فاطمة عبد السلام: متى تنتهي قصة اللجوء المر؟

فاطمة عبد السلام: متى تنتهي قصة اللجوء المر؟

10 سبتمبر 2019
كنت في الثالثة عندما طُردنا من أرضنا (العربي الجديد)
+ الخط -

"متى تنتهي قصّة اللجوء المرّ؟ لا أحد يعلم". بهذا تستهلّ فاطمة نمر عبد السلام حديثها لـ"العربي الجديد" في مخيّم عين الحلوة للاجئين الفلسطينيين في مدينة صيدا، جنوبي لبنان. ثمّ تسرد تلك القصّة قائلة: "كنت في الثالثة من عمري عندما اعتدى الصهاينة على بلدتي شعب (إحدى قرى منطقة الجليل) وطردونا منها. وأنا لا أعرف عن فلسطين وبلدتي إلا ما أخبرني به أهلي". تضيف أنّ "أهلي كانوا يملكون أراضي زيتون في فلسطين وكانوا يهتمون بها ويعيشون من خيراتها، لكنّهم تركوها خلفهم ورحلوا عنها في خلال النكبة".

عندما كبرت فاطمة، قال لها أهلها إنّ "الصهاينة راحوا يروّعون الناس ويقتلون عشوائياً، لذا خوفاً على أرواحهم خرج أهلي مثل كثيرين من أهل فلسطين منها، وتوجّهوا إلى لبنان سيراً على الأقدام". في البداية، قصدت عائلة فاطمة مدينة بعلبك (شرق) وسكنت في منطقة القشلة، وصار أفرادها يعملون في الزراعة ليتمكّنوا من تأمين قوت يومهم. تتابع فاطمة أنّ "هناك، في بعلبك، فتحت أونروا (وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين) مدارس للاجئين، وقد تعلّمت فيها الصف الأول الأساسي. لكنّ أهلي نُقلوا من بعلبك إلى مخيّم الرشيدية في صور (جنوب) حيث استقررنا. وقبل 45 عاماً، تزوّجت وانتقلت للعيش في مخيّم عين الحلوة مع زوجي الذي كان يعمل في الحسبة (سوق الخضار) وفي البناء. وقد رزقت فاطمة بأربعة أبناء وابنتَين".

قبل ثلاثة أعوام، توفي زوج فاطمة، فاضطرت إلى العمل في بيع الملوخية من الصباح حتى العصر. تقول: "لا أطلب من أولادي أيّ مساعدة، إذ إنّني لا أستطيع تحميل أيّ منهم أعباء إضافية. الابنان اللذان ما زالا على قيد الحياة (الاثنان الآخران قُتلا في اشتباكات مسلحة قبل أكثر من عامَين) لهما التزاماتهما، كذلك الأمر بالنسبة إلى ابنتَي المتزوّجتَين، علماً أنّ إحديهما أرملة".




وتعود فاطمة للحديث عن فلسطين. "بحسب ما علمت، فإنّ أراضينا ما زالت موجودة في الوطن، وقبل سبعة أعوام، وصلني وأخي (أخاها الثاني توفي) مبلغ من المال من هناك، قيمته ألفَا دولار أميركي، وقد قيل لنا إنّه من أراض كان يملكها أبي". ولا تعلم فاطمة إذا كان المبلغ الذي وصلها هو بدل إيجار أرض أو حصّة من ثمنها أو غير ذلك، علماً أنّ عائلة والدها بقيت في أرضها. وتلك الأرض، لم تعد فاطمة البالغة من العمر 74 عاماً تأمل بالعودة إليها في يوم من الأيام، لكنّها لا تتوقّف عن ذكر عمّتها التي ما زالت على قيد الحياة هناك في الوطن.

المساهمون