الجراد يغزو شرق أفريقيا في أكبر انتشار منذ 70عاماً

الجراد يغزو شرق أفريقيا في أكبر انتشار منذ 70 عاماً

26 يناير 2020
يؤدي الجراد إلى تدمير المحاصيل الزراعية (Getty)
+ الخط -



اجتاحت أسراب الجراد الضخمة منطقة شرق أفريقيا، التي تعاني من تقلبات مناخية قاسية، جراء الجفاف والفيضانات والنزاعات، مما أدى إلى تدمير الأراضي الزراعية وتهديد الأمن الغذائي، حيث يتضور 19 مليون شخص جوعاً. 

ووفقاً لمنظمة الأغذية والزراعة العالمية "الفاو"، يعد غزو الجراد الحالي الأكبر في إثيوبيا والصومال منذ 25 عاما، والأكبر في كينيا منذ 70 عاما، وتكافح دول شرق أفريقيا من أجل مواجهة غزو الجراد الصحراوي، الذي يمثل تهديدًا للأمن الغذائي وسبل المعيشة.

وقال المدير العام للفاو، شو دونيو: "إن الوضع أصبحت له الآن أبعاد دولية، إذ يهدد الأمن الغذائي في المنطقة دون الإقليمية بأكملها. وتعمل الفاو على تفعيل آليات المسار السريع التي ستمكننا من التحرك بسرعة لدعم الحكومات في شن حملة جماعية للتصدي لهذه الأزمة".

وقال ندوندا ماكانجا الذي قضى ساعات يوم الجمعة في محاولة لطرد الجراد من مزرعته لـ"الإندبندنت": "حتى الأبقار تتساءل عما يحدث، الذرة والفاصولياء، لقد أكلت أسراب الجراد كل شيء".

وتقول الأمم المتحدة إن آفة الجراد تخلف آثارا كبيرة على هذه البلدان بشكل خاص، حيث يتم القضاء على المراعي والمحاصيل في مجتمعات كانت تعاني بالفعل من نقص الغذاء. ويعد الجراد الصحراوي من أخطر الآفات المهاجرة في العالم، إذ يمكن للجرادة الواحدة أن تقطع مسافة 150 كيلومترا، وتأكل طعاما يعادل وزنها، أي حوالي غرامين، كل يوم.

ويمكن لسرب صغير أن يستهلك، في يوم واحد، غذاء يكفي لـ 35 ألف شخص. وتتكاثر هذه الأسراب بسرعة، وإذا تركت دون رقابة، فإن أعدادها الحالية قد تنمو 500 مرة بحلول يونيو/ حزيران.

وتقول الأمم المتحدة إن هناك حاجة إلى حوالي 70 مليون دولار لتصعيد عملية رش المبيدات الجوية، وهي الطريقة الفعالة الوحيدة لمكافحتها. وتقر بأن ذلك "لن يكون سهلاً"، في إشارة إلى الحاجة إلى الوصول إلى الأدوات والموارد اللازمة لإنجاز المهمة.  

وهيأت الظروف الجوية الأخيرة في شرق أفريقيا ظروفاً مواتية لتكاثر الجراد بسرعة. ويمكن لمثل هذه الأسراب - التي يحتمل أنها تحتوي على مئات الملايين من الجراد الصحراوي - أن تنتقل مسافة 150 كيلومتراً في اليوم في سعيها الدؤوب للأكل والتكاثر، مما قد يؤدي إلى تدمير سبل المعيشة الريفية. 

وتستمر الأسراب في التدفق إلى كينيا من إثيوبيا والصومال وانتشرت بسرعة إلى وسط البلاد. وفي إثيوبيا، تتحرك الحشرات بثبات جنوباً باتجاه الوادي المتصدع.

ولم تشهد إثيوبيا والصومال أسراباً من الجراد الصحراوي بهذا الحجم منذ 25 عاماً، في حين لم تواجه كينيا تهديداً للجراد بهذا الحجم منذ 70 عاماً. وحتى الآن لم يتأثر جنوب السودان وأوغندا، إلا أنهما معرضان للخطر.

وتقدم الفاو توقعات وتنبيهات وإنذارات مبكرة بشأن توقيت وحجم وموقع تفشي الجراد وتكاثره، مشيرة إلى أن سرعة انتشار الآفة وحجم التفشي حتى الآن تجاوز المعتاد مما حمل السلطات المحلية والوطنية على العمل بأقصى طاقاتها.

وبالنظر إلى حجم الأسراب الحالية، فإن التحكم الجوي هو الوسيلة الفعالة الوحيدة لتقليل أعداد الجراد.


وأكد المدير العام للفاو ضرورة رفع مستوى العمليات الجوية بشكل كبير وسريع في إثيوبيا وكينيا وقال إنه "إلى جانب أنشطة المكافحة، يجب أن تشمل استجابتنا جهوداً لاستعادة سبل عيش الناس. لقد تضررت المجتمعات في شرق أفريقيا بالفعل نتيجة لفترات الجفاف الطويلة، ما أدى إلى تضاؤل قدراتها على زراعة الغذاء وكسب العيش. يجب علينا مساعدتهم على الوقوف على أقدامهم، بمجرد انتهاء الجراد". 

دلالات