مدرسة للاجئين السوريين في لبنان مرشحة لجائزة الآغا خان

مدرسة للاجئين السوريين في لبنان مرشحة لجائزة الآغا خان للعمارة

15 يوليو 2019
المدرسة توفر مركزا للأنشطة المجتمعية ومأوى (العربي الجديد)
+ الخط -

تؤكد مدرسة الجراحية في لبنان أن العمارة المتميزة والمتفوقة لا تكمن بالضرورة في ضخامتها، أو الميزانية الهائلة التي تنفق لتنفيذها، وإنما في الفكرة، والنهج، والتصميم المتبع، وفي معالجة قضايا محورية تخص مجتمعاً محدداً، أو منطقة جغرافية معينة.

وفي بيان لها اليوم، أعلنت جائزة الآغا خان للعمارة ومقرها جنيف، اختيارها هذه المدرسة، ذات التصميم البسيط، والواقعة ضمن منطقة المرج اللبنانية، ضمن المشاريع المرشحة لجائزة دورة 2019، والبالغة مليون دولار.

انطلقت فكرة مدرسة الجراحية بداية بالاعتماد على تصميم جناح منظمة "أنقذوا الأطفال" في معرض إكسبو 2015 في ميلانو، إيطاليا، الذي صممته شركة AOUMM الإيطالية، وأعيد إنتاج الفكرة هذه المرة لتصميم هذه المدرسة النموذجية لخدمة الأطفال من اللاجئين السوريين.

تم توريد جميع المواد المستخدمة في عملية بناء وتطوير المدرسة محلياً، بما في ذلك صوف الأغنام للعزل ضد البرد والحرارة، وتنظيم الرطوبة، ومقاومة الحريق وتوفير العزل الصوتي، وتقول المهندسة المعمارية جوانا دباغ "من أهم ميزات هذه المدرسة هي أن الجدران والسقوف معزولة تماماً بصوف الأغنام".

وتضيف "كما هو معروف، يتم استخدام الصوف من قبل النساء في المخيم لملء المرتبات والوسائد. كان هناك الكثير من الإلمام بهذا المنتج، الشيء الوحيد الذي قمنا بإضافته هو إخبارهم بكيفية معالجته ليصبح مادة للعزل".
من جهة أخرى اعتمد بشكل كامل على المواد والخبرات المحلية في بناء المشروع، وتمت الاستفادة من المواد المتاحة في المنطقة في عملية البناء.



لا توفر المدرسة المرافق التعليمية للأطفال من 300 عائلة لاجئة سورية فحسب، بل هي أيضًا مركز للأنشطة المجتمعية ومأوى في حالة العواصف أو الزلزال، وتؤكد سهى توتونجي: "يساهم البناء في تحقيق السلامة للأطفال، لأنه أكثر نظافة وأماناً ووداً".
وتشير المهندسة المعمارية جوانا دباغ إلى أن المدرسة "لا تمثل مكانًا للتعلم فقط، ولكن أيضًا مساحة مجتمعية لأنشطة المجتمع المختلفة". أما سارة شما، مسؤولة المدرسة، فتقول: "كان للمدرسة تأثير مهم لدى الأطفال، لأنهم أصبحوا أكثر راحة، وأصبحوا يستمتعون أكثر بالمدرسة، ويلعبون مع أصدقائهم، ويتعرفون إلى أصدقاء جدد. كما أصبحوا يتعلمون بشكل أفضل لأن ظروف التعليم لديهم أصبحت أفضل".

وتأسست جائزة الآغا خان للعمارة في 1977 من قبل الأمير كريم آغا خان، بهدف تحديد وتشجيع الأفكار الرائدة في مجالات العمارة والبناء التي تنجح في التصدي لاحتياجات وطموحات المجتمعات التي يكون للمسلمين وجود معتبر فيها.

وتركز الجائزة على نماذج المشاريع التي تعتمد معايير جديدة في التميز المعماري في مجالات التصميم المعاصر، الإسكان الاجتماعي، تحسين وتطوير المجتمع، الحفاظ على المواقع التاريخية، الحفاظ على المساحات وإعادة استخدامها، بالإضافة إلى هندسة المناظر الطبيعية وتحسين البيئة. منذ انطلاقتها قبل نحو 42 سنة مضت تلقى 116 مشروعاً الجائزة كما تم توثيق أكثر من 9 آلاف مشروع بناء.

وتضمنت قائمة المشاريع المرشحة للجائزة هذا العام عشرين مشروعاً من أنحاء مختلفة من العالم، من بينها تسعة مشاريع من سبع دول عربية هي لبنان، فلسطين، وقطر، جيبوتي، عمان، البحرين والإمارات العربية المتحدة.

المساهمون