المطبخ الخيري الوحيد في الرقة يغلق أبوابه لغياب الدعم

المطبخ الخيري الوحيد في الرقة يغلق أبوابه بسبب غياب الدعم

27 اغسطس 2019
إغلاق مطعم الفردوس الإغاثي في الرقة (فيسبوك)
+ الخط -

ذهبت أم عبد الله أمس الاثنين، كعادتها كل أسبوع إلى المطبخ الخيري في الرقة، للحصول على وجبة الطعام التي اعتادت أن تحصل عليها يومي الاثنين والخميس، لتكتشف أن المطبخ مغلق لعدم توفر المستلزمات لإعداد الطعام للمحتاجين.

وأغلق "مطبخ الفردوس الإغاثي" أبوابه بعد أن كان يقدم الطعام لمئات العائلات الفقيرة والمحتاجة لأشهر، وقالت أم عبد الله لـ"العربي الجديد": "لدي خمسة أطفال، وقد قتل زوجي قبل عامين وتركنا دون معيل. اسودت الدنيا في وجهي عندما عرفت أن المطبخ لن يوزع الوجبة الغذائية بعد اليوم، فقد كنت أعتمد على تلك الوجبة لتأمين وجبة الغداء ليومين، ويبقى من الأسبوع ثلاثة أيام نحاول أن نؤمن طعامنا فيها مما أحصل عليه من عملي، أو ما يصل إلينا من المساعدات".

وكان المطبخ يمنح المترددين عليه وجبة مطبوخة تكفي العائلة في الغداء والعشاء مرتين كل أسبوع، معتمدا على تبرعات أهل الخير وما يصل إلى القائمين عليه من مواد غذائية.

وقال المقيم في الرقة محمد فهد، لـ"العربي الجديد"، إن "مطبخ الفردوس كان وجهة كثير من عائلات المدينة، ورغم أن عدد العائلات التي تضم أيتاما يفوق تلك التي كانت تحصل على وجباتها من المطبخ، فإنه كان يسد حاجة عدد كبير من العائلات الفقيرة".

ولفت إلى أن "المدينة تفتقر إلى المساعدات الإنسانية في ظل غياب المنظمات الدولية التي يبدو أنها تعمل حسب توجهات سياسية، وإلا فما سبب عدم توفر الدعم الإنساني للسوريين الذين يعيشون في الرقة كارثة مكتملة".



بدوره، أوضح مؤسس ومدير مطبخ الفردوس، أبو عمار، لـ"العربي الجديد": "بدأنا العمل في المطبخ نهاية 2018، بشكل تطوعي، وكان الهدف الرئيسي محاولة احتواء عائلات الأيتام الذين لا معين لهم، وتقديم الطعام والخبز للفقراء كي يشعروا أن هناك من يتعاطف معهم".

وأضاف أن "المؤسسين مجموعة من الأصدقاء والمعارف وبعض التجار الذين يقدمون تبرعات شخصية للمطبخ. كنا نشتري المواد الغذائية من السوق، ونقوم بطبخها وتوزيعها مع الخبز يومي الاثنين والخميس من كل أسبوع، باستثناء شهر رمضان المبارك الذي كان العمل فيه يوميا".

ولفت إلى أنهم اضطروا إلى تعليق العمل قبل أيام لعدم توفر المواد الأولية للطبخ، مرجعا السبب إلى عدم توفر الدعم، "العمل كان يومين فقط في المطبخ بسبب ضعف الإمكانات بالأساس. أنا مدرس سابق للغة العربية، وعدد المتطوعين في المطبخ كان 12 متطوعا، وكان يستفيد منه ما بين 400 إلى 600 عائلة، وسيزيد توقف عمل المطبخ من العبء التي تتحمله تلك العائلات لتوفير الطعام".

واعتبر أن "المطبخ عمل إنساني، ومحاولة للحد من ظاهرة التسول من خلال جهود فردية، وكان هناك أرامل وأيتام يأتون رغم شدة الحرارة ليحصلوا على قليل من الأرز أو البرغل لسد رمقهم ورمق أطفالهم ولو قليلا".

المساهمون