مستوطن إسرائيلي أسس بؤرة استيطانية في "خربة مسعود" الفلسطينية

مستوطن إسرائيلي متخفياً بهيئة راعي أغنام أسس بؤرة استيطانية بـ"خربة مسعود" الفلسطينية

19 يونيو 2019
مستوطنون في قرية خربة مسعود الفلسطينية (فيسبوك)
+ الخط -

قبل عدة أشهر، وصل مستوطن إسرائيلي متخفياً بهيئة راعي أغنام إلى تلة مرتفعة تتبع لخربة مسعود، القريبة من قرية صغيرة تسمى ظهر العبد جنوب غرب جنين شمال الضفة الغربية المحتلة. ولم تمض سوى فترة قصيرة حتى تحول المكان لنقطة تجمع لعشرات المستوطنين الذين أقاموا بيوتاً متنقلة وأحضروا جرارات زراعية وخيولاً، وسيطروا على المكان برمته.

رئيس مجلس قروي ظهر العبد، طارق عمارنة، أوضح أن قوات الاحتلال جندت عناصرها المدججين بالسلاح لحماية المستوطنين، وملاحقة أي مواطن يحاول الوصول لأرضه من خلال تسيير الدوريات العسكرية على طول الخط الفاصل بين المناطق المصادرة ومساكن المواطنين.

وأشار عمارنة في حديث مع "العربي الجديد"، إلى أن القرية تقع في المناطق المصنفة "ج" وفق اتفاق أوسلو، ما يعني أنها تحت السيطرة الإسرائيلية الإدارية والأمنية الكاملة.

والأراضي المصادرة في تلك الخربة تزيد مساحتها عن عشرات الدونمات، بعضها يعود لمزارعين فلسطينيين ويملكون أوراقا خاصة بذلك، في حين أن الجزء المتبقي هي "مشاع" أي أراضي دولة.

وبرزت معالم تلك الخطوة الإسرائيلية جلية من خلال شق جرافات الاحتلال الطرق لتسهيل وصول المستوطنين للمكان، ووضع الكرافانات وتوصيل المياه والكهرباء، لتؤسس بذلك لبؤرة استيطانية جديدة على أراضي المواطنين، وفق ما أوضح عمارنة.

ورغم خطورة الإجراء الإسرائيلي، إلا أن أحدا من الجهات المعنية لم يتواصل مع عمارنة، الذي يستعد لتقديم شكوى قانونية للقضاء الإسرائيلي، مطالبا بضرورة متابعة الموضوع على كافة الصعد وتوفير الدعم المادي والمعنوي لسكان الخربة والقرى الصغيرة لتثبيتهم في أرضهم، خاصة في ظل معاناتهم اليومية من جيش الاحتلال ومستوطنيه.

كثيرة هي القرى الفلسطينية المنسية والمغيبة عن الإعلام، رغم تعرضها لسلسلة طويلة من الاعتداءات الإسرائيلية التي تتمثل بسرقة أراضيها لصالح إقامة البؤر الاستيطانية أو لصالح جدار الفصل العنصري، إضافة لخنقها ومنع سكانها من التحرك والعمل في الزراعة والرعي. في حين تعد قرية ظهر العبد نموذجا صارخا للقرى الصغيرة التي تتعرض لحرب معلنة من حكومة الاحتلال وقواتها العسكرية.

وسميت قرية ظهر العبد بهذا الاسم، نظرا لأنها مقامة على تلة جبلية، تُسمى "الظهر" ولاحقا أضيفت إليها كلمة "العبد"، وتبلغ مساحتها نحو 1200 دونم، ومنها يرى الساحل الفلسطيني بوضوح، إذ ترتفع نحو 270 مترا عن سطح البحر، وتبتعد عن جنين نحو 30 كيلومترا، و8 كيلومترات عن يعبد، التي يعود إليها أصل غالبية سكان الخربة البالغ عددهم نحو 900 نسمة، وتحديدا إلى عائلة "عمارنة" الفلسطينية.

الموقع الاستراتيجي للقرية، خاصة وقوعها على الحد الفاصل ما بين فلسطين المحتلة عام 1967 وفلسطين المحتلة عام 1948، كان له آثار سلبية على القرية الوادعة، حيث سرق جدار الفصل العنصري نحو 400 دونم من أراضيها.

ليس هذا وحسب، بل حرم الاحتلال المواطنين من الوصول إلى أراضيهم خلف الجدار، بعد أن رفض منحهم التصاريح اللازمة لذلك، فهجر غالبيتهم الزراعة والرعي، وتحولوا تدريجيا للعمل في الوظائف الحكومية والتجارة.

وتلاصق قرية ظهر العبد، قرية زبدة، التي يبلغ عدد سكانها نحو 750 نسمة، ويرجع اسمها -وفق الباحثين- إلى كلمة (زبدين) السريانية بمعنى الزبدة أو مكان صنع الزبدة، ومن الجهة الأخرى تجاورها خربة مسعود، التي لا يزيد عدد سكانها عن مائتي شخص.

وحظيت ظهر العبد باهتمام حكومي ورسمي أخيراً، وحصلت على دعم مالي من الاتحاد الأوروبي، ما ساعدها على افتتاح مبنى متعدد الاستخدامات وحديقة عامة، بكلفة 300 ألف يورو(نحو 336 ألف دولار أميركي).

ويحتوي البناء متعدد الاستخدامات على مكاتب للمجلس القروي في ظهر العبد، بالإضافة إلى نادي شباب رياضي وقاعة متعددة الاستخدامات للاحتفالات والمناسبات الاجتماعية والعامة في القرية، والحديقة العامة التي تهدف أيضا إلى خدمة القرى المُجاورة.