عراقيون ينقلون مرضاهم بعربات الخضر والبضائع

عراقيون ينقلون مرضاهم بعربات الخضر والبضائع بسبب نقص سيارات الإسعاف

18 يونيو 2019
نقل المرضى بسيارات البضائع والخضر (فيسبوك)
+ الخط -
أصبح منظر نقل المصابين والمرضى بسيارات مخصصة لنقل البضائع والخضر، مألوفاً في شوارع العراق بما في ذلك في العاصمة بغداد، جراء النقص الكبير في عدد سيارات الإسعاف من جهة، وتأخر وصول ما توفر منها من جهة أخرى، نتيجة ما يعتبره المواطنون فساداً وضعفاً في الإدارة من قبل وزارة الصحة.

ووصل الأمر إلى نقل الجرحى وانتشالهم من مواقع التفجيرات والحوادث الإرهابية والمرورية بعربات بيع الفواكه والخضر في كثير من الأحيان.

ناشطون نشروا صوراً ومقاطع تسجيلية لعمليات نقل جرحى ومرضى إلى مستشفيات البلاد بهذه السيارات وسط انتقادات لاذعة للحكومة العراقية ووزارة الصحة تحديداً.

وفي السياق، يقول الناشط المدني رافد البصري إنّ "مشهد نقل الجرحى والمرضى إلى المستشفيات بسيارات الحمل أصبح مألوفاً في شوارع العراق للأسف، وهو مؤشر على حجم الفساد المستشري في وزارة الصحة والحكومة العراقية برمتها، وفي كثير من الأحيان يصل المصاب أو المريض متوفىً إلى المستشفى".

ويضيف البصري لـ"العربي الجديد"، إنّ "وزارة الصحة تتذرع بنقص سيارات الإسعاف ولكن المشكلة أن الأعداد المتوفرة منها أيضاً لا تصل إلى مواقع الحوادث إلا متأخرة، ما يجبر الأهالي على نقل مصابيهم ومرضاهم بسيارات مخصصة لنقل البضائع والفواكه والخضروات في منظر أقل ما يقال عنه إنه معيب جداً بحق الحكومة ووزارة الصحة".

ونشر ناشطون صوراً وتسجيلات أظهرت عملية نقل مصابين ومرضى في سيارات الفواكه والخضر إلى المستشفيات، وعلق بعضهم عليها: " بهذه الطريقة يتم نقل المريض في العاصمة الاقتصادية للعراق والتي تستحوذ على أكبر حقل نفطي في العالم، إنها البصرة يا سادة".

بدوره تساءل أحمد الخالدي من أهالي بغداد: "هل يعقل في عام 2019 أن نضطر لنقل مرضانا إلى المستشفيات بسيارات الخضر والفواكه؟ هذا لم يحدث في أفقر دول العالم! والمصيبة أن الوزارة تتذرع بنقص في عدد سيارات الإسعاف ولكن هذا ليس كل الحقيقة لأن هناك فسادا كبيرا في الوزارة يسبب تأخر وصول  سيارات الإسعاف".

وأضاف الخالدي لـ"العربي الجديد": "أصيب والدي بجلطة مفاجئة واتصلنا بالإسعاف وأبلغونا بعدم توفر سيارة لنقله، وخشية على حياته اضطررنا لنقله بسيارة نوع "بيك آب" مخصصة لنقل الفواكه والخضروات فهل يعقل هذا في عصر السرعة؟".


ووصل الأمر إلى نقل المصابين جراء التفجيرات الإرهابية التي تضرب مدن العراق بين آونة وأخرى ومنها العاصمة بغداد، بالعربات الخشبية المخصصة لبيع الخضروات في الأسواق الشعبية.


ويقول الناشط الحقوقي سلام الملا: "ما يجري في العراق بهذا الصدد مخزٍ جداً فلم يقتصر الأمر على نقل المصابين والمرضى بسيارات الحمل، بل كثيراً ما شاهدنا بأعيننا نقل الجرحى من مواقع التفجيرات بالعربات الخشبية المخصصة لبيع الخضر".


ويكشف الملا عن تلقي بعض كوادر الإسعاف وسائقيها مبالغ مالية مقابل الوصول إلى موقع الحادث لنقل مصاب أو مريض، وهو ما يصفه الملا بالاستخفاف بأرواح المواطنين وفساد إدارة وزارة الصحة.

وأجرت صفحات ومواقع إلكترونية عراقية، استبياناً، استقت فيه آراء المواطنين في عملية الإسعاف، وأظهرت الحاجة الماسة لمزيد من سيارات الإسعاف وتخصيص خط سير لها لتتنقل بسلاسة وسط الزحامات المرورية.

مراقبون كشفوا عن وجود مشاكل أخرى بحاجة لحلول عاجلة، منها تخصيص خط سير محدد لسيارات الإسعاف لتجنب الزحامات المرورية وإيصال المرضى والمصابين إلى المستشفيات بالسرعة القصوى، وضرورة استيراد المزيد من سيارات الإسعاف المجهزة بالوسائل الحديثة وتدريب كوادر طبية متخصصة بالإسعاف.


ومن المضحك المبكي، حسب مؤرخين، أنّ الخليفة هارون الرشيد قبل أكثر من ألف و200 عام تقريباً، أمر بتخصيص عربات مجهزة تجرّها الخيول لنقل المصابين والمرضى وكبار السن إلى مستشفى بغداد الذي كان أول مشفى في ذلك العصر حينما كانت بغداد تعرف بدار السلام.

المساهمون