شباب الشرق الأوسط وشمال أفريقيا يريدون الهجرة

شباب الشرق الأوسط وشمال أفريقيا يريدون الهجرة

28 يونيو 2019
خلال إطلاق الدراسة (حسين بيضون)
+ الخط -
أظهرت دراسة مسحية جديدة تعدّ أكبر وأوسع استطلاع للرأي في منطقتي الشرق الأوسط وشمال أفريقيا قياساً بعدد المشاركين والدول التي شملها، أعدتها شبكة البارومتر العربي للبحوث المستقلة لصالح قناة "بي بي سي" عربي، أن نحو نصف البالغين ما دون الثلاثين عاماً في إحدى عشرة دولة عربية يفكرون في الهجرة.

وأعرب واحد من كل خمسة مشاركين في الاستطلاع عن رغبة في الهجرة بسبب الضغط الاقتصادي عموماً. وكانت نسبة شباب لبنان واليمن الأقل بالمقارنة مع شباب الأدرن والمغرب الذين تعدت نسبة الراغبين في ترك الوطن نحو دول الخليج وأوروبا بينهم الأربعين في المائة. في ست مناطق، يفكر في الهجرة عدد أكبر مما كان الوضع عليه في عام 2013، وقد شهد الأردن أكبر زيادة في هذا المجال، إذ ارتفعت نسبة الراغبين في الهجرة هناك من الربع في عام 2013 إلى النصف تقريباً في الوقت الحالي.

ويبدو أن أوروبا ما زالت الملجأ المفضل للراغبين في الهجرة من المناطق العربية، ولكن نسبة أولئك الذين يقولون إنهم سيختارون أوروبا مقصداً قد انخفضت من 51 في المائة في عام 2016 إلى 42 في المائة اليوم. من جهة أخرى، ارتفعت نسبة الذين يفكرون في الهجرة إلى أميركا الشمالية من 23 في المائة إلى 27 في المائة، في وقت انخفضت نسبة الذين يريدون الهجرة إلى دول الخليج انخفاضاً طفيفاً لتبلغ 20 في المائة. وبالنسبة للذين يفضلون الهجرة إلى باقي دول المنطقة عدا الخليج، فقد تجاوزت الضعف لتستقر عند 11 في المائة.

واعتمدت الدراسة على مقابلات شخصية، واستطلاعات رأي مكتوبة. كما شارك فيها أكثر من 25 ألفاً من سكان عشر دول عربية (لبنان، الأردن، تونس، الجزائر، تونس، المغرب، ليبيا، العراق، اليمن، مصر)، إضافة إلى الأراضي الفلسطينية في أواخر عام 2018 وربيع عام 2019. وشمل مواضيع عدة كالتحرش والسياسة والدين وحقوق المرأة والهجرة في سبعة رسوم بيانية.

وخلص البحث إلى أن نسبة ابتعاد الشباب عن التدين إلى ازدياد في كل البلاد المذكورة باستثناء اليمن. وكانت نسبة غير المتدينين في مجموعة من هم دون الثلاثين 18 في المائة، عدا اليمن الذي انخفضت فيه النسبة من 12 في المائة في عام 2013 قبل "عاصفة الحزم" واندلاع الحرب الداخلية إلى 5 في المائة في عام 2019. 

سياسياً، بيّنت نتائج المناطق التي أجري فيها الاستطلاع أن أكثر من نصف الشباب في 7 من البلدان الأحد عشر المستطلعة عن رضاهم عن سياسات الرئيس التركي رجب طيب أردوغان حيال الشرق الأوسط، في مقابل عدم رضى واضح عن الرئيس الأميركي دونالد ترامب وسياساته الشرق أوسطية بالمقارنة مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، باستثناء لبنان وليبيا ومصر، إذ فضل المشاركون فيها سياسات بوتين على سياسات أردوغان.

بعض من نتائج الدراسة (حسين بيضون) 

وفي الملف الأمني، أظهرت الدراسة أن إسرائيل تمثل الهاجس الأمني الأكبر، وتأتي على رأس قائمة التهديدات للاستقرار والأمن الوطني في مناطق عديدة في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، لا سيما تلك الملاصقة جغرافياً لإسرائيل مثل لبنان والأراضي الفلسطينية. أما سكان المناطق المجاورة لإيران، فاعتبروها مصدر التهديد الأكبر مثل العراقيين واليمنيين.

في السياق، كان البارومتر قد أوضح في عام 2013 أنّ سكان الجزائر والأردن والعراق كانوا قد اعتبروا أن بلدانهم أقرب إلى الديمقراطية منها إلى الديكتاتورية، لكنهم غيروا آراءهم اليوم، وأصبح الجزائريون أكثر تشاؤماً، ولم ير إلا ربعهم أن بلادهم ديمقراطية. كما يقول 50 في المائة من المغاربة إن بلادهم أقرب إلى الديكتاتورية منها إلى الديمقراطية بعكس غالبية المصريين الذين يرون أن بلادهم تتجه نحو الديمقراطية، وهو أمر قد يجده كثيرون غريباً إذا أخذنا في الحسبان شكل نظام الحكم في مصر حالياً.

وكشفت الدراسة المسحية عن وجود تناقض في الآراء في ما يخص مساواة المرأة مع الرجل، وكانت المفاجأة أن المنطقة العربية التي تُعرف برفض مبدأ تمكين المرأة، أظهرت تقبلاً واسعاً لفكرة تولي المرأة مواقع قيادية. وساند غالبية المشاركين في الاستطلاع حق المرأة في أن تصبح رئيسة للحكومة أو رئيسة للجمهورية في بلادهم ذات الغالبية الإسلامية باستثناء الجزائر، إذ رفض أكثر من نصف عدد المشاركين فيها حق المرأة في أن تصبح رئيسة للدولة.



في الوقت نفسه، أولئك الذين أيدوا تولي المرأة إدارة الشؤون السياسية، وجدوا أنه ينبغي للزوج أن يكون له القول الفصل في القرارات الأسرية. وبحسب المسح، وافق ثلاثة أرباع السودانيات على ذلك. أما المغرب، فكان البلد الوحيد بين دول الاستطلاع الذي رأى أقل من نصف سكانه أنه من حق الزوج أن يكون له القول الفصل في المنزل.

وتباينت درجة تقبل المثلية الجنسية في البلدان العربية، وكانت النتيجة منخفضة جداً على العموم. وفي لبنان، أظهرت النتائج أن 6 في المائة فقط يتقبلون المثلية، و5 في المائة في الضفة الغربية. 

وحول موضوع القتل "غسلاً للعار"، بدا أن الجزائر البلد الأكثر تقبلاً.