الناشطة البيئية غريتا ثونبرغ تعبر الأطلسي لحضور قمّة المناخ

الناشطة البيئية غريتا ثونبرغ تعبر الأطلسي لحضور قمّة المناخ

19 اغسطس 2019
ثونبرغ والفريق على متن اليخت ماليزيا 2(كريستي ويغلسوورث/فرانس برس)
+ الخط -
تأثّرت خطط الرحلة التي انطلقت بها المراهقة غريتا ثونبرغ منذ خمسة أيام عبر المحيط الأطلسي لحضور قمة المناخ المرتقبة في 23 أغسطس/آب الجاري في نيويورك، على متن "يخت خالٍ من الكربون"، بعدما تبيّن أن الطاقم سيعود بطائرة تستهلك كميات كبيرة من الغاز لإعادة اليخت إلى أوروبا.

وتنتج رحلة إعادة اليخت بالطائرة كميات من أوكسيد الكربون، تفوق بكثير ما تحاول غريتا البالغة من العمر 16 عاماً، تفاديه عبر إبحارها في يخت صديق للبيئة إلى الولايات المتحدة الأميركية.

ونقلت صحيفة "ذا ديلي ميل" أنّ الناشطة البيئية السويدية، غادرت يوم الأربعاء الماضي، مرفأ بليموث من بريطانيا، على متن يخت يطلق عليه اسم "ماليزيا 2"، في رحلة تستغرق أسبوعين إلى مقر الأمم المتحدة حيث ستحضر مؤتمرين كبيرين حول تغير المناخ، في قمّة يستضيفها الأمين العام أنطونيو غوتيريس في نيويورك في سبتمبر/ أيلول. بيد أنّه في الليلة الماضية، تبيّن أن اثنين من الطاقم سيسافران إلى الساحل الشرقي للولايات المتحدة، ليعيدا اليخت البالغ طوله 60 قدمًا في طريق العودة.


وفي السياق، قالت متحدثة باسم فريق "ماليزيا 2" لصحيفة "ذا تايمز"، إنّهم قرّروا بشأن الرحلة إلى مدينة نيويورك في غضون مهلة قصيرة للغاية، ونتيجة لذلك، سيتعين على شخصين السفر إلى الولايات المتحدة لإعادة القارب. وتابعت أنّ العالم لم يجد بعد وسيلة لجعل عبور المحيطات دون وجود بصمة كربونية وقد يضطر بحاران آخران يوجدان حالياً مع غريتا على متن اليخت"ماليزيا 2"، إلى السفر الجوي لإعادته إلى أوروبا. وذكر أن سكيبر بوريس هيرمان وبيير كاسيراغي، ابن شقيق الأمير ألبرت من موناكو، سوف يستقلان الرحلات الجوية في رحلة العودة.


استمرّت غريتا بالإعلان عن مستجدات رحلتها عبر وسائل التواصل الاجتماعي، على الرغم من الظروف المعيشية الصعبة على متن القارب، حيث لا يوجد مرحاض أو مطبخ أو دش للاستحمام أو أي خصوصية، حتى توليد الكهرباء على متن القارب ينتج من توربينات الرياح والألواح الشمسية.


ونشرت تقول إنّها تأكل وتنام بشكل جيد وإنّها لم تشعر بدوار البحر حتى الآن. كذلك شاركت، صورة على إنستغرام و"تويتر" و"فيسبوك" مع تعليق: "أسبوع الإضراب المدرسي 52. ضع 47 درجة و17 دقيقة شمالًا و13 درجة و17 دقيقة غربًا". وتشكّل المراهقة، جزءا من حركة طلاب شاركت في مظاهرات مناهضة لتغير المناخ ونظموا إضرابات أيام الجمعة خلال العام الدراسي الماضي.


وتحاول غريتا الاحتجاج على التلوث البيئي عبر رفضها السفر بالطائرة، بسبب تأثير السفر الجوي على البيئة. وقالت سابقًا إنها تريد الذهاب إلى المؤتمرات في أميركا، لكنها لم تستطع إيجاد طريقة للوصول إلى هناك من دون استخدام طائرة أو سفينة سياحية، بسبب التلوث الناتج منهما، ما أدّى إلى تواصل فريق يخوت "ماليزيا" معها وتقديمه اليخت لمساعدتها في رحلتها من دون أي انبعاثات كربونية إلى الولايات المتحدة الأميركية.

وتجدر الإشارة إلى أنّ اليخت عالي السرعة وهو مصنوع للسباق، ومزود بمعدات ملاحة عالية التقنية، ويوجد على متنه مختبر لرصد مستويات ثاني أكسيد الكربون في الماء، وأربعة أسرّة، سيشارك أحدها كل من هيرمان وكاسيراغي، اللذين سيتناوبان على النوم. أمّا المرحاض فهو عبارة عن دلو من البلاستيك الأزرق، مع حقيبة قابلة للتحلل يمكن إلقاؤها في الخارج، والوجبات عبارة عن رزم مجففة من الطعام النباتي ممزوجة بالماء الذي يتم تسخينه على موقد غاز صغير.


غريتا ثونبرغ هي مراهقة سويدية بدأت احتجاجًا منفردًا خارج البرلمان السويدي العام الماضي، وانتشر الخبر منذ ذلك الحين في جميع أنحاء العالم. وبدأت أيام الجمعة تشهد فعاليات من قبل شباب يطالبون حكومتهم بالتحرك ضد تغير المناخ.


وكانت الاحتجاجات المناخية التي يقودها الشباب، في جميع أنحاء العالم مستوحاة من غريتا ثونبرغ، وطورت اهتمامها بتغير المناخ وهي في سن التاسعة بعد مشاهدة فيلم عن تأثيرات البلاستيك.

وشارك في الإضرابات المدرسية من أجل المناخ أكثر من 100 ألف من تلاميذ المدارس في 112 دولة، في إطار حملة تدعى "أيام الجمعة للمستقبل".


وتعاني غريتا من متلازمة أسبرغر (مجموعة اضطرابات طيف التوحد) واضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه، لكنها تحدثت غالبًا عن اعتبار ظروفها المرضية حافزاً، بدلاً من أن تكون مصدرًا للاكتئاب كما كانت في السابق.

ومنذ أول إضراب لها في العام الماضي وهي في الـ15 من العمر، استمرت غريتا في الحديث عن الحلول الممكنة لمكافحة تغير المناخ في التجمعات في استوكهولم وهلسنكي وبروكسل ولندن. وفي كل مؤتمر حضرته، سافرت بالقطار أو الحافلة أو الدراجة الهوائية في محاولة للحفاظ على بصمة كربونية منخفضة. وخلال السنوات القليلة الماضية، أقنعت عائلتها بإجراء تغييرات جذرية من أجل المساعدة في إنقاذ الكوكب، بما في ذلك رفض الطيران على الطائرات، وزراعة الخضروات الخاصة بها وعدم تناول اللحوم.

وتم ترشيح غريتا لجائزة نوبل للسلام من قبل أعضاء البرلمان النرويجي لعملها وتصميمها، وحصلت على جائزة حرية التعبير "فري أوورد"، في إبريل/نيسان، وغيرها من الجوائز.

واليوم تبحر غريتا على متن قارب سباق بطول 60 قدما، للوصول إلى قمة الأمم المتحدة للعمل المناخي لهذا العام في نيويورك ومؤتمر COP25 لتغير المناخ في سانتياغو.

المساهمون