تلميذة سورية تحصل على جائزة التأثير الاجتماعي في فرنسا

رحاب عزام... تلميذة سورية تحصل على جائزة التأثير الاجتماعي في فرنسا

26 يونيو 2019
رحاب عزام تحمل جائزتها برفقة فريقها ( فيسبوك)
+ الخط -
عاشت رحاب عزام (15 سنة) تغييراً هائلاً في حياتها بعد مغادرتها سورية إلى فرنسا قبل ثلاث سنوات، لتجد نفسها، مع والديها وإخوتها، أمام تحديات حياة جديدة بالكامل، وأصعب تلك التحديات كان تعلم اللغة الفرنسية.

من واقع تجربتها، استلهمت الصبية السورية فكرة مشروع اقترحته على مدرستها "كولج نيلسون مانديلا"، لتعمل عليه مع زملائها وأساتذتها طيلة شهور، قبل أن تتمكن في النهاية من الفوز بالجائزة الكبرى للتأثير الاجتماعي في مسابقة "إنفوأفونير" التي تعقد في العاصمة باريس.

عانت رحاب وأسرتها من حاجز اللغة بعد وصولهم إلى فرنسا، وكانوا بحاجة للمساعدة في تسيير أوراقهم الإدارية، فضلاً عن تفاصيل حياتهم اليومية، علماً أن تكاليف خدمات الترجمة باهظة.

اقترحت الفتاة على مدرستها المشاركة في المسابقة من خلال تطبيق للهواتف الذكية يقدم خدمة الترجمة للناطقين بالعربية من خلال شبكة من المتطوعين الذين يعرضون خدماتهم، بحيث يستطيع المترجم المتطوع تحديد الجوانب التي يريدها، ويمكن لمستخدم التطبيق أن يبحث عن أقرب متطوع في منطقته للحصول على المساعدة.

قامت عزام بتجهيز النسخة العربية من التطبيق بنفسها، وضمنته لغات مثل الألمانية والإسبانية والبرتغالية والإنكليزية والصينية، واختارت اسم Allothôt للتطبيق الذي كان ثمرة عمل جماعي، لتُمنح الجائزة باسم المدرسة.

تبدي رحاب اهتماماً بالتكنولوجيا، وتتابع تطبيقات الهواتف المحمولة، مما ساعدها للتفكير في المشروع، وينتظر أن تقيم المدرسة تكريماً خاصاً بمناسبة الفوز بالجائزة خلال الأسبوع المقبل.

وقالت رحاب لـ"العربي الجديد"، إنها تنتظر إطلاق التطبيق بشكل رسمي، وبدء استخدامه، "تقدمت المدرسة بطلب للبلدية لتمويل المشروع وإطلاقه، وسيبدأ على نطاق صغير، ونطمح أن يتوسع ليشمل فرنسا كلها"، مضيفة أنها تطمح في أن تصبح صيدلانية.


ولم تتجاهل الصبية السورية اللغة العربية، فهي تدرس منهاج اللغة العربية السوري بالتوازي مع دراستها في فرنسا، ويتولى جدها، وهو مدرس اللغة العربية المقيم في سورية، تدريسها من خلال جلسة أسبوعية عبر تطبيق "سكايب"، حرصاً على إتقانها اللغة العربية كما لو أنها لم تترك بلدها.


ويهدف برنامج "إنفوأفونير" إلى زيادة وعي الشباب بالتكنولوجيا الرقمية، وتشمل المسابقة طلاب المدارس المتوسطة والثانوية، ويدعم الكشف عن مواهبهم من خلال العمل طوال العام الدراسي على مشاريعهم، والبحث عن حلول للتساؤلات والعقبات التي تواجههم بمساعدة المشرفين.

وتدور موضوعات المسابقة حول قضايا متنوعة مثل البيئة والغذاء والنقل والتواصل والرياضة والترفيه، وفي نهاية كل مشروع يتعين على كل الفصل الدراسي المشارك تقديم نموذج أولي للمشروع الرقمي على شكل تطبيق للهواتف، أو روبوت، أو لعبة فيديو، أو موقع إنترنت.

المساهمون