غرف من الطوب بدل الخيام تؤوي النازحين شمالي سورية

غرف من الطوب بدل الخيام تؤوي النازحين شمالي سورية

23 يناير 2020
سكان مخيمات النزوح يعانون في الشتاء (سيم جينسو/الأناضول)
+ الخط -
يعيش محمد نواف الحلاق، النازح من مدينة كفرنبل جنوبي إدلب شمال غربي سورية، في غرفة من الطوب "البلوك"، وهو يرى أنّ حال عائلته أفضل بكثير في تلك الغرفة، مقارنة بالخيمة التي كانت تؤويهم سابقاً بالقرب من الحدود التركية.

وأنشأ الحلاق مع كثير من أبناء بلدته كفرنبل، مخيماً عشوائياً قرب قرية باريشا التي تقع في منطقة حارم والتي تتبع إدارياً لمحافظة إدلب، قبل أن يحول "فريق ملهم التطوعي"، وهو منظمة إغاثية سورية، خيام النازحين إلى غرفٍ من الطوب لتحسين واقعهم، كما جهز المخيم بمرافق عامة أبرزها دورات المياه معتمداً على حملة تبرعات، إذ تقدر تكلفة الغرفة الوحدة بنحو 250 دولاراً.
وقال الحلاق لـ"العربي الجديد"، اليوم الخميس، إنّ "الغرفة تقي عائلتي من الأمطار والسيول وغيرها من الظروف الجوية، لكنها مازالت بحاجة إلى بعض التجهيزات لتكون أكثر مقاومة لظروف الطقس".

وقال مدير المشروعات في "فريق ملهم التطوعي" حسام طحان، لـ"العربي الجديد"، إنّ "الفكرة ولدت من كون الخيمة مسكناً مؤقتاً، وللأسف لايزال كثر من النازحين يعيشون في خيام منذ سنوات، وتحويل الخيمة إلى غرفة يقي النازحين من تقلب الطقس، ويمنع تسرب مياه الأمطار أو انجراف الخيام أثناء العواصف"، موضحاً أنّ "الغرفة عبارة عن بناء من الطوب يضم بداخله غرفتين مع مطبخ، ويتم سقفه بـ(شادر) من البلاستيك، وهو عازل جيد للأمطار".
ويعترف طحان بأنّ "من الصعب تغطية المشروع لكافة المخيمات، إلا أننا نسعى إلى أن يستفيد أكبر عدد من النازحين، ولا سيما في المخيمات العشوائية قرب الحدود التي أنشأها النازحون الذين خرجواً خلال الحملة الأخيرة على الريف الجنوبي والشرقي من إدلب"، كما يقول.
وتولى الفريق، حتى الآن، إنشاء نحو 200 غرفة للنازحين في الشمال السوري، ولديه خطة لإنجاز 100 غرفة أخرى، ويشير إلى أنّ الاستمرار بذلك يتعلق بمدى تفاعل المتبرعين مع الحملة التي تحمل اسم "سنة جديدة"، والتي تم إطلاقها عبر وسائل التواصل الاجتماعي.



واستفاد أيمن سويد النازح من مدينة كفرنبل من المشروع، بعد أن عاش لفترة في خيمة، قبل أن يحولها "فريق ملهم التطوعي" إلى غرف من الطوب. وقال لـ"العربي الجديد"، إنّ "تسريع دوري في الاستفادة من المشروع كان بسبب طفلتي المريضة التي تحتاج إلى مأوى بشكل عاجل، وقد أعطيت لي مساحة إضافية عن باقي الغرف في المخيم لإنشاء حمام داخل الغرفة نظراً لاحتياجات الطفلة".

وبالتزامن مع الحملة، باشرت "هيئة الإغاثة الإنسانية التركية"، بتجهيز غرفٍ مؤقتة من الطوب لتكون بديلاً عن الخيام ضمن حملة سمّتها "بيت الحياة". وأشارت الهيئة التركية، في بيان، اليوم الخميس، إلى أنها "تهدف إلى إسكان 10 آلاف أسرة في المنازل المؤقتة خلال المرحلة الأولى من المشروع، وأن صندوق المساعدات الذي تم تأسيسه يتيح بناء أكثر من 4 آلاف منزل من الطوب".

وتبعد المنازل المؤقتة نحو 5 كيلو مترات عن الحدود التركية، ويتم إنشاؤها في قرية البردقلي قرب كفرلوسين بريف إدلب، وتستضيف نحو 60 ألف أسرة من النازحين. وأفادت وكالة "الأناضول" التركية، بأنّ "إدارة الكوارث والطوارئ التركية (آفاد)، والهلال الأحمر التركي، سيبذلان قصارى جهدهما لبناء هذه المنازل بأقصى سرعة".

المساهمون