"عطوة عشائرية" بعد قتل فلسطيني داخل مستشفى في الخليل

"عطوة عشائرية" بعد قتل فلسطيني داخل مستشفى في الخليل

30 سبتمبر 2019
من "العطوة العشائرية" في الخليل (فيسبوك)
+ الخط -
عقدت مساء اليوم الإثنين، جلسة صلح "عطوة عشائرية" بين عائلتي الشلودي ونصار الفلسطينيتين، بحضور وجهاء محافظة الخليل، لإنهاء الخصومة الناتجة عن قتل شاب من عائلة نصار للشاب مصطفى الشلودي داخل المستشفى الأهلي بالخليل، على خلفية شجار يوم الجمعة الماضي.

وتم الاتفاق خلال الصلح العشائري على دفع مبلغ عشرين ألف دينار أردني "نحو ثلاثين ألف دولار أميركي" كمصاريف للمصابين في الواقعة، وإبرام "عطوة" لمدة ثلاثة أشهر، ودفع مبلغ 120 ألف دينار أردني (170 ألف دولار) كجزء من الدية، على أن تكون "عطوة دم" لمدة سنة تبدأ من اليوم.
وتم خلال مراسم الصلح دفع مبلغ 61 ألف دينار (86 ألف دولار)، والباقي مؤجل الدفع بعد ثلاثة أشهر، كما تم الاتفاق على ترحيل كل من اشترك في جريمة قتل الشلودي، وعددهم ثمانية أشخاص، عن مدينة الخليل.
وتراجعت الشرطة الفلسطينية عن روايتها بخصوص جريمة قتل الشاب الفلسطيني بعد بيان أصدرته عائلة الشاب المقتول، وكشفت فيه تفاصيل ما جرى مع نجلها.

وقال نادر الشلودي، وهو والد القتيل مصطفى الشلودي (23 سنة)، إن الجريمة بدأت بشجار في أحد أحياء الخليل، بين مجموعة شبان، وأصيب ابنه فيها بجراح طفيفة، ونُقل للعلاج في المستشفى الأهلي بمدينة الخليل، وخلال خضوعه للعلاج هاجم مجموعة من الشبان المستشفى، وقام أحدهم بطعنه وهو على سرير العلاج فقتله.

وأوضح الشلودي لـ"العربي الجديد"، أن النيابة الفلسطينية أكدت مضيها في التحقيق في الجريمة، ولا سيما بعد قيام الشرطة الإسرائيلية بتسليم الجاني للشرطة الفلسطينية عقب فراره إلى الداخل الفلسطيني المحتل عام 1948 بعد ارتكاب الجريمة.

وأكد والد القتيل أن الشرطة الفلسطينية اعتذرت له عن الخبر الذي نشرته السبت الماضي، والذي كان يضم مغالطات بخصوص الحادث، وأوضحت عائلة الشلودي في بيان، أن "نجلنا مصطفى طاولته أيادي الغدر والخيانة، وتم قتله بدمٍ بارد، بعدما هاجمه 10 أشخاص وهو على سرير العلاج داخل المستشفى الأهلي. المجرمون اعتدوا عليه وأصابوا شقيقه وعمه بجروح وبعدها قتلوه، وتبينت لنا الحقيقة بالأدلة وأقوال الشهود".



واستنكرت العائلة تصريحات الناطق باسم الشرطة، لؤي ارزيقات، والتي قال فيها إن الشاب الشلودي دخل المستشفى في حالة حرجة، وقالت في البيان: "هذا افتراء واضح، وتستر على الجريمة، والحقيقة أن المغدور دخل المستشفى وهو مصاب بإصابة طفيفة".

وتساءل البيان: "أين كان حراس وموظفو المستشفى حين تم الهجوم على ابننا المغدور؟"، محملة إدارة المستشفى جزءا من المسؤولية لتهاونها في حماية المرضى.

وطالبت العائلة الشرطة الفلسطينية بكشف الحقيقة كاملة أمام الرأي العام، وعدم إخفاء أي أمر يتعلق بمجريات التحقيق، كما دعت المستشفى الأهلي إلى تسليم جميع الفيديوهات الخاصة بالجريمة.


بدوره، أكد الناطق باسم الشرطة الفلسطينية لـ"العربي الجديد"، أن الشرطة تراجعت عن بيانها الأول بعدما تبين لها أنه يحوي معلومات خاطئة، وقال ارزيقات: "على ضوء إجراءات البحث والتحري وجمع الاستدلالات الأولية والتحقيقات التي جرت في جريمة قتل الشلودي فجر الجمعة الماضي، تراجعنا عن بياننا الأول بعدما تبين أن ما وصلنا من معلومات لم يكن دقيقا. الملف حاليا لدى النيابة العامة، وسيتم تحويله للقضاء بعد الانتهاء من الإجراءات".
وحول تفاصيل ما جرى داخل أروقة المستشفى، أوضح مدير المستشفى الأهلي، يوسف التكروري، لـ"العربي الجديد"، أن "المقتول والقاتل وصلا تباعا إلى المستشفى للعلاج من إصابات تعرضا لها خلال الشجار، والتقيا عند مدخل قسم الطوارئ، وهناك تجدد الشجار بينهما، واستخدم القاتل أداة حادة كانت بحوزته وطعن بها المقتول، وهرب فورا".

وأشار التكروري إلى أن القتيل "لم يبلغ الطاقم الطبي بأية مخاطر يخشى منها، وإلا كنّا فورا وفرنا له الحماية، وأبلغنا الشرطة، كما أننا لا نعلم هوية الشخص الآخر، وإلا ما سمحنا لهما بالوجود في المكان ذاته".

ولفت إلى أن إدارة المستشفى تعاونت مع النيابة العامة الفلسطينية، وقدمت لها أشرطة الفيديو التي رصدت تحركات الأشخاص المتورطين في الحادث منذ لحظة وصولهم إلى المستشفى.