البرازيل تخنق العلوم الاجتماعية والإنسانية

البرازيل تخنق العلوم الاجتماعية والإنسانية

25 يونيو 2019
تعاني البرازيل من أشكال عنف عديدة(كارل دي سوزا/فرانس برس)
+ الخط -
الفائزون في أولمبياد الرياضيات البرازيلي السنوي للمدارس العامة، يحصلون في المرحلة الجامعية على دراسات متقدمة في الرياضيات، بالإضافة إلى راتب شهري قدره 100 ريال برازيلي (26 دولاراً أميركياً) يدفعها المجلس الوطني لتطوير العلوم والتكنولوجيا. وفي عام 2018، وصل عدد الفائزين إلى 7500 بحسب تقرير لموقع "تايمز هاير إيديوكيشن" الأكاديمي المتخصص.

الأولمبياد مثل مبادرات عديدة تتجه إلى المدارس للبحث عن الأطفال ذوي الكفاءة العلمية. وهناك مسابقات أولمبياد في مجالات الروبوت والفيزياء والكيمياء والأحياء وتكنولوجيا المعلومات. وهكذا فإنّ من غير المستغرب أن يحرص وزير العلوم ماركوس بونتيس، وهو أول رائد فضاء برازيلي، على تعزيز مواد العلوم التطبيقية في المدارس. وقد أطلق بونتيس برنامجاً بقيمة 100 مليون ريال برازيلي (26 مليون دولار) مع وزارة التعليم لتحفيز مناهج التدريس المبتكرة في المدارس العامة. وعند إطلاق البرنامج، قال إنّه من خلال "الإنفاق" الصحيح، يمكن أن يصبح كلّ فتى "عالماً ورجل أعمال ناجحاً ومواطناً منتجاً".

مع التشديد على أهمية هذه التوجهات، تقول معدّة التقرير، المستشارة التربوية سارا أوسوليفان، إنّ البلاد تهمل تماماً العلوم الاجتماعية والإنسانية بالرغم من أهميتها على مستوى حلّ الأزمات. فالبرنامج الفيدرالي لابتعاث الطلاب إلى الجامعات الأجنبية والذي أرسل حتى الآن أكثر من 90 ألف طالب للدراسة عاماً أكاديمياً واحداً على الأقل في الخارج، لا يتضمن اختصاصات العلوم الاجتماعية والإنسانية. ولم تنجح معركة قانونية لتضمين تلك الاختصاصات في البرنامج عام 2013.




هذا الاستبعاد ليس ظاهرة جديدة في البرازيل، فبين عامي 1964 و1985، أزيل علم الاجتماع والفلسفة من المناهج المدرسية. وفي عام 2016، اقترحت وزارة التعليم أن يصبح علم الاجتماع والفلسفة مادتين اختياريتين فحسب في مناهج المدارس الثانوية.

يأتي كلّ ذلك بينما تجد البلاد نفسها في صراع مع مشاكل ديمغرافية متنامية ومتباينة، إذ يزداد خصوصاً العنف المجتمعي، ويمكن للمرء أن يتصور، بحسب أوسوليفان، أنّ التفكير الناقد، ومهارات حلّ المشاكل، ومهارات التواصل، وكلّها من أسس العلوم الاجتماعية والإنسانية، ضرورية من أجل استكشاف حلول مستدامة لتلك الأزمات.

المساهمون