عودة جزئية للنازحين في إدلب رغم مخاوف انهيار الهدنة

عودة خجولة للنازحين إلى إدلب وسط مخاوف من انهيار الهدنة

07 سبتمبر 2019
عودة خجولة ومحفوفة بالمخاطر (منيب تيم/الأناضول)
+ الخط -
لا يزال الهدوء النسبي سائداً في إدلب مع غياب الطائرات الحربية عن سماء مدنها وبلداتها منذ أيام، وتشهد عودة خجولة لآلاف النازحين، مخاطرين بعواقب غير محسوبة خوفاً من انهيار الهدنة في أي وقت، وعودة الغارات على مناطقها خصوصاً ريفها الجنوبي كمدينة معرة النعمان وكفرنبل وغيرها.

النازح مصطفى قنديل، من بلدة كفر سجنة الواقعة بمنطقة معرة النعمان جنوبي محافظة إدلب، يترقب "هدنة حقيقية" ليتمكن من العودة لبلدته. وقال لـ "العربي الجديد": "أنا وغيري من النازحين إذا علمنا أن هناك هدنة حقيقية نعود اليوم قبل الغد لبلداتنا، وستجد الشوارع في محافظة إدلب تغص بالنازحين الذين يتوجهون من ريف المحافظة الشمالي إلى جنوبها، لكن بظل الوضع الراهن لا يمكنني العودة فلا ضمان لاستمرارها أبداً".

وتابع قنديل "إذا حدثت الهدنة فعلاً هناك من سيعود ويقيم خيمة فوق أنقاض بيته المدمر، وهذا أهون عليه من حياة النزوح في مناطق الريف الشمالي، وبالنسبة لي عدت لبلدتي لجلب أغراضي فقط، فلا أثق بهذه الهدنة حتى الآن خاصة أن بلدتي كفر سجنة تقع في منطقة قريبة من خطوط الجبهة، وتُستهدف بالقصف كثيراً".

وأصدر فريق "منسقو استجابة سورية" بياناً أمس الجمعة، قدم فيه تفاصيل عن أعداد النازحين الذين عادوا لبلداتهم منذ إعلان وزارة الدفاع الروسية عن الهدنة في إدلب، موثقاً عودة 13671 نازحاً إلى ريف إدلب مستغلين الهدوء النسبي الذي تشهده بعض المناطق.

وتوقع الفريق، بحسب بيانه، توافد المزيد من المدنيين النازحين إلى المنطقة في حال استمر الهدوء النسبي. وطالب البيان مع استمرار وقف إطلاق النار "الدول الغربية والمجتمع الدولي بالمساهمة في تثبيت الاستقرار من جديد في المنطقة، إضافة لزيادة العمل من قبل المنظمات الدولية وأبرزها الأمم المتحدة على تقديم المساعدات الأساسية للبدء بمشروعات تنموية تساهم في تحسين الواقع المعيشي للمواطن السوري، فضلاً عن العمل من قبل الهيئات والمنظمات الإنسانية المحلية على إحصاء ودراسة المتطلبات الأساسية للمدنيين".

وحذر البيان روسيا والنظام السوري من عودة العمليات العسكرية العدائية إلى مناطق شمال غربي سورية، مطالباً المجتمع الدولي بالضغط لإيقاف أي حملة عسكرية على المنطقة كونها لم تعد تحتمل أي موجة نزوح جديدة.

ويسعى "منسقو استجابة سورية" إلى المساهمة بتقديم كافة الإمكانيات المتوفرة لديه من خلال الإحصائيات والخبرات التي يمتلكها، لتأمين كافة متطلبات المدنيين.

المتطوع في الدفاع المدني عيسى جلول، من بلدة الهبيط، أوضح لـ"العربي الجديد" أنه حتى الوقت الحالي لا يأمن الأهالي للهدنة، معتبراً أن هناك تخوفاً حقيقياً من المرحلة التي ستلي الهدنة، لأن الأهالي يعملون على نقل أغراضهم مستغلين الهدوء.

وشهدت مدينة معرة النعمان، كما أوضح الناشط عمر السعود، عودة خجولة لجزء من أهالي المدينة. وقال لـ"العربي الجديد" أن بعض من غادرها عاد خلال فترة ما بعد الإعلان عن الهدنة رغم حالة التخوف من تكرار الغارات الجوية على المدينة، ولكن بعضهم يفضل البقاء على المغادرة خاصة من لا تسمح لهم حالتهم المادية بالانتقال إلى مناطق ريف إدلب الشمالي.

وقبل الإعلان الروسي عن الهدنة يوم السبت 31 أغسطس/ آب الماضي، تجاوز عدد النازحين المليون نسمة. كما حذرت فرق الإغاثة الإنسانية من أن العمليات العسكرية قد تؤدي لموجات نزوح جديدة، الأمر الذي يتسبب بكارثة إنسانية في المنطقة.