إدانة حقوقية لاحتجاز مصرية مصابة بالصرع في قضية سياسية

إدانة حقوقية لاحتجاز مصرية مصابة بالصرع في قضية سياسية

23 اغسطس 2019
المعتقلة المصرية المصابة بالصرع جميلة صابر حسن (تويتر)
+ الخط -
دانت "الجبهة المصرية لحقوق الإنسان" استمرار احتجاز السلطات الأمنية المصرية للمواطنة المصابة بمرض الصرع، جميلة صابر حسن (29 سنة)، واتهامها في قضية سياسية، وخضوعها لظروف احتجاز تنتهك حقها في المعاملة الآدمية.

وأعربت الجبهة في بيان صحافي، اليوم الجمعة، عن قلقها العميق من التدهور السريع الذي تشهده حالة جميلة حسن الصحية، والتي تظهر من الزيادة المضطردة في نوبات الصرع، وهو ما ظهر جلياً في نيابة أمن الدولة، وأمام محكمة الجنايات، أثناء نظر تجديد حبسها مؤخراً، حيث كانت ملابسها مضرجة بالدماء، وتنزف من أنفها وفمها، ولا تقوى على الحديث.

وأضافت الجبهة الحقوقية أنه "بدلاً من إخلاء جهة التحقيق سبيل المتهمة، أو إحالتها إلى مستشفى متخصص، يُجدد حبسها بانتظام، مما يُنذر بتدهور حالتها الصحية، وحدوث مضاعفات خطيرة قد تُشكل تهديداً على حياتها".

وألقي القبض على جميلة حسن مساء 27 فبراير/ شباط الماضي، من منطقة السيدة عائشة بالقاهرة، بالتزامن مع حملة اعتقالات شنتها الأجهزة الأمنية على عشرات الأشخاص على خلفية الاحتجاجات التي صاحبت حادث تصادم قطار برصيف محطة مصر، وتدشين الحملة الاحتجاجية "اطمن أنت مش لوحدك".

وأُخفيت جميلة قسرياً لمدة 6 أيام في قسم شرطة الخليفة بواسطة ضباط جهاز الأمن الوطني، قبل أن تظهر أمام نيابة أمن الدولة في 4 مارس/ آذار الماضي، وهي تواجه اتهامات ملفقة منها "مشاركة جماعة إرهابية في تحقيق أغراضها".

ووفقاً للتقارير الطبية، فإنها مريضة بصرع مزمن منذ عام 2007، وتحتاج إلى علاج يومي، وتعرضت لنوبات صرع على فترات متباعدة منذ القبض عليها بعد أن كانت حالتها مستقرة، وهو ما تغير تماماً بعد احتجازها.
وقال البيان الحقوقي: "بعد تجربة القبض القاسية، والإخفاء القسري، تم ترحيلها إلى سجن القناطر للنساء، ومُنعت عنها الزيارات والأدوية، بما فيها علاج الصرع لمدة شهر ونصف الشهر بالرغم من حالتها المرضية، ثم وُضعت في عنبر المتهمات بقضايا جنائية، ما ساهم في تدهور حالتها الصحية، وتزايد نوبات الصرع عندها بشكل مضطرد".

وزاد البيان: "وبالنظر لتعامل مستشفى السجن، كان أول نظر لحالة جميلة في شهر مايو/ أيار الماضي، بعد تعرضها لنوبة، إذ شخصها الطبيب آنذاك كمريضة صرع، لكن ظروف الاحتجاز السيئة زادت من تدهور حالتها، ما جعل معدل نوبات الصرع يصبح يومياً".

وحسب مصادر مقربة من جميلة تحدثت إلى الجبهة، فإنها الآن في وضع صحي خطر، ولا تقوى على الكلام، وأطرافها اليسرى لا تتحرك.



وفي 8 يوليو/ تموز الماضي، حضرت جميلة إلى نيابة أمن الدولة لنظر تجديد حبسها على ذمة القضية، وكان الدم يغرق وجهها وملابسها من جراء نزيف أنفها وفمها، ورغم ذلك سألها وكيل النيابة لماذا لم تأخذ العلاج؟ ورغم اعترافه بأن الصرع له شق نفسي يتأثر بوضع السجن، إلا أن وكيل النيابة جدد حبسها دون اكتراث، ورفض طلبات المحامين بنقلها إلى مستشفي خارج السجن، أو الاطلاع على تقرير مستشفى السجن، الأمر الذي تكرر في جلسة 27 يوليو/ تموز الماضي أثناء نظر تجديد حبسها في محكمة جنايات القاهرة.

وطالبت الجبهة المصرية بالإفراج الفوري وغير المشروط عن جميلة حسن، على اعتبار أن حبسها في هذه القضية، وبهذه الاتهامات، هو حبس تعسفي، محملة السلطات المصرية مسؤولية تدهور حالتها الصحية.