أزمات تعليم وعلاج وبطالة يفاقمها النزوح في إدلب السورية

أزمات تعليم وعلاج وبطالة يفاقمها النزوح في إدلب السورية

21 يناير 2020
الواقع المعيشي مأساوي في إدلب (إبراهيم درفيس/الأناضول)
+ الخط -

يصارع الأهالي والنازحون في محافظة إدلب السورية سوء الواقع المعيشي، فالجهات المانحة أوقفت دعمها للعملية التعليمية منذ مايو/أيار الماضي، كما توقف الدعم عن منشآت وكوادر مديرية صحة إدلب الحرة، وتراجعت الاستجابة الإنسانية لمتطلبات النازحين الذين تمركزوا قرب الحدود التركية.

وقال المدرس مصطفى محمد، من مدينة مدينة بنش، لـ"العربي الجديد"، إن "الأهالي يعيشون حالة من الخوف خشية تتجدد غارات الطيران الحربي على المدينة، والجميع يعانون من حالة الركود، وواقعنا كمدرسين صعب بعدما قطعت الجهات الداعمة المساعدات في منتصف العام الماضي، ولدي حاليا بقالية تكفي بالكاد مصاريف عائلتي اليومية".
وقبل 11 يوما، استهدفت الطائرات الحربية منطقة السوق في مدينة بنش، موقعة 7 قتلى من النازحين، ما تسبب في زيادة معاناة سكان المدينة، وتوقف الحياة فيها لعدة أيام.

وقال النازح من مدينة كفرنبل المقيم في كفرتخاريم بإدلب، أحمد سويد، لـ"العربي الجديد": "الأمور مقبولة هنا مقارنة بمناطق النظام، وأغلب العوائل تعتمد بالدرجة الأولى على ما يرسله أفرادها المقيمون في الخارج لمواصلة حياتهم اليومية، وغلاء الأسعار أبرز مشكلاتنا، والعوائل تحاول الاقتصاد قدر الإمكان، فالأعمال متوقفة أو محدودة، وبالنسبة لي كنازح يترتب علي دفع إيجار منزل ومصاريف ماء وكهرباء وإنترنت، وليست لدي خيارات، لأن والدي كبير في السن، ولا يسعه التنقل أو المعيشة في مخيم".

وحددت حكومة الإنقاذ، في بيان عبر موقعها الرسمي، أمس الإثنين، أسعار الخبز بمناطق نفوذها في إدلب بـ0.39 دولار أميركي، مؤكدة أن سعر ربطة الخبز التي تضم 12 رغيفا سيحدد وفقا لنشرة تصدر عن المؤسسة العامة لتجارة وتصنيع الحبوب التابعة لها.


ويخشى عامر اليونس، النازح من ريف إدلب الجنوبي إلى منطقة قاح، من أن يسوء الوضع أكثر خلال الفترة المقبلة، وأوضح لـ"العربي الجديد"، أن "قرار تسعير الخبز بالدولار هو جريمة بحق الأهالي في إدلب، فمعظمنا يسعى خلف لقمة العيش، ولا يدركها، حتى الخبز صار الحصول عليه صعبا، ونناشد المنظمات الإنسانية الدولية أن تنظر إلى واقعنا، فقد قصفت بلداتنا في جنوب إدلب، ودمرت بيوتنا، ولم يبق لنا أي شيء".

وعاودت قوات النظام في أكتوبر/تشرين الأول الماضي، عملياتها العسكرية في إدلب، وتسببت تلك العمليات خلال الثمانين يوما الماضية في نزوح نحو 370 ألفا من تلك المناطق، حسب إحصائيات صادرة عن جهات إنسانية محلية.