غضب حجاج مصر

غضب حجاج مصر

25 اغسطس 2019
في جبل عرفات (محمد الشيخ/ فرانس برس)
+ الخط -

"ربّنا ينتقم من كل واحد ضيّق على حجّاج بیت الله". بهذه الكلمات تجيب الحاجّة المصرية سمية (59 عاماً) عند سؤالها عمّا عانته في أثناء أدائها فريضة الحجّ هذا العام، مضيفة أنّ صعوبات عديدة تخللت الرحلة الدينية، نتيجة سوء الخدمات المقدّمة من المطوّفين السعوديين، ولا سيّما عدم توفيرهم أماكن للمبيت في أثناء أداء المناسك. وتقول الحاجّة سمية لـ"العربي الجديد" إنّها دفعت 12 ألفاً و550 جنيهاً مصرياً (نحو 750 دولاراً أميركياً)، لشركة تابعة لسفارة الرياض في القاهرة لقاء "رسوم المسار"، إلا أنّها فوجئت بعد الوصول إلى مكّة برفض المطوّف السعودي توفير إقامة لها في مخيّمات عرفات أو منى بحجّة أنّ هذا المبلغ مخصص فقط للتنقّلات من وإلى مطار جدّة ومن وإلى أماكن المشاعر. تضيف أنّ المطوّف السعودي المسؤول عن تفويج حجّاج مصر "فرادى"، وافق بعد استجداء منها وأخريات على توفير مكان للمبيت في مشعر عرفات، لكنّها لفتت إلى أنّ "الخيمة التي وفّرها اكتظّت بأشخاص من جنسيات عربية وأفريقية، علماً أنّها تضمّنت مكيّفاً صحراوياً واحداً على الرغم من ارتفاع درجات الحرارة".

وتتابع الحاجّة سمية شكواها، مشيرة إلى أنّ "المطوّف أغلق هاتفه عقب انتهاء مشعر عرفات ونفير الحجّاج إلى مزدلفة، فيما رفض سائق الحافلة توصيل الحجّاج المصريين إلى منى، الأمر الذي دفعنا إلى الذهاب سيراً على الأقدام لرمي جمرة العقبة الكبرى. لكنّنا بمعظمنا لم نتمكّن من الوصول إلى مخيّمات المطوّف للمبيت بمنى، التي كانت في أبعد نقطة عن الجمرات، على مسافة تقارب خمسة كليومترات". وتكمل الحاجّة سمية: "عانيت كثيراً من السير طوال أيام مشعر منى، نظراً إلى رفض الجنود السعوديين اتكاء أيّ من الحجّاج على الأسوار أو الجلوس لبضع دقائق بهدف التقاط الأنفاس. نحن اضطررنا إلى السير على أقدامنا طوال الوقت، فيما لم يراعِ الجنود عامل السنّ، فكثيرون منّا تجاوزوا الستين والسبعين".




بدورها، عانت الحاجّة رجاء (64 عاماً) مع الجنود المسؤولين عن تأمين الحرم المكي، وتشكو لـ"العربي الجديد" قائلة: "كانوا يغلقون كلّ الأبواب قبل الصلوات بفترات طويلة، ويجبروننا على الصلاة على السطح في ذروة ارتفاع الحرارة". تضيف أنّ قول "سعودي يا شيخ" كانت "كلمة السرّ لفتح أيّ متاريس مغلقة، وكأنّما الحرم مملوك للسعوديين وحدهم". وتشير الحاجّة رجاء إلى أنّ "جنود الحرم تعنّتوا كثيراً مع النساء وكبار السنّ، سواء في دخول المسجد أو الخروج منه لقضاء الحاجة، مع استثناء السعوديين من تعليمات المنع". وتؤكد الحاجّة رجاء: "عانينا كذلك من جرّاء الارتفاع الكبير في أسعار الموادّ الغذائية في المتاجر المحيطة بالحرم، نتيجة تطبيق ضريبة القيمة المضافة (خمسة في المائة) من جهة، واستغلال أصحاب تلك المتاجر موسم الحجّ لمضاعفة الأسعار من جهة أخرى. كذلك فإنّ سائقي سيارات الأجرة ضاعفوا القيمة الفعلية بنحو 10 أمثال، وسط مباركة من السلطات السعودية".

وقد ركّزت شكاوى الحجّاج المصريين بمعظمها على سوء خدمات السكن والتنقلات، وتركهم من دون مرشد ولا باصات لمسافات طويلة، وسيرهم على الأقدام من مزدلفة إلى منى ومنها إلى الحرم المكي لأداء طواف الإفاضة، ثمّ إلى منى مجدداً لرمي الجمرات، فضلاً عن سوء معاملة الجنود السعوديين سواء داخل الحرم المكي أو خارجه.

وكانت حصّة مصر الرسمية من تأشيرات الحجّ الأخير قد قُدّرت بنحو 78 ألف تأشيرة، فيما كان التنظيم بيد ثلاث جهات رسمية هي وزارة الداخلية ووزارة التضامن الاجتماعي ووزارة السياحة. من جهتها، وزّعت الأخيرة 39 ألف تأشيرة على 2500 شركة سياحية، تعاقدت بدورها مع 18 مطوّفاً سعودياً هذا العام لتقديم الخدمة لبرامج الحجّ في كلّ مستوياته لنحو 36 ألف حاجّ.




تجدر الإشارة إلى أنّ رئيس لجنة الحجّ المركزية الأمير خالد الفيصل، قد صرّح قبيل الحجّ بأنّ عدد الحجّاج لهذا العام بلغ مليونَين و91 ألفاً و471 حاجاً، من بينهم مليون و855 ألفاً و407 من خارج السعودية، و200 ألف و360 حاجّاً من داخلها، مشيراً إلى أنّ الأسعار تم تحديدها لكلّ فئة من فئات الحجّ بناءً على الاتفاقيات بين الحجّاج ومؤسسات الحجّ.