نحو 300 ألف عادوا لمدينة الرقة السورية منذ تحريرها

نحو 300 ألف عادوا لمدينة الرقة السورية منذ تحريرها

06 يوليو 2019
العائدون يقدرون بنحو 30% من عدد السكان(دليل سليمان/فرانس برس)
+ الخط -


قبل نحو عامين وتحديداً في أكتوبر/ تشرين الثاني 2017، تمكنت مليشيا قوات سوريا الديموقراطية "قسد" بدعم من التحالف الدولي من السيطرة على مدينة الرقة السورية، الواقعة على ضفة نهر الفرات الشرقية، والتي اتخذ منها تنظيم "داعش" عاصمة له خلال فترة سيطرته عليها.

واستمرت المعارك في المدينة لأكثر من ثلاثة أشهر، وقد أرغمت كافة المدنيين فيها على النزوح، إذ بدأ الهجوم عليها في يونيو/ حزيران 2017، واستمر حتى إعلان قوات التحالف رسمياً عن تحريرها من التنظيم في 20 أكتوبر/ تشرين الأول من العام نفسه.

واليوم عاد جزء من أهالي مدينة الرقة للإقامة فيها، وتعتبر المدينة عاصمة المحافظة التي تسمى باسمها. وبلغ عدد سكان الرقة 944 ألفا في آخر الإحصائيات ما قبل عام 2011، وكانت تعتبر أكبر مدن شرق سورية لجهة تعداد سكانها. وقبل أيام أعلن المجلس المدني في الرقة أن عدد العائدين للمدينة بلغ 299824، توزعوا على 9 مجالس في أحياء المدينة، مقدراً نسبة العائدين بنحو 30 في المائة من نسبة السكان.

وعن أسباب العودة، قال جابر المحمد (36 عاما) إنها الحياة الصعبة في المخيمات والمناطق التي نزحنا إليها. وأوضح لـ"العربي الجديد" إن "الحياة في المدينة أصبحت جيدة، وبالنسبة لأسعار المواد الغذائية والمعيشة مقبولة نسبيا إذا ما قورنت بمناطق أخرى، نحن ندفع اشتراكا للكهرباء في الرقة 1000 ليرة سورية (1.2 دولار أميركي) في الوقت الحالي، وبالنسبة للخدمات ليست بأحسن حال لكنها مقبولة، وتفي بالغرض".

ودفعت إرادة الحياة الكثير من أهالي المدينة إلى ترميم منازلهم وافتتاح المحال التجارية في المدينة، التي بلغت نسبة الدمار فيها 80 في المائة بحسب إحصائيات صدرت عن الأمم المتحدة في الفترة التي تلت انسحاب تنظيم "داعش" منها.

المواطن يونس العبد الله (48 عاما) الذي توجه مع عائلته لمدينة حماة بعد سيطرة تنظيم "داعش" على مدينة الرقة، أشار بحديث لـ"العربي الجديد" إلى أن "العودة كان لا بد منها، فإيجار البيت ليس قليلاً في حماة، وبيتي في حيّ المشلب في الرقة طاولته أضرار جزئية، وعملت على إصلاحه ونحن الآن نعيش فيه".

من جهته، قال خليل أبو محمد إن "الأهالي في حال انتظروا وعود إعادة الإعمار وغيرها لن يعودوا ويستغرق ذلك عشرات السنين، وكثير منهم يمتلكون الشجاعة ويعودون حين يتواصلون مع أقاربهم في المدينة ويستشفون منهم أن العودة ممكنة ويستوضحون عن الأوضاع فيها".

وأشار أبو محمد الخمسيني بحديث لـ"العربي الجديد" إلى أن المضايقات من مليشيا "قسد" موجودة، لكن الأهالي في الوقت الحالي يحاولون الاهتمام بأعمالهم اليومية لا أكثر.

ووصف العودة للمدينة قبل أشهر بأنها ولادة جديدة له، كونه ولد فيها ولم يفكر يوما بمغادرتها، ولم يعتد على ترك منزله، لكن القذائف والقنابل أرغمته على النزوح عنها مع عائلته.