اعتداء على "ثوار بيروت" أثناء اعتصامهم ضدّ محافظ المدينة

اعتداء على "ثوار بيروت" أثناء اعتصامهم ضدّ محافظ المدينة وبلديّتها

بيروت

سارة مطر

avata
سارة مطر
10 يناير 2020
+ الخط -
تحوّلت الوقفة الاحتجاجية التي دعا إليها "ثوار بيروت"، اليوم الجمعة، أمام القصر البلدي للعاصمة اللبنانية، للمطالبة بـ"استعادة الأموال المنهوبة واستقالة الفاسدين"، إلى اشتباكاتٍ بينهم وبين مؤيّدي محافظ المدينة زياد شبيب ورئيس مجلس بلديّتها جمال عيتاني، المحسوبَين على "تيار المستقبل" (يرأسه رئيس الحكومة المستقيل سعد الحريري).

ورشق المؤيّدون المعتصمين بالحجارة وعبوات المياه، كما نشب بين الطرفين عراك بالأيدي، وجرى كذلك الاعتداء على بعض وسائل الإعلام وإطلاق الشتائم والهتافات المضادة، ما أدّى إلى تسجيل إصابةٍ طفيفة في صفوف المعتصمين، واستدعى الأمر تدخّل عناصر الجيش والقوى الأمنية للفصل بين الطرفين.

وقبل ذلك، استهل المعتصمون وقفتهم ببيانٍ استنكروا فيه ممارسات المحافظ ورئيس المجلس البلدي وأعضاء المجلس، قائلين: "تعمّدتم إهمال العاصمة وشؤون أهلها الذين يدفعون رواتبكم ومصاريفكم، كما تعمّدتم استغباءهم بوعودكم الانتخابية الفارغة والكذب المستمر، وتعمّدتم كذلك تبديد أموال البيارتة محافظين على مصالحكم ومصالح مقاوليكم".

نددوا بغياب الخدمات الإنمائية (حسين بيضون)


وندّدوا بـ"غياب الخدمات الإنمائية للحفاظ أو لتحديث المدينة بكل مرافقها، من بنية تحتية وشوارع وأرصفة وإنارة واحتلال الشاطئ وطوفان المياه المبتذلة والنقص في مياه الشرب"، مطالبين المحافظ بـ"التنحّي وبالاستقالة فوراً من منصبه".

استدعى الأمر تدخل عناصر الجيش (حسين بيضون)

وردّد "ثوار بيروت" هتافات من قبيل، "حرامي حرامي، مجلس بلدي حرامي" و"يا بيروتي علّي صوتك عالحرامي يلّي فوقك" و"حرامي حرامي محافظنا حرامي" و"يا شبيب الحرامي يا عديم الأمانة" و"يا جمال بدنا نحاسب، البيروتي منّك خادم". كما أطلقوا عبارات ضد أهل السلطة والطبقة السياسية الحاكمة، وحملوا لافتات كُتب عليها "بدنا (نريد) نرجّع شرف بيروت" و"وين مصرياتنا (أموالنا)؟" و"مساعدات الجمعيات غالبها رشاوى وشراء ذمم على حسابنا".

وفي حديثها لـ"العربي الجديد"، أكّدت المشاركة في الاعتصام سنا شاهين، أنّ "المعتصمين فوجئوا بأشخاصٍ كانوا يتجمّعون مقابل المجلس البلدي، ولدى إطلاقنا الهتافات المندّدة بالرئيس سعد الحريري وبالمحافظ وبرئيس البلدية، هاجمونا وانهالوا علينا بعبوات المياه والحجارة، فقط لأننا نطالب بمحاسبة الفاسدين وبتقديم الخدمات لهذه المدينة التي هي عاصمة جميع اللبنانيّين".

طالبوا باستعادة الأموال المنهوبة (حسين بيضون)

وعبرت الناشطة البيئية عفت إدريس، عن أسفها "لما يصيب مدينة بيروت من إهمال وقطع أشجار وتلوث مياه البحر وارتفاع معدل الإصابة بمرض السرطان، ومن صفقات ومناقصات ومشاريع لا تأخذ بالاعتبار أي دراسة لتقييم الأثر البيئي"، مؤكّدةً لـ"العربي الجديد" أنّ "كل ذلك أدّى إلى تراجع عاصمتنا مائة سنة، عوض أن تكون نموذجاً للبنان ولمنطقة المتوسط بأكملها".

في الجهة المقابلة، استنكر أحد المؤيّدين، إبراهيم صقر، ما يطلقه المعتصمون من "شتائم بحق الرئيس الحريري وبحق المحافظ والمجلس البلدي". وقال: "لقد عمل المحافظ لأجل بيروت، أعطانا بنى تحتية وزفت (تعبيد الطرقات) وشجر وحدائق وإضاءة، هو الوحيد الذي قدّم لنا الخدمات بعد استشهاد الرئيس رفيق الحريري، فلمَ التهجّم عليه؟". وإذ نفى أن يكون قد تقاضى هو ومَن معه أي مبلغٍ للنزول إلى الشارع وافتعال المشاكل كما أُشيع، قال: "هؤلاء المعتصمون ليسوا من أهل بيروت، ما إلهن (ليس لهم أي شيء) ببيروت، يروحوا يتظاهروا قدّام بلديات ثانية".

اشتباكات بين المعتصمين ومؤيدي محافظ المدينة (حسين بيضون)


وكانت مصادر أمنية قد أفادت لـ"العربي الجديد"، بأنّ "الأشخاص الذين افتعلوا المشاكل، يتنوّعون بين مناصرين للرئيس الحريري من جهة، وعناصر من شرطة بلدية بيروت وبإيعاز من ضبّاط تمّت ترقيتهم أخيراً بجهود من محافظ بيروت".

تدخل للفصل بين الطرفين (حسين بيضون)

دلالات

ذات صلة

الصورة
بات شغوفاً بعمله (العربي الجديد)

مجتمع

أراد ابن جنوب لبنان محمد نعمان نصيف التغلب على الوجع الذي سببته قذائف وشظايا العدو الإسرائيلي على مدى أعوام طويلة فحولها إلى تحف فنية.
الصورة
وقفة تضامن مع جنوب أفريقيا في لبنان 1 (سارة مطر)

مجتمع

على وقع هتافات مناصرة للقضية الفلسطينية ومندّدة بحرب الإبادة التي تشنّها قوات الاحتلال الإسرائيلي على غزة، كانت وقفة أمام قنصلية جنوب أفريقيا في بيروت.
الصورة
تضررت مخيمات النازحين السوريين في لبنان من الأمطار الغزيرة (فيسبوك/الدفاع المدني)

مجتمع

أغرقت الأمطار التي يشهدها لبنان والتي اشتدت أول من أمس (السبت)، العديد من مخيمات اللاجئين السوريين في لبنان، لا سيما تلك الواقعة في المناطق المنخفضة.
الصورة
اغتيال صالح العاروري في ضاحية بيروت الجنوبية

سياسة

وقع، اليوم الثلاثاء، انفجار في ضاحية بيروت الجنوبية، ليُعلن لاحقًا اغتيال القيادي في حركة "حماس" صالح العاروري واثنين من قادة كتائب عز الدين القسّام.