القصف في إدلب وحماة يبدد أحلام النازحين بالعودة

القصف في إدلب وحماة يكسر الهدنة ويبدد أحلام النازحين بالعودة

06 اغسطس 2019
نازحون من إدلب عزموا على العودة (عارف وتد/فرانس برس)
+ الخط -
يبدو أن أحلام مئات آلاف النازحين من ريف إدلب الجنوبي وريف حماة الشمالي، بالعودة إلى بلداتهم ومدنهم، ذهبت أدراج الرياح، عقب استئناف النظام القصف يوم أمس الإثنين، وتعليق الهدنة التي كانت قد بدأت يوم الجمعة الماضي.

تبددت أحلام أبو محمود دباس، نازح من ريف إدلب الجنوبي مع عائلته المكونة من 7 أفراد إضافة إلى والدته الطاعنة في السن، نحو ريف إدلب الشمالي حيث قضوا نحو ثلاثة أشهر تحت شجر الزيتون، بأن يقضي عيد الأضحى في منزله بريف معرة النعمان.

وقال لـ"العربي الجديد": "منذ الصباح أحزم بعض أمتعتي والأغراض إضافة إلى شوادر وجدتها في المنزل لأصنع منها خيمة تؤويني في العراء، خيمة عجز العالم عن أن يمنحني إياها لينام فيها أولادي ويحتموا فيها من أشعة الشمس الحارقة".

وأضاف: "لم تقصف البلد بعد، لكن بما أن الهدنة فشلت فسرعان ما سيأتي الطيران ليرمي بقنابله علينا، وعندها يصبح من الصعب أن أنقل حاجياتي، كما حصل معنا عندما نزحنا مع بداية الحملة، يومها خرجنا تحت القصف ولم يسعفنا الوقت سوى باصطحاب بعض الملابس والأواني وحصيرة بلاستيكية، حتى أننا وجدنا سيارة تنقلنا بالصدفة".

وتجلس والدة أبو محمود في فناء المنزل، وقد عمق الزمان تجاعيد وجهها، وتنهمر الدموع من عينها، وتخاطب ابنها قائلة: "يا ابني اتركني في المنزل، فالموت تحت سقفه أهون علي من الموت في العراء"، وابنها يتوسلها كي ترحمه وتغادر معه.
أما النازح معتز النجم، من ريف خان شيخون بريف إدلب، فأوضح لـ "العربي الجديد"، قائلاً: "بعد إعلان الهدنة توجهت إلى بلدتي لأطمئن على المنزل ولأتحقق من صحة توقف القصف، الحمد الله أن الأضرار التي طاولت المنزل لم تكن كبيرة، لكن سمعنا قذائف صاروخية تسقط بين الحين والآخر على أطراف البلدة، وكأن الهدنة تقتصر على الطيران فقط أما بقية الأسلحة فهي مسموحة، بالنسبة لنا اعتدنا على ذلك".

وأضاف: "أمس تحدثت مع والدي وأخبرته بالوضع، واتفقنا أن يجهزوا أنفسهم كي نؤمن سيارة تنقلهم من المخيم إلى المنزل، لكن اليوم استيقظت على عودة القصف وانتهاء الهدنة، فسرعان ما اتصلت به لأخبره بالأمر، ليقول لي إنهم أعادوا أغراضنا إلى الخيمة".

وتابع: "راح يوصيني بأن أجلب معي العديد من الأغراض، منها المدفئة والأغطية وبعض الشوادر، التي كانت لدينا في المنزل، وأشياء أخرى"، خاتما حديثه بالقول: "سيمر علينا شتاء قاسٍ هذا العام".

ولفت مصطفى الادلبي، ناشط من ريف إدلب الجنوبي، في حديث مع "العربي الجديد"، إلى أن "الريف الجنوبي من إدلب وريف حماة شهد عودة للنزوح إلى الريف الشمالي من إدلب، عقب إعلان انتهاء الهدنة من قبل النظام، وخاصة أن هناك كثراً ممن عادوا إلى مناطقهم بعد بدء الهدنة يوم الجمعة الماضي".

وأشار إلى أن "الناس كانت تأمل أن تتوقف عمليات القصف على المناطق السكنية، وخاصة أن العيد على الأبواب، وبالرغم من أن غالبية الناس وضعها المادي والنفسي لن يسمح لها بالاحتفال بالعيد، إلا أنه بأسوأ الأحوال كان يكفيهم أن يأتي العيد وهم في منازلهم، وليسوا تحت أشجار الزيتون في العراء".

وكان فريق "منسقو سوريا"، أصدر تقريرا يوم أمس الإثنين، بيّن فيه أن "عدد النازحين العائدين خلال الساعات الـ24 ساعة الماضية بلغ أكثر من 11 ألف نازح، من أصل نحو 728 ألفا نزحوا منذ بدء العملية العسكرية الأخيرة في شهر فبراير/شباط الماضي، تسبب بمقتل 1184 مدنياً وجرح أكثر من ثلاثة آلاف آخرين، في حين قدرت قيمة الأضرار المادية بـ1.45 مليار ليرة سورية (وسعر صرف الدولار الأميركي نحو 595 ليرة).            

المساهمون