خيارات نازحي ريف حلب محدودة لضعف الاستجابة الإنسانية

خيارات نازحي ريف حلب محدودة لضعف الاستجابة الإنسانية

18 يناير 2020
لا مكان بالمخيمات لمزيد من النازحين السوريين (إردال توركوجلو/الأناضول)
+ الخط -

تسببت العمليات العسكرية التي تشنها قوات النظام السوري بدعم روسي على ريفي محافظة حلب الجنوبي والغربي في موجة نزوح واسعة من بلدات خان العسل وزهرة المدائن وكفر داعل والمنصورة وضاحية الكهرباء، وكلها طاولها القصف خلال الأيام الماضية.

وقال مدير فريق "منسقو استجابة سورية"، محمد حلاج، إن أغلب نازحي مناطق ريف حلب الغربي والجنوبي يقصدون مناطق درع الفرات وغصن الزيتون والمخيمات الحدودية، إضافة إلى القرى والبلدات الآمنة نسبيا في ريف إدلب الشمالي.
وأمس الجمعة، أحصى فريق "منسقو استجابة سورية" نزوح نحو 16 ألفا من مناطق ريف حلب الغربي والجنوبي، مع استمرار حركة النزوح من تلك المناطق.

وشهدت مناطق الريف الغربي في حلب، حالة من الهدوء النسبي ما جعل بعض نازحي ريف إدلب الجنوبي يتوجهون إليها، لكن مع قصف النظام والقوات الروسية للمدن والبلدات أجبر الأهالي والنازحون على مغادرة المنطقة.
وقال جاسم أبو أحمد لـ"العربي الجديد": "أجبرنا القصف على مغادرة البلدة التي ولدت وعشت فيها طوال حياتي، ولم أكن أتخيل أنني قد أغادرها مجبرا، فرغم القصف والدمار السابق كنت أفضل البقاء، لكن القصف الذي حدث موخرا لم يكن يحتمل".
وأضاف أبو أحمد: "اتجهت مع عائلتي نحو بلدة خان العسل، وكانت الأمور جيدة نوعا ما، ولم يكن هناك قصف، لكن خلال الأيام الماضية بدأت حدة القصف تزيد على البلدة، فلم يكن أمامنا سوى المغادرة، وما يخفف عني وعن عائلتي المشقة هو امتلاكي لسيارة أضع أغراضنا فيها، وحياتنا تقتصر على البحث عن رقعة آمنة نحتمي فيها".

وكانت الغارات الجوية الروسية طاولت مدن وبلدات دارة عزة وكفرناها وعنجارة ومنطقة القاسمية في ريف حلب الغربي، وراحت عائلة مؤلفة من أب وأم وطفلين ضحية غارات جوية استهدفت تجمعا لإيواء النازحين في بلدة بالا بريف حلب الغربي ليلة أمس.

وعلقت مديرية التربية في حلب، دوام مدارسها حفاظا على سلامة الطلاب، وقالت في بيان عبر صفحتها على "فيسبوك": "نظراً لضراوة القصف على المدنيين من قبل مليشيات النظام، وحرصاً على سلامة الطلاب والمعلمين؛ يعلق الدوام في مدارس مديرية التربية والتعليم بحلب ومجمعاتها التربوية ودوائرها يومي السبت والأحد".

وأكد ناشطون لـ"العربي الجديد" أن مخيمات المناطق الحدودية لا يمكن أن تستوعب أي موجات نزوح جديدة كونها تغص بالنازحين القادمين من ريف حماة الشمالي وريفي إدلب الجنوبي والشرقي، إضافة إلى أن المنظمات الإنسانية أصبحت عاجزة عن توفير احتياجات النازحين، وخصوصا الخيام والأغطية.

المساهمون