العراق: إجراءات أمنية تحسباً لاعتصامات جديدة لحملة الشهادات العليا

العراق: إجراءات أمنية تحسباً لاعتصامات جديدة لحملة الشهادات العليا

26 سبتمبر 2019
يواجه طلاب العراق واقعاً صعباً (Getty)
+ الخط -
فرضت القوات العراقية، اليوم الخميس، إجراءات أمنية مكثفة في منطقة العلاوي، وسط العاصمة بغداد والتي يقع فيها مكتب رئيس الوزراء عادل عبد المهدي، تحسّباً لاندلاع موجة تظاهرات واعتصامات جديدة، وذلك بعد يوم واحد على اعتداء قوات الأمن بالضرب وخراطيم المياه على معتصمين من حملة الشهادات العليا المطالبين بالتوظيف في المؤسسات الحكومية.

وقال ضابط في وزارة الداخلية العراقية، إنّ الشرطة وقوات حماية الشغب انتشرت في منطقة العلاوي تحسباً لحدوث أي طارئ، مؤكداً لـ"العربي الجديد" أن القوات العراقية لن تسمح بتنظيم أية تظاهرات أو اعتصامات غير مرخصة، كما أنها أوعزت لعناصرها بعدم استخدام السلاح والقوة مع المتظاهرين.

وتداولت مواقع التواصل الاجتماعي، الأربعاء، صوراً لقوات الأمن وهي تُفرق اعتصاماً بخراطيم الماء الحار التي وجهتها صوب متظاهرين ومتظاهرات أمام مقر عبد المهدي، وأظهرت إصابة بعض المعتصمين، وتعرض محتجات للإهانة من خلال رشّ الماء الحار عليهن ما أدى إلى سقوط بعضهن على الأرض.

إلى ذلك، قال عضو البرلمان العراقي، خالد العبيدي، إن ما جرى للمتظاهرين السلميين من حملة الشهادات العليا من تجاوز وإفراط في استخدام القوة، يعدّ أمراً خارجاً عن الأطر الدستورية والأخلاقية والاجتماعية "لا سيما وأن بينهم نساءً".

وطالب العبيدي بوقفة سريعة وجادّة ضد من أصدر الأمر بإهانة المطالبين بأبسط حقوقهم الدستورية. وتابع: "أدعو رئيس الوزراء إلى فتح تحقيق عاجل لمحاسبة المتجاوزين على أبنائنا وبناتنا والإسراع باستقبالهم لمنحهم فرصة التعيين والعمل في دوائر الدولة بعيدا عن المحسوبية التي دمرت العراق".

وبيّن أن حملة الشهادات العليا يمثلون طبقة الشباب المثقفة والأكاديمية المستضعفة، التي لا تمتلك حولاً ولا قوة ولا واسطة حزبية أو سياسية تفتح لها أبواب دوائر الدولة المغلقة إلا لمن لهم حظوة خاصة، مؤكدا أن صمت الحكومة يعني أنها شريكة في ما يحصل للمتظاهرين وعليها دفع ثمن تصرفها غير المسؤول واللاأخلاقي أمام الشعب.

في السياق، قال عامر فاضل الحاصل على دكتوراه في القانون، إنّ التنسيق بين حملة الشهادات العليا مستمر بهدف مواصلة التظاهر والاعتصام، مؤكدا لـ "العربي الجديد" أن ما حدث يوم أمس يمثل تصرفاً غير حضاري ويدل على أن الحكومة الحالية لا تختلف عن سابقاتها التي غيبت المثقفين ومنحت الجمل بما حمل للأحزاب وأتباعها.

وبيّن أن الدستور ضمن كل مظاهر الاحتجاج السلمي، وهو ما سنقوم به بشكل موسع خلال الأيام المقبلة بهدف تحقيق جميع مطالبنا الواقعية.

ودعا "تجمع حملة الشهادات العليا في العراق"، الجميع إلى المشاركة الفاعلة مع إخوتهم المعتصمين وبمختلف الوسائل المتاحة، موضحا أن المسؤولين الذين سرقوا حقوق حملة الشهادات العليا أخذتهم العزة بالإثم وأصروا على عدم إنصاف هذه الفئة المهضومة الحقوق.

كما دان تجمع برلمانيات العراق ما قال إنه أسلوب غير لائق انتهجته قوات مكافحة الشغب بهدف تفريق المعتصمات والمعتصمين من حملة الشهادات العليا، موضحة في بيان أن هذه القوات فتحت خراطيم المياه العملاقة على المتظاهرين وأجبرتهم على المغادرة.

وأضاف أن "ما يدعو تجمع البرلمانيات العراقيات إلى استهجان ما حدث أمس، أنّ ثمة نساء معتصمات تركن بيوتهن ومسؤولياتهن، والتجأن إلى الشارع تحت لهيب الشمس ولعدة شهور لتأمين حياة اقتصادية تبعدهن عن شبح العوز وكانت مكافأة الدولة لهن مياهاً ترميهن بها يمينا وشمالا"، مطالباً رئيس الوزراء بوضع حد لهذا التصرف الذي وصفه بالمشين.


بدورهم، انتقد ناشطون على مواقع التواصل الاجتماعي تعامل القوات العراقية بقسوة مع معتصمين من حملة شهادات الدكتوراه والماجستير.

ووجه الإعلامي العراقي حامد السيد، نداءً لشباب العراق دعاهم فيه إلى مواصلة الاحتجاج أمام مقر عبد المهدي، وقال على صفحته بفيسبوك، إنّ "حملة الشهادات العليا سيتجمعون الخميس قرب مكتب عبد المهدي في نفس المكان الذي "سحلت" فيه النساء وأهين الرجال، وختم بوسم (هاشتاغ) "كونوا أحراراً".

أما صفحة "الخوة النظيفة" على فيسبوك فقد نشرت مقطع فيديو لاعتداء على رجال ونساء من حملة الشهادات العليا أمام مكتب رئيس الوزراء وعلقت على ذلك بالقول: "بينهم عشرات النساء، اعتداء على صانعي مستقبل البلاد حيث قامت قوات مكافحة الشغب باستخدام المياه الحارة لتفريق تظاهرة حملة الشهادات العليا أمام مبنى رئاسة الوزراء في منطقة العلاوي"، وختمت بالقول: "السادة المسؤولون: أهكذا يكافأ المجدّون؟ جفّت ضمائركم".

المساهمون