تونس: مشاريع وتوصيات لإشراك التونسيين بالخارج في بناء وطنهم

تونس: مشاريع وتوصيات لإشراك التونسيين بالخارج في بناء وطنهم

01 اغسطس 2019
ربط صلتهم بوطنهم تونس (Getty)
+ الخط -
ركّزت أشغال المنتدى السنوي للتونسيين بالخارج الذي نظمته وزارة الشؤون الاجتماعية، الأربعاء، تحت شعار "التونسيون بالخارج: مساهمة فاعلة في بناء تونس الجديدة"، على مناقشة إجراءات تسهيل اندماج التونسيين بالخارج وإشراكهم في بناء بلدهم باعتبارهم مكوناً أساسياً في الخارطة السياسية والاجتماعية والاقتصادية، إلى جانب تقييم مناهج تدريس اللغة العربية للأجيال المهاجرة الجديدة وسبل تطويرها. 

وأكد المدير العام لديوان التونسيين المقيمين بالخارج، عبد القادر المهذبي، لـ"العربي الجديد"، أنّ "دور التونسيين بالخارج مُهم ولذلك نعمل على ربط الصلة وتعزيز الثقة بين المهاجرين ووطنهم"، مضيفاً أنّ ديوان التونسيين بالخارج يعمل على الاستفادة من الكفاءات والنخب وتغيير النظرة التي يحملها التونسيون بالخارج عن بلدانهم خاصة الشباب والأجيال الجديدة.

وبيّن المهذبي أن من بين هذه الأجيال مهاجرين وصلوا إلى مواقع مهمة في بلدان المهجر في العديد من المجالات وأصبحوا قوة تأثير وفاعلين، وهؤلاء يمكن لبلادهم أن تستفيد منهم، مشيراً إلى أن هذا الأمر دفعهم إلى تكريم ثلة من الكفاءات والنخب بينهم مستشارون في وزارات وأصحاب مؤسسات رائدة في إيطاليا وإعلاميون ومحامون متميزون، وهي عينة من العديد من الكفاءات التونسية بالمهجر.

وأفاد المتحدث أن تونس بمقدورها الاستفادة من هؤلاء وبناء جسور التواصل بينهم وبين بلدهم، والهدف سيمتد على المدى البعيد ويتمثل في تعزيز التبادل الثقافي والاجتماعي، مؤكداً أنه تم الاتفاق على جملة من التوصيات سيتم تجسيدها في مشاريع برامج والعمل عليها مع مختلف الهياكل والجهات المعنية.

وحول الجيل الجديد من المهاجرين والذين يعزفون عن القدوم إلى وطنهم، ردّ المتحدث أنه تم وضع خطة لتطوير برامج تدريس اللغة العربية للتواصل مع هذه الجالية، فاللغة هي جسر هام من جسور التواصل ونسبة من هذا الجيل لا تعرف لغتها الأم، مشيراً إلى أن مناهج التدريس موجودة منذ السبعينيات لكنها لم تتطور مع البيئة التي يوجد بها المهاجر وقد يدرس بعضهم العربية لكنهم لا يتواصلون مع وطنهم، ولذلك تم التنسيق من منظمة التربية والثقافة والعلوم "الألكسو" التي لديها مساهمات في العديد من البلدان وبادرت بتقييم المناهج وطرق التدريس هناك وسيتم بالتنسيق مع وزارة التربية ومختصين وضع البرامج الملائمة لتدريس اللغة العربية.

وأضاف أنه بالإضافة إلى ذلك هناك أنشطة موجهة لأبناء المهاجرين من خلال المصايف بتونس والتي تضم رحلات ودروساً تثقيفية، إذ سيستفيد 160 طفلاً أعمارهم من 9 إلى 15 عاماً من البرامج المقدمة، مؤكداً أن العدد قد يكون قليلاً لكنهم يأملون إشراك المزيد من الأطفال المهاجرين، إلى جانب تنظيم الجامعة الصيفية لتدريس اللغة العربية لمن تجاوز 18 عاماً. 

يشار إلى أن رئيس الحكومة يوسف الشاهد، أعلن أمس لدى افتتاحه أشغال المنتدى السنوي للتونسيين بالخارج، عن فتح مراكز اجتماعية وثقافية جديدة للتونسيين المقيمين بالخارج بكل من روسيا، وأوكرانيا، وكورسيكا (فرنسا)، وإسطنبول (تركيا)، إضافة إلى إعادة فتح المراكز الموجودة بكل من الدوحة (قطر) والكويت وطرابلس (ليبيا).

وأفاد الشاهد أنه سيتم تعميم خطة ملحق اجتماعي بكل تجمّع للتونسيين بالخارج يفوق 25 ألف ساكن، لإثراء شبكة الملحقين الاجتماعيين قصد تعزيز تواجد التونسيين المقيمين بالخارج ببلدان إقامتهم وإشراكهم في الأنشطة الاجتماعية والثقافية والانفتاح على المخزون الثقافي والإبداعي للتونسيين المقيمين بالخارج.

وتعمل تونس على وضع خطة اقتصادية للنهوض بالاستثمار وبلورة استراتيجية لاستقطاب هذه الكفاءات وتوظيفها في خلق النمو والنهوض بالاستثمار والتنمية في تونس.

دلالات