت وزارة الصحة في بافاريا في ساعة متأخرة، أمس الإثنين، إنها تأكدت من إصابة رجل في بلدة شتارنبرغ، التي تبعد 30 كيلومترا جنوب غربي ميونخ، بفيروس كورونا. وأضافت الوزارة في بيان نشرته على موقعها الإلكتروني، أن المريض "في حالة جيدة" وجرى عزله ويخضع للملاحظة الطبية. ولم تكشف أي تفاصيل عن سن المريض أو جنسيته. وقالت: "جرى إبلاغ من كانوا على اتصال (مع المريض) بالأعراض المحتملة والتدابير الصحية وطرق انتقال العدوى".

وأعلنت وزارة الصحة العامة في تايلاند، أن ستة أشخاص آخرين جاءت اختباراتهم إيجابية في فحص الفيروس الجديد، ما يرفع عدد المصابين في البلاد إلى 14. وقال وزير الصحة سوخوم كانجانابيماي، الثلاثاء، إن الحالات الست كلها لسائحين صينيين من مقاطعة هوبي دخلوا تايلاند منذ عدة أيام. وهم من ووهان، بؤرة تفشي الفيروس.

وحالات الإصابة الجديدة هي لامرأتين وأربعة رجال، تتراوح أعمارهم بين 6 و60 عاما. وخمس من الحالات الست هي لأفراد من نفس العائلة، وأدخل المصابون الستة مستشفى في مقاطعة نونتابوري شمالي تايلاند.

ويطلق على الفيروس رسميا اسم (2019-إن.كو.في)، ويمكنه أن يسبب الالتهاب الرئوي لكن من السابق لأوانه معرفة حجم خطورته أو مدى سهولة انتقاله. وكان الرئيس الأميركي دونالد ترامب قد عرض على الصين، أمس الإثنين، تزويدها بأي مساعدات تحتاج إليها. ونصحت وزارة الخارجية الأميركية المواطنين "بإعادة النظر" في السفر إلى الصين، في ضوء تفشي الفيروس.

وعززت عدة دول الإجراءات الوقائية على حدودها، وأصبحت منغوليا أول دولة تغلق نقاط العبور البرية مع الصين.

وإذا كانت دول عدة نصحت بعدم السفر إلى هوباي، فألمانيا انتقلت إلى مرحلة أخرى؛ إذ إنها نصحت مواطنيها بعدم السفر إلى جميع الأراضي الصينية. وحذت واشنطن حذو برلين.

من جهتها، أوصت بكين المقيمين في الصين القارية بـ"إرجاء موعد رحلاتهم التي لا ضرورة لها"، بعد أن علّقت منذ الإثنين الرحلات المنظمة. وذكّر خبراء صينيون الثلاثاء أمام صحافيين، بأن التعرض لعطس وسعال شخص مصاب هو "الطريقة الرئيسية لانتقال العدوى".

وتعتبر منظمة الصحة العالمية أن تهديد المرض مرتفع على المستوى العالمي، من دون إعلان حال طوارئ دولية. ولم تؤكد بعد أن الأشخاص المصابين يمكن أن ينقلوا الوباء حتى قبل ظهور عوارض عليهم، كما يقول مسؤولون في قطاع الصحة الصيني. وأعلنت السلطات الصحية الأميركية، أن التحاليل التي أجرتها كشفت أن الفيروس لم يتحوّل. وقالت نانسي ميسونييه، المسؤولة عن أمراض الجهاز التنفسي في مراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها: "حالياً، وبناءً على تحاليل المعطيات المتاحة التي أجراها المركز، لا يبدو أن الفيروس قد تحوّل". وأضافت أن "كل السلاسل الجينية التي استخرجناها مماثلة لتلك التي نشرتها الصين في البداية منذ بضعة أسابيع".

وقررت السلطات الصينية تمديد عطلة رأس السنة القمرية (وهي أصلاً سبعة أيام) ثلاثة أيام إضافية حتى الثاني من فبراير/ شباط، لتأخير عودة مئات الملايين من العمال إلى المدن وخفض مخاطر انتشار المرض. وكذلك، أُرجئ موعد بدء الفصل الدراسي الجديد في المدارس والجامعات إلى أجل غير مسمّى، وفق ما قالته وزارة التعليم الصينية.

في ووهان، المدينة الواقعة على ضفاف نهر يانغتسي، معظم المحال التجارية مغلقة وحركة السير غير الضرورية ممنوعة، وفق ما أفاد به فريق وكالة فرانس برس. وفي المستشفيات، لا يزال الوضع فوضوياً، إذ على المرضى أن ينتظروا أحياناً ساعات لاستشارة طبيب. ويفترض أن ينتهي بناء مستشفيين إضافيين، يستطيع كل منهما استقبال ألف مريض، الأسبوع المقبل.

وزار رئيس الوزراء الصيني لي كه تشيانغ الإثنين ووهان، وهو أول مسؤول كبير في النظام الشيوعي يزور المدينة منذ ظهور الفيروس. وتثير الأزمة خشية من إضعاف الاقتصاد الصيني وحتى العالمي، ما أدى الثلاثاء إلى تراجع أسعار بورصة طوكيو بعد انخفاض كبير للأسعار الإثنين في الأسواق العالمية.

(فرانس برس، رويترز، أسوشييتد برس)

ذات صلة

الصورة
غزة (محمد عبد/ فرانس برس)

مجتمع

ينذر تراكم النفايات في شوارع غزة بكارثة صحية وبيئية، وسط تحذيرات أممية من تفشي الأمراض والأوبئة بين السكان الذين يشكون عدم قدرة البلديات على التخلص منها.
الصورة
أطفال فلسطينيون جرحى في غزة (أشرف أبو عمرة/ الأناضول)

مجتمع

يمثّل غياب اللقاحات الدورية عن محافظَتي غزة وشمال غزة خطراً إضافياً يهدّد حياة الأطفال الفلسطينيين، إلى جانب القصف الإسرائيلي المتواصل منذ نحو 98 يوماً.
الصورة
أطفال غزة وجوع في قطاع غزة (عبد زقوت/ الأناضول)

مجتمع

أفادت منظمة يونيسف بأنّ أكثر من 80 في المائة من أطفال غزة "يعانون من فقر غذائي حاد". ويأتي ذلك وسط الحرب الإسرائيلية المستمرة على قطاع غزة المحاصر.
الصورة
ميناء أشدود/Getty

اقتصاد

انعطفت الأسواق الإسرائيلية سريعاً نحو أوروبا، وسط نقص وتأخير في السلع القادمة من آسيا تحديداً، بسبب استهداف الحوثيين المكثف للسفن المتجهة إلى إسرائيل.

المساهمون