المصريون يختلسون يوماً من الأيام العجاف للاحتفال بعيد الأضحى

المصريون يختلسون يوماً من الأيام العجاف للاحتفال بعيد الأضحى

11 اغسطس 2019
يلهون ويلعبون بقدر الإمكانيات (أحمد السيد/الأناضول)
+ الخط -


تشهد الحدائق العامة والمتنزهات وكورنيش النيل والمراكب النيلية بالمحافظات المصرية، اليوم الأحد، تزايد إقبال العائلات للاحتفال بأول أيام عيد الأضحى. ويساعد الطقس المعتدل على خروجهم من المنازل، وعلى انتشار الباعة الجائلين الذين يبيعون الألعاب والورود والمسليات على أنواعها والمثلجات، وسط استنفار أمني لمواجهه التحرش بالفتيات والسرقات التي تزداد خلال هذه الأيام.

ويعلق مصريون على المشهد بأن الظروف الاقتصادية الصعبة التي تمر بها الأسر المصرية جعلتهم يسرقون الفرحة بالعيد من بين ثنايا الأحوال القاهرة التي فرضت عليهم.

كورنيش النيل

وتعد محافظات القاهرة الكبرى (القاهرة – الجيزة – القليوبية) من أكثر المحافظات التي خرج أهلها للاستمتاع بأيام العيد، حيث يشهد "كورنيش نيل القاهرة" وعدد من الكباري إقبالاً للاستمتاع بأجواء النيل، واعتدال المناخ، وهو المكان الذي يقصده البسطاء من الأحباب والأصدقاء والعائلات لتكاليفه غير المرهقة. في حين يفضل آخرون المراكب النيلية لقضاء نزهتهم على متنها خلال أيام العيد.

وتعد رحلة "الأتوبيس النهري" في القاهرة من أبرز الأمور المتاحة للفقراء ومحدودي الدخل، وهو الذي يربط المحافظات الثلاث. ويصطف الركاب طوال أيام العيد لأخذ رحلة على المراكب، أو للذهاب إلى القناطر الخيرية، رغم وجود تحذيرات بعدم تحميلها بطاقة أكبر بسبب تهالك الأتوبيسات النهرية وغياب الصيانة. كما يشهد عدد من المناطق الشعبية بالقاهرة الكبرى انتشار الملاهي المتنقلة والمحببة للأطفال، والرقص على موسيقى أغاني "المهرجانات".

لهو وتسلية بمتناول اليد (دايفيد ديغنر/لGetty) 

حديقة الحيوان

وتعد حديقة الحيوان بالجيزة قبلة ملايين المصريين في الأعياد، حيث يزيد عدد زوارها خلال أول أيام العيد عن 75 ألف شخص، وسط حالة من البهجة والفرحة التي تغمر وجوه الزوار، عدا الأعداد التي تزورها خلال إجازة العيد بطولها. ويحمل المواطنون المتوافدون المأكولات والمشروبات استعدادا لقضاء اليوم بكامله داخل الحديقة. ويفترش الزوار الأرض والمقاعد الخشبية، لمشاهدة الأسد وبيت الزرافات وجبلاية القرود و"السيد قشطة" وبيت النمر والزواحف وغيرها من عشرات الحيوانات. كما يفرح الأطفال بالرسم على وجوههم ولعب كرة القدم.

الحديقة الدولية

ومن المناطق التي تشهد إقبالاً في عيد الأضحى، الحديقة الدولية بمنطقة مدينة نصر، شرق القاهرة، والتي تستقبل الزوار بفرق من الفنون الشعبية التي تقدم العروض الاستعراضية، منها عروض للتنورة، والرقص الشعبي، والرقص بالعصي لجذب أكبر عدد من الزوار، والتي تمتاز بالخضرة مع زيادة عدد الأشجار فيها.

الفسطاط والأزهر

ومن الأماكن العديدة التي يراها بعض المصريين فسحة "بمتناول اليد" خلال عيد الأضحى: حديقة الفسطاط، والأزهر، والأسماك بالزمالك، وبرج القاهرة، وجزيرة المعادي، وقلعة صلاح الدين، حيث يرى الأهالي أن تلك المناطق فرصة مناسبة وممتعة، كما تقدم تلك المناطق العروض الثقافية المجانية للجمهور.

الطقس المناسب ساهم في خروج العائلات إلى الحدائق والمتنزهات (الأناضول) 

فسحة بمتناول اليد

ويعتبر المصريون أن إجازة العيد فرصة للتخلص من الضغوط، وفسحة للخروج إلى أماكن بسيطة وفي متناول أيديهم، تضمن مشاركة الأطفال ببهجة العيد والخروج للتنزه. ويرى الموظف حسن فاضل أن فسحة كورنيش النيل هي الأساسية في العيد. ويضيف "لدي ثلاثة أطفال، ليس أمامي سوى التنزه بكورنيش القاهرة، بعد موجات الغلاء التي نعانيها، فهو بلا تذاكر دخول أو خروج، ولكن الأمر لا يسلم من دفع تذاكر لألعاب الملاهي البسيطة للأطفال على الكورنيش".

وتوضح ليلى سليم، وهي ربة منزل، أنها تخرج بصحبة أولادها وأهلها إلى عدد من الملاهي والنوادي في العيد، خاصة المناطق ذات الكلفة البسيطة "على أد الإيد"، مشيرة إلى أنها تأخذ الأكل والمشروبات لقضاء يوم كامل.

ويشير عبد الرؤوف ياسين، وهو موظف، إلى أن بهجة العيد لا تكتمل إلا بزيارة كورنيش النيل واستقلال المراكب ولهو الأطفال على الكورنيش، منوهاً بأن المصريين يرتبطون روحيًا بنهر النيل، لأن منظره يزيل الأعباء ويجدد النشاط. ويرى أن ما ينغص أيام العيد هو التحرش بالفتيات وافتعال المشاكل، وهو الأمر الذي نرفضه ونخشاه.