طرد لاجئين سوريين من مخيمهم شرقي لبنان

طرد لاجئين سوريين من مخيمهم شرقي لبنان

بيروت

مريم مجدولين اللحام

avata
مريم مجدولين اللحام
06 يونيو 2019
+ الخط -

في تمام الساعة العاشرة من ليل الأربعاء - الخميس، اندلع حريق كبير حاصر مخيماً للاجئين السوريين في لبنان، وهو المعروف باسم مخيم "كاريتاس" في حرف شليفا بالقرب من بلدة دير الأحمر، بمحافظة بعلبك - الهرمل، شرقي لبنان. المخيم الذي يضم 150 خيمة اضطر جميع سكانه إلى تركه، والهرب إلى بلدة إيعات ومدينة بعلبك، ليس بسبب الحريق فقط بل بسبب إشكال وتهديدات بحرق الخيم بمن فيها.

وقد سبق الواقعة حريق آخر وقع في المخيم نفسه، عصر الأربعاء، وأدى إلى إشكال ما بين اللاجئين وعناصر الدفاع المدني (جهاز يتبع وزارة الداخلية)، وتضاربت روايات الطرفين حوله. خبر الوكالة الوطنية للإعلام (الرسمية اللبنانية) جاء فيه: "إصابة أحد عناصر الدفاع المدني ويدعى ح. ج. بجروح بليغة في رأسه، وتحطيم آلية إطفاء كان يقودها، وذلك إثر رشق عدد من الشبان السوريين الآلية بالحجارة، عند محاولته إخماد حريق شبّ داخل حرج بجانب أحد المخيمات التابعة للنازحين السوريين عند مدخل بلدة دير الأحمر، بحجة انزعاجهم من انبعاث الدخان، على حد تعبيرهم. وحضرت على الفور قوة من الجيش ونفذت مداهمات داخل المخيم وأوقفت عدداً من المتورطين بالحادث". كذلك، قال السائق المصاب إنّه بدخوله إلى المخيم انزعج اللاجئون من الغبار الذي أحدثته آليته ومن تأخر وصوله فرجموه بالحجارة حتى أصيب في رأسه.




لكن، في المقابل، يقول بعض اللاجئين من سكان المخيم، لـ"العربي الجديد"، حول الإشكال: "تأخرت سيارات الدفاع المدني (آليات إطفاء وإسعاف طبي) في الوصول لنجدة السكان، ما دفعهم وبعض عناصر نقطة الجيش اللبناني القريبة إلى المسارعة في إطفاء الحريق الذي كاد أن يؤدي إلى كارثة إنسانية كبيرة ستودي بحياة نحو 1500 شخص".

وفي التفاصيل، يقول أحد سكان المخيم إنّهم خلال إطفائهم الحريق "حضر بعض الأشخاص من بلدة دير الأحمر، وهددوا برش المازوت على الخيم وحرق المخيم كلياً، كما جاهروا بالتهديدات تلك بوجود العناصر الأمنية من دون رادع". يتابع: "بعدها بأكثر من ساعة، وصلت آليات الدفاع المدني في ظل هذا التوتر وحصل شجار بين سائق إحداها وأحد السكان حول التأخر، فقال لهم السائق كلاماً مزعجاً ودخل عنوة بين الخيم ناثراً غباراً كثيفاً طاول الموجودين، كما دهس خيمتين بآليته وتسبب بإثارة الهلع والحنق، خصوصاً لوجود أطفال تحت الخيم".



يضيف أنّ ذلك "أثار غضب مجموعة من الشبان فتطور الأمر إلى إشكال كبير رشق فيه الجميع آلية الدفاع المدني بالحجارة فأدى إلى حدوث أضرار مادية فيها وإصابة السائق". كلّ ذلك حدث في تمام الساعة الثالثة ظهراً، ونقل السائق إلى مستشفى "دار الأمل" في بعلبك للمعالجة. وبعد مرور ساعة من الزمن، يقول المصدر، إنّ خبر الحادث انتشر عبر وسائل الإعلام "بشكل مغلوط ومن دون الأخذ برواية اللاجئين". يشرح أنّ "أهالي بلدة دير الأحمر هاجموا المخيم وافتُعل حريق آخر للخيم لعبت فيه القوى الأمنية دور المتفرج"، كما حضر عناصر من البلدية واستخبارات الجيش اللبناني وجرى توقيف 33 لاجئاً اتهموا بالاعتداء على عناصر وآليات الدفاع المدني التي دهست خيمهم.



يقول صاحب خيمة دهست لـ"العربي الجديد"، إنّ طفليه (3 أشهر، و18 شهراً) "كادا أن يذهبا ضحية الكراهية المقيتة" وأنّهم في المخيم يحاولون عدم إزعاج أحد.

وجرى تداول مقطع صوتي قيل إنّه لرئيس الشرطة في بلدية دير الأحمر، سمير ديب، قال فيه إنّه يعطي اللاجئين في مخيم "كاريتاس" مهلة للصباح الباكر، لفكّ خيمهم والرحيل أو ستجرف هي ومن في داخلها. وأخبر اللاجئين بأنّ من الممنوع خروج أيّ شخص من خيمته إلّا للضرورة، كمراجعة طبيب أو مستوصف، وفي هذه الحال أيضاً، عليه أن يبلغ رئيس الشرطة.



من جهتهم، استنكر رؤساء بلديات دير الأحمر وجوارها، ومخاتير المنطقة، وفاعلياتها المختلفة، في بيان، بعد اجتماع عقدوه مساءً "أشد الاستنكار، التعدي السافر من قبل مجموعة من النازحين السوريين على عناصر الدفاع المدني، أثناء تأديتهم واجبهم الإنساني، وإطفاء الحريق الذي شبّ في حديقة أرز الاستقلال، على مدخل دير الأحمر، وأضحى يسبب خطراً على مخيمهم وسلامتهم، وقاموا برشق الدفاع المدني بالحجارة، ما أدى إلى جروح خطيرة لعناصر الدفاع المدني وضرر كبير بالآليات". وصرحوا بأنّه "نتيجة للغضب الشعبي العارم، وحفاظاً على سلامة النازحين، ومنعاَ لتكرار مثل هذه الحادثة، التي قد تؤدي إلى ما لا تحمد عقباه، فقد تقرر: عدم عودة أيّ من النازحين السوريين إلى المخيم، الذي سبق وأخلي اليوم (ليل الأربعاء - الخميس)، على أثر الحادثة المستنكرة تحت أيّ ذريعة، وتكليف شرطة الاتحاد والبلديات، حراسة مداخل المخيم، والحرص على عدم دخوله والعودة إليه، من أي كان، تحت أي مسوغ، وذلك حرصاً على السلامة، وتفادياً لأيّ صدام، ليصار إلى إقفال المخيم بصورة نهائية، وإبلاغ القوى الأمنية كافة بمضمون هذا البيان". وقع البيان رئيس اتحاد بلديات منطقة دير الأحمر، رئيس بلدية بتدعي، جان يوسف فخري، وعدد من رؤساء بلديات المنطقة ومخاتيرها.



يعلق فخري لـ"العربي الجديد"، حول البيان: "القرار يهدف إلى حماية اللاجئين بالدرجة الأولى، فعنصر الدفاع المدني المصاب هو ابن دير الأحمر ولن نستطيع ضبط الشارع ورد الفعل الذي يمكن أن يقع. وبالتالي، فإنّ إقفال المخيم هو الحلّ". يوضح أنّ في دير الأحمر ومحيطها "نحو 6 آلاف لاجئ لم يُطردوا منها بل طلب منهم عدم التجوال فقط، أما هذا المخيم بشكل خاص، فكان لا بدّ من إقفاله وبسرعة".



بدوره، استنكر نائب المنطقة، في البرلمان اللبناني، عن حزب القوات اللبنانية (حزب يعارض النظام السوري، بزعامة سمير جعجع) أنطوان حبشي، في تصريح له من الولايات المتحدة، عبر مواقع التواصل الاجتماعي "التعرض للدفاع المدني، الذي نذر حياته للخدمة الإنسانية، تحت أيّ حجج أو أسباب، من قبل عدد من النازحين في سهل دير الأحمر". كما أثنى على "تدخل الجيش اللبناني لتوقيف الفاعلين فوراً وضبط الأمن"، مطالباً بـ"تفتيش دقيق للمخيم في ظل المعلومات عن افتعال الحريق وظهور أسلحة بيد بعض النازحين وتكرار الإشكالات معهم".




وأعلن محافظ بعلبك الهرمل بشير خضر "فرض منع تجوّل على النازحين السوريين حتى صباح الجمعة، وذلك بعد الاعتداء السافر الذي تعرّض له عناصر الدفاع المدني من قبل نازحين سوريين في دير الأحمر، وبسبب الغضب العارم الذي يسيطر على شباب البلدة، ومنعاً لمزيد من الاحتقان والاستفزاز، وتجنباً لأيّ إشكال قد يطرأ بين الطرفين وحفاظاً على أمن أهالي البلدة والإخوة السوريين على حد سواء، وبعد التواصل مع رئيس بلدية دير الأحمر لطيف القزح"، مؤكداً "المتابعة الحثيثة مع الأجهزة الأمنية لإلقاء القبض على المعتدين". ودعا في بيانه، اللاجئين السوريين إلى "التعاون الكامل مع الأجهزة الأمنية وعدم إيواء أيّ من المعتدين تفادياً لأيّ إجراءات جديدة بحقهم".

ذات صلة

الصورة
نادية عبد العال نازحة فلسطينية في شمال قطاع غزة 1 (العربي الجديد)

مجتمع

في يوم المرأة العالمي، انتظرت الفلسطينية نادية عبد العال النازحة في شمال غزة ستّ ساعات قبل أن تملأ غالونات المياه، وتصعد بها أربع طبقات في مركز الإيواء.
الصورة
بات شغوفاً بعمله (العربي الجديد)

مجتمع

أراد ابن جنوب لبنان محمد نعمان نصيف التغلب على الوجع الذي سببته قذائف وشظايا العدو الإسرائيلي على مدى أعوام طويلة فحولها إلى تحف فنية.
الصورة
ناج من زلزال سورية (العربي الجديد)

مجتمع

بعد نجاته من الموت الذي خطف أفراد أسرته، بات حلم حمزة الأحمد (17 عاماً)، أن يكون لديه طرف اصطناعي ذكي عوضاً عن القدم التي فقدها في زلزال فبراير.
الصورة
وقفة تضامن مع جنوب أفريقيا في لبنان 1 (سارة مطر)

مجتمع

على وقع هتافات مناصرة للقضية الفلسطينية ومندّدة بحرب الإبادة التي تشنّها قوات الاحتلال الإسرائيلي على غزة، كانت وقفة أمام قنصلية جنوب أفريقيا في بيروت.

المساهمون