أصغر نائب في تاريخ جنوب أفريقيا

يشير بعض الخبراء إلى أنّ الحركة الشبابية حول العالم، وصلت إلى ذروتها من خلال ثورة الطلاب عام 1968 في فرنسا، التي امتدت تأثيراتها المباشرة وغير المباشرة إلى عدة دول في أوروبا وحول العالم ككلّ. قبل أكثر من نصف قرن، بات الصغار قادرين على قول "لا" للكبار، وباتوا قادرين على المشاركة في رسم السياسات التي تخصّهم. وصحيح أنّ السنوات اللاحقة شهدت تراجعاً للحركة الشبابية، لكنّ مكتسبات ثورة الطلاب ظلت قائمة فعلياً أو نظرياً. هكذا، وجد الشباب في ثورة المعلومات والاتصالات ضالّتهم، وباتوا مؤثرين في الشأن العام أكثر من غيرهم في كثير من المواقع، بل باتوا قادرين على اختراق اللوبيات السياسية التقليدية، التي تنتشر صورتها النمطية حول العالم عبر ستيني أو سبعيني مربوع القامة يحمل تحت إبطه حقيبة سوداء، ويضع نظارات طبية داكنة، وربما يشعل سيجاراً.

الآن دور الشباب، وهو ما يعرضه موقع "أفريكا نيوز" عن حدث تاريخي في جنوب أفريقيا، إذ بات للدولة الكبيرة الواقعة في جنوب القارة، رقم قياسي برلماني جديد، مع وصول الشاب إيتوميلينغ نتسوبي، إلى المجلس الوطني للمقاطعات، أي الغرفة العليا للبرلمان، وعمره لا يتجاوز عشرين عاماً. ينتمي نتسوبي إلى الحزب الحاكم "الكونغرس الوطني الأفريقي" وهو من بوتشابيلو، في مقاطعة فري ستيت. وقدم نتسوبي في البرلمان في الحادي والعشرين من مايو/ أيار الجاري، كأصغر نائب في تاريخ البلاد.

التحق نتسوبي بالجامعة العام الماضي، وهو يدرس اختصاص التعليم، في بلوفونتاين في المقاطعة نفسها، لكنّه ينوي الآن نقل دراسته إلى إحدى جامعات كيب تاون، ليكون قريباً من مبنى البرلمان، إذ ستكون لديه مسؤوليات كنائب إلى جانب كونه طالباً.

تتألف الغرفة العليا من البرلمان الجنوب أفريقي من 90 مقعداً؛ بواقع 10 مقاعد لكلّ مقاطعة من المقاطعات التسع في البلاد بصرف النظر عن عدد سكانها، وتنتخب المجالس المحلية في كلّ مقاطعة ممثليها العشرة. أما الغرفة الأخرى للبرلمان وهي الجمعية الوطنية، فتتألف من 400 مقعد، يجري انتخابهم على المستوى الوطني من جميع مواطني جنوب أفريقيا على أساس قانون الانتخابات النسبي المستند إلى قوائم الأحزاب. وتربط بين المجلسين الأعلى والأدنى هيئة تنسيق مشتركة.