دروز فلسطين يطالبون بإعادة الاحتفال بعيد الفطر

دروز فلسطين يطالبون بإعادة الاحتفال بعيد الفطر

03 يونيو 2019
دروز فلسطين لا يهادنون إسرائيل (توماس كويكس/فرانس برس)
+ الخط -
تشكل حراك من أبناء طائفة الموحدين الدروز (المعروفيين) في الداخل الفلسطيني، مطالباً بإعادة الاعتراف بعيد الفطر والاحتفال به. ورغم تفاوت الالتزام بالاحتفال بالعيد بين أبناء الطائفة داخل العائلة الواحدة والحي والقرية، فالمشايخ والملتزمون دينياً والعروبيون يحتفلون به رغم المنع الإسرائيلي.

وعن أسباب هذه الظاهرة والتفاوت قال الشيخ سعيد ستاوي من قرية المغار: "عيد الفطر هو عيد توحيدي بامتياز وقيمته معروفة، ولا تقل عن قيمة عيد الأضحى. والفترة بين العيدين تعتبر فترة مقدسة لأنها بين أهم عيدين في السنة. كان الشيء ممنهجا ومدروسا أن ينتزعوا من طائفتنا العيد انتزاعاً، لأن عيد الفطر رمز من رموزنا. وعن طريق التضليل سلخ رمضان وعيد الفطر عن الطائفة وقاموا بمحو رموز وغيروا في طائفته لكي يبعدوها عن محيطها العربي والإسلامي".


وأكد "هذه كانت الخطة بأن ينتزع عيد الفطر، وقاموا بغسل عقول الشباب بالقول إن هذا العيد يخص السُنة وحدهم وليس لأصحاب مذهب التوحيد علاقة به. وإنما عرضت المؤسسة الإسرائيلية علينا إجازات بديلة أخرى، في عيد النبي شعيب وعيد النبي الخضر. في ديننا هذه مصطلحات غير جائزة بدعة، لأنه لا يوجد شيء اسمه عيد النبي إنما هي زيارة لمقام أو ذكرى سنوية. فبدلا من أن نأخذ أربعة أيام في عيد الفطر قاموا باعطائنا عيدي النبي شعيب والنبي خضر. وهكذا تقوم المؤسسة الإسرائيلية بالترويج  للخطة عن طريق أشخاص يتعاملون ومنتفعين ومستفدين منهم".

وأضاف الشيخ ستاوي: "مع مرور الوقت أصبح الإصلاح صعباً، وجرت عدة محاولات من رجال دين ومجتمع وعلماء توحيد. والمحاولة الأخيرة كانت قبل عام عندما انطلقنا مع رجال دين ومجتمع إلى مقام سيدنا الخضر وحاولنا أن نقيم معايدة رسمية بعيد الفطر، بالتنسيق مع الرئاسة الروحية. هناك تمت مهاجمتنا بالعصي والضرب، والشرطة التي كانت موجودة لم تحرك ساكنا. ليس من الهين على المؤسسة الإسرائيلية أن تتنازل عن هذه المؤامرة التي أدت إلى فصلنا واستثمروا بها كثيرا. وهذا العام أيضا سيكون هناك معايدة بعيد الفطر إن شاء الله".

وأوضح الشيخ ستاوي "الالتزام بعيد الفطر قائم بين رجال الدين يحيونه بالصلوات والابتهالات حتى ساعات الفجر وينقلون ذلك للجيل الناشئ، لأنه يوم مقدس، وكذلك الليالي العشر الأواخر وليلة القدر. ومرجعيتنا في البياضة وسورية. نهنئ نفسنا في هذا العيد الكبير وهو رمز للمذهب التوحيدي نفطر على طاعة الله تعالى، ونقيم الصلوات، وتكون الدعوات من عائلات وبيوت عبادة وخلوات، لكن في النطاق الرسمي في المقامات تقمع المعايدات في العلن".

وأشار إلى أنه "رغم محاولة السلطة تبديل الأعياد ورفضهم إعادة عطلة عيد الفطر التي كانت في السابق، إلا أن قسماً كبيراً يعطلون أولادهم عن المدارس والعمل ويعيدون الفطر ولا يلتزمون بالقوانين".

وقال الشيخ سياوي: "أنا أصوم شهر رمضان فهذه فريضة دينية، ولكن مع خصوصية وضعنا وطغيان الماديات على الناس إضافة إلى الضعف والجهل أصبح هناك شعور معين بضعف هذا الواجب واعتبار الصيام نافلة وليس فرضاً. فهناك تفريط عند البعض ولكن قسما كبيرا، لاسيما رجال الدين والمحافظون يلتزمون بالأمر".

وختم بالقول "الملتزمون والعروبيون والمشايخ والمثقفونومن لم يضلل من المجتمع ومن لا يخاف من السلطة الاسرائيلية ومن لم يتجابن لا يزال ملتزم. أما من مولته السلطة وضللته ومسحت دماغه لضعف رصيده العقائدي العلمي والايماني فقد ترك الالتزام".

من جهته قال نايف خير(64 سنة) من قرية البقيعة: "البقيعة البلدة الدرزية الوحيدة التي استمرت في الاحتفال بعيد الفطر منذ زمن الرسول. في يوم العيد الأولاد يرتدون الملابس الجديدة والعائلات تحتفل وتعيّد بعضها، ومع الجيران نعد غداء العيد ونشوي اللحوم. والمجلس المحلي يغلق وكذلك المدارس وكل البلد تكون مغلقة في العيد".


وأضاف "حتى لو قامت السلطات الإسرائيلية في تسجيلنا بالهوية كدروز نحن نبقى عربا والطائفة الموحدة فئة من فئة الإسلام. عندما كنت طفلا صغيرا كان جميع الدروز يحتفلون بهذا العيد بجميع القرى حتى سنوات السبعين (من القرن الماضي). القضية هي أن المؤسسة الإسرائيلية تحاول كل الوقت أن تسلخ الدروز عن العرب والمذهب الإسلامي، ويدّعون أنه لا يوجد لنا علاقة بالعرب. هم ينفذون مبدأ فرق تسد. وهذه قضية سياسية بحت لفصل الدروز عن القومية العربية، وهذا فخ وقع فيه الدروز للأسف الشديد ونفذته الدولة والصهيونية".

وأضاف خير: "تسعون بالمائة من أهل البقيعة وشبابها عندهم وعي سياسي عروبي، وهذا يعود إلى الوعي السياسي للبلدة والدور الكبير للحزب الشيوعي والجبهة التي عملت على الحفاظ على الهوية العربية. وتسعون بالمائة لا يخدمون الخدمة الاجبارية المفروضة على الدروز".

وتابع "اليوم يوجد حراك تنظمه مجموعة تضم شباب طائفة الموحدين الدروز من جميع القرى الدرزية الأخرى مثل بيت جن وحرفيش جولس ويركا، وننادي بالعودة للاحتفال بعيد الفطر". وقال: "حتى عام 1972 كانت المحاكم الشرعية للمسلمين والدروز واحدة، وبعدها فصلتها السلطات الإسرائيلية".

من جهته قال سامر سويد من قرية البقيعة بالجليل:"نحن في قرية البقيعة أبناء الطائفة المعروفية نعيّد عيد الفطر دون انقطاع منذ النكبة والمجلس المحلي والمدارس يكونون في إجازة خلال أيام العيد".

وتابع "وعيد الفطر هذا العام ألغته إسرائيل لأسباب سياسية لكن هو عيد للدروز، وهذا تدخل فظ من قبل الدولة في شؤون داخلية للطائفة الدرزية. وعلى الجميع أن يحيوا عيد الفطر لأن الدروز في جميع الدول العربية يحتفلون به، ويسمونه العيد الصغير. ويمنع عقد الزواج بالفترة بين عيدي الفطر والأضحى. في البقيعة نحن دائما نعيده ونستقبل العيد ونحتفل به. وهناك سبب آخر أيضاً وهو أن الحزب الشيوعي له حضوره وقوته من سنوات الخمسينيات في البقيعة وهذا له تأثيره".