مليشيات النظام "تعفش" خان شيخون.. وناشطون: لا ممرات آمنة

مليشيات النظام "تعفش" خان شيخون.. وناشطون: لا ممرات آمنة

جلال بكور

avata
جلال بكور

عبد الله البشير

avata
عبد الله البشير
23 اغسطس 2019
+ الخط -
تمارس مليشيات النظام السوري عمليات سرقة في مدينة خان شيخون جنوب إدلب، عقب سيطرتها على المدينة وانسحاب فصائل المعارضة السورية منها، في حين كذب ناشطون حديث النظام وحليفه الروسي عن فتح ممرات آمنة في مدينة صوران بريف حماة الشمالي، مؤكدين أن المدنيين غادروا قبل حصار النظام للمنطقة.

وعادة ما تقوم المليشيات التابعة للنظام بعمليات السرقة، التي يطلق عليها محلياً "التعفيش" في كل منطقة تدخلها، ثم تنقل المسروقات إلى مناطق سيطرة النظام، قبل بيعها في الأسواق بأسعار زهيدة.

وأكدت مصادر محلية في ريف حماة الشمالي لـ"العربي الجديد"، أن أرتالاً من سيارات النقل الكبيرة دخلت إلى خان شيخون، وقامت بحمل أثاث المنازل ومحتويات المحالّ التجارية، وأن بعض الشاحنات كانت تحمل نوافذ وأبواباً مصنوعة من الألمنيوم والحديد بعد خلعها من المنازل والمتاجر.

ووفقاً للمصادر، فإن الشاحنات سلكت الطريق الواصل بين خان شيخون ومحردة، وخان شيخون والسقيلبية مروراً بالمناطق التي خضعت مؤخراً لسيطرة النظام في ريف إدلب الجنوبي وريف حماة الشمالي، وأنها استغلت انسحاب المعارضة وتوقف المعارك لتقوم بسرقة ما يمكنها من المدينة دون مقاومة.

وأوضحت مصادر من مدينة السقيلبية لـ"العربي الجديد"، أن السيارات المحملة بالمسروقات وصلت إلى مقارّ قياديي مليشيا "الدفاع الوطني" التابعة للنظام، وأن سيارات أخرى عبرت باتجاه مدينة محردة.

وتناقل ناشطون عبر مواقع التواصل الاجتماعي مقاطع مصورة لعمليات التعفيش في مدينة خان شيخون.


وأكد محمد الحسن، من أهالي خان شيخون لـ"العربي الجديد"، سرقة المليشيات للمنازل، وأن عناصر من قوات النظام قاموا بسرقة كل ما وقعت عليه عيونهم من أثاث وسيارات وماشية ودواجن، كما سرقوا مولدات الكهرباء ومضخات المياه وأنابيب نقل المياه في البساتين والمزارع، مضيفاً أن عمليات نقل المسروقات تتم عبر السيارات والشاحنات والدراجات النارية والعربات العسكرية تحت أنظار الجنود والقوات الروسية.

في شأن متصل، كذب ناشطون محليون كل ما يسوقه النظام السوري من ادعاءات بشأن فتح معبر إنساني في مدينة صوران بريف حماة الشمالي، يتيح للمدنيين المحاصرين في ريف حماة الشمالي مغادرتها، بينما أكدت المجالس المحلية في المنطقة أن المدنيين غادروا بالفعل قبل حصار النظام.

وقال رئيس المجلس المحلي في كفرزيتا مدين خليل لـ"العربي الجديد": "غالبية الأهالي غادروا منذ أسابيع، وقبل الحصار وجهنا نداءً للأهالي بالتوجه لمناطق الشمال، وفي تلك الفترة لم يتجاوز عدد من كان في كفرزيتا 100 شخص، وحالياً لا وجود لأي شخص في البلدة".

وبالنسبة للنازحين، أوضح خليل أن "المجلس المحلي يعمل على إنشاء مخيم في منطقة بابسقا قرب الحدود السورية التركية في ريف إدلب الشمالي. تم شراء الأرض بالفعل، ومن المقرر أن تستوعب 250 عائلة من نازحي كفرزيتا، ووجّه المجلس نداءات عدة للمنظمات الإنسانية لتقديم خيام وتجهيز الصرف الصحي وآبار المياه للمخيم".

وقال النازح من كفرزيتا أسامة رجب لـ"العربي الجديد": "البقاء في الخيام والبرية أهون من الاعتقال أو البقاء تحت القصف. النظام مجرم، ولو أن سلامة المدنيين تهمّه كما يدعي لما قصف المدن وقتل أهلها. نقيم في الأرض التي أمّنها المجلس المحلي، ولكننا نحتاج لجميع مقومات الحياة، وليس لدينا قدرة على تأمين احتياجاتنا".

وقال فريق "منسقو استجابة سورية" في بيان اليوم الجمعة، إن "الممرات التي يروج لها النظام وروسيا غير صحيحة"، نافياً خروج أيّ مدني من معبر صوران الذي ادعى النظام افتتاحه. "وثقت الفرق الميدانية خروج آخر دفعة من المدنيين من قرى الريف الشمالي بتاريخ الخامس من شهر أغسطس/ آب، وقد رافقتهم الفرق الميدانية بسبب مخاوف من تعرضهم لعمليات تصفية جماعية".

واعتبر البيان أن الحديث عن افتتاح معبر صوران "محاولة من الطرف الروسي لتحقيق مكاسب سياسية تغطي على أعماله الإرهابية ضد المدنيين في المنطقة"، مطالباً المجتمع الدولي بإعطاء المزيد من الصلاحيات للأمم المتحدة، للعمل بشكل فعّال على إنهاء معاناة السوريين المستمرة منذ تسعة أعوام.

ذات صلة

الصورة
يشعر السوريون بالخذلان من العرب (عارف وتد/ فرانس برس)

مجتمع

تتباين آراء السوريين حول قرار عودة النظام السوري إلى مقعده في جامعة الدول العربية، وبدء العديد من الدول علاقات طبيعية معه، رغم عدم انتفاء الأسباب التي أدت إلى قطع تلك العلاقات.
الصورة
اللواء حسام لوقا (فيسبوك)

سياسة

أثار التقرير الذي نشرته صحيفة "فايننشال تايمز"، حول قضية توظيف ابنة رئيس المديرية العامة للمخابرات السورية حسام لوقا، جدلاً بشأن ما وصف بـ"تواطؤ الأمم المتحدة" بتوظيفها لأشخاص مقربين من أفراد تابعين للنظام السوري ومعاقبين دولياً.
الصورة
وضع سيئ إلى أبعد الحدود بعد كارثة الزلزال (عامر السيد علي)

مجتمع

لا يفارق الخوف الناجين منذ وقوع الزلزال في تركيا وسورية، وقسم كبير منهم يعيش في العراء خصوصاً في شمال سورية بسبب الأبنية المتصدعة.
الصورة
أوضاع القطاع الصحي متردية في الشمال السوري (عدنان الإمام)

مجتمع

تكافح الكوادر الطبية في مشافي الشمال السوري منذ وقوع الزلزال من أجل إنقاذ حياة المصابين وتخفيف آلامهم، في ظل ظروف عمل متردية، والخوف على عائلاتهم المعرضة للخطر، كما فقد بعضهم حياته تحت الأنقاض.