الأسير سلطان خلوف بخطر ووساطة مصرية للإفراج عنه

الأسير الفلسطيني سلطان خلوف بخطر شديد ووساطة مصرية للإفراج عنه

16 سبتمبر 2019
الأسير الفلسطيني سلطان خلوف (فيسبوك)
+ الخط -
تتمترس نبيلة بشارات في مكانها، تُقلب المواقع الإخبارية وصفحات التواصل الاجتماعي، وأصابعها متأهبة للرد على أي مكالمة ترد إليها، وتنقل لها معلومات قد تحمل جديدا يتعلق بالحالة الصحية التي يمر بها زوجها الأسير في سجون الاحتلال الإسرائيلي سلطان خلوف من بلدة برقين، غرب جنين شمالي الضفة الغربية، وهو يدخل يومه الحادي والستين في إضرابه المفتوح عن الطعام، رفضا لاعتقاله الإداري.


تؤكد بشارات لـ"العربي الجديد"، أنها تعيش حالة من القلق الشديد، "فالأخبار القادمة من مستشفى كابلان في الداخل الفلسطيني المحتل عام 1948، (حيث يرقد زوجها)، لا تبشر بخير. أبلغتنا المحامية التي زارته أخيرا أنه يفقد الوعي والكثير من الدماء، وعضلاته أصيبت بالضمور، وهناك تخوف كبير على فقدانه النظر، كما لم تعد لديه القدرة على النطق ويعاني من تشويش بالسمع".

وتصف نبيلة حالة زوجها قائلة: "دخل في حالة من الموت البطيء، وقد يرتقي شهيدا في أي لحظة"، ثم استجمعت قواها وقالت: "هذه طريق المجاهدين، الذين يرفضون الانكسار للمحتل".


الأسير خلوف من بلدة برقين، غرب جنين، شمال الضفة الغربية، وهو مهندس زراعي يملك شركة خاصة لإنتاج وتصدير النباتات الطبية، اعتقل في الثامن من يوليو/تموز 2019، وشرع بعد عشرة أيام من اعتقاله في إضراب مفتوح عن الطعام رفضًا واحتجاجًا على قرار محكمة الاحتلال بتحويله للاعتقال الإداري، دون تهمة تذكر، بناءً على توصية من جهاز المخابرات الإسرائيلي (الشاباك).


وسبق أن تعرض خلوف للاعتقال أكثر من مرة، كما توضح زوجته "فقد أمضى 54 شهرا متواصلة في سجون الاحتلال، ما بين عامي 2004 و2008، ثم أعيد اعتقاله عام 2012 لفترة وجيزة، مع غرامة مالية قدرت حينها بألف دولار أميركي".


وترفض إدارة سجون الاحتلال الإسرائيلي طلبات عائلة خلوف بزيارته، لكن المحامية المكلفة بملفه التقته مرتين منذ نقله للمستشفى الإسرائيلي، ونقلت للعائلة تطورات وضعه الصحي المتدهور، كما زاره مندوب الصليب الأحمر الدولي.

ووجهت بشارات رسالة عتاب للمؤسسات الحقوقية الرسمية والأهلية التي تُعنى بشؤون المعتقلين الفلسطينيين، كما عبرت عن استيائها لضعف الحراك الجماهيري لنصرة المضربين عن الطعام، والأسرى المرضى أيضا.



القوى الوطنية والإسلامية وبلدية برقين من جانبها، أعلنت الاعتصام المفتوح، اليوم الاثنين، أمام منزل الأسير خلوف، بينما أكدت هيئة شؤون الأسرى والمحررين الفلسطينية، في بيان اليوم، أن الأسير خلوف دخل في مرحلة حرجة وصعبة، إذ يعاني من آلام في مختلف أنحاء جسده، ونقص كبير بالوزن، ومن "شهقة" مستمرة، محذرة من دخول الأسير في مرحلة الخطر المميت في أي لحظة إذا ما واصلت الإدارة تعنتها في عدم الاستجابة لمطلبه بإنهاء اعتقاله الإداري.

  

أما حركة الجهاد الإسلامي، التي ينتمي إليها خلوف، فقالت إنها تجري "اتصالات واسعة بشأنه عقب تدهور حالته الصحية التي دخلت مرحلة الخطر الشديد"، في حين طالبت الحركة بالتدخل العاجل لإنقاذ حياة خلوف، ودعت الجهات المعنية لسرعة التدخل والضغط على الاحتلال لإنهاء الاعتقال الإداري الظالم بحقه.

وساطة مصرية

على صعيد متصل، أعلنت هيئة شؤون الأسرى والمحررين الفلسطيينة ظهر اليوم الاثنين، إن جهوداً مصرية حثيثة تُبذل من أجل التوصل لاتفاق مع سلطات الاحتلال الإسرائيلي لإنقاذ حياة الأسير سلطان خلوف والإفراج عنه.

وأوضحت الهيئة في بيان لها، أنه بعد هذه المساعي المصرية، تم تحديد جلسة محكمة للنظر في قضيته اليوم، وما زالت المحكمة مستمرة حتى هذه اللحظة.