منظمات حقوقية: تردي أوضاع 20 ألف محتجز تونسي بليبيا

منظمات حقوقية: تردي أوضاع 20 ألف محتجز تونسي في ليبيا

18 يونيو 2019
جانب من المؤتمر الصحافي (العربي الجديد)
+ الخط -
أعلنت منظمات حقوقية تونسية وليبية عن أوضاع صعبة يعيشها التونسيون العالقون في ليبيا من عمال وسجناء وموقوفين بينهم نساء وأطفال، ويقدر عددهم بنحو 20 ألفاً، في ظل تدهور حقوق الإنسان وتردي الأمن، متظرقة إلى ظروف المهاجرين السريين المحتجزين في مراكز الإيواء الليبية وفي تونس.

وقال أمين عام المنظمة العربية لحقوق الإنسان بليبيا عبد المنعم الحر، في مؤتمر صحافي عقد في تونس اليوم الثلاثاء، إنه يصعب الحديث عن حقوق الإنسان في ليبيا في ظل الفوضى الحاصلة والوضع الأمني المتردي وانتشار المليشيات المسلحة، حيث تعمل السلطات الليبية جاهدة على الإيفاء بتعهداتها والالتزام بالاتفاقيات الدولية، ولكن انهيار المؤسسات الرسمية يعقد الجهود.

وأضاف عبد المنعم في تصريح لـ"العربي الجديد" أنه يوجد في ليبيا 700 ألف مهاجر سري و20 مركز إيواء رسمي للهجرة السرية تحوي ما بين 3500 و4000 مهاجر. وأكد أن الوضع في ليبيا مأساوي، وأن السلطات الليبية غير قادرة على تأمين مواطنيها فما بالنا بالأجانب.

وقال إن الفكر الإرهابي ينمو في ظل الوضع الحالي، وتنشط منظمات الهجرة السرية، وهناك مخاوف من إمكانية تزايد موجات الهجرة إلى أوروبا خلال هذا الصيف، معتبرا أن إيطاليا ومالطا تنتهكان قرارات المحاكم الدولية بإعادة ترحيل المهاجرين إلى ليبيا أو تونس.

وأشار رئيس المرصد التونسي لحقوق الإنسان، مصطفى عبد الكبير، إلى وجود 20 ألف تونسي حاليا في ليبيا بين عمالة وموقوفين ومسجونين، لافتاً أيضاً إلى وجود 300 تونسي موقوفين في السجون الليبية، وأكثر من 39 طفلاً في دور الرعاية ومراكز الإيواء الليبية، ونحو 20 امرأة، ولا بد من تحرك الدولة وإيجاد الحلول لهؤلاء.

وأضاف عبد الكبير في تصريح لـ"العربي الجديد" أن الوضع الأمني في ليبيا صعب، ولا بد من استراتيجية للنظر في الملفات العالقة، مؤكدا أن نحو 200 طفل من أبناء مقاتلين تونسيين في صفوف "داعش" موجودون في سجون سورية والعراق وليبيا.

وبيّن أن عدد التونسيين المفقودين يقدر بنحو 23 شخصا بينهم امرأة واحدة، مشيرا إلى أن على الدولة التونسية تحمل مسؤوليتها في حلحلة الملفات العالقة، والعودة بالأطفال لأنهم أبناء تونس، والنظر في ملف الموقوفين دون محاكمات.

ونبّه إلى أن أوضاع هؤلاء صعبة تحت أصوات القصف، وانتشار الأمراض والأوبئة داخل السجون، مؤكدا أن ملف المهاجرين السريين يحتاج إلى استراتيجية جديدة، ويجب حله سريعا في ظل التدفقات الحالية.

أما رئيس منظمة التعاون والإغاثة العالمية بليبيا جمال المبروك علي، صرح لـ"العربي الجديد" بالقول إن "غياب الاستقرار الأمني وانفلات الوضع في ليبيا أدى إلى تدفق غير مسبوقة للمهاجرين السريين؛ ورغم تقلص أعداد المهاجرين في الأشهر الأخيرة من جراء تدهور الأمن، إلا أنه على الاتحاد الأوروبي التدخل لأن استمرار الوضع على ما هو عليه سيعقد الأمور أكثر".

وأشار والد فتاة تونسية موقوفة في مصراتة بليبيا، رضا شيخ روحه، أن ابنته من مواليد 1983 وهاجرت بطريقة سرية للالتحاق بزوجها، ورغم أن القضاء لم يدنها، إلا أنها تعجز عن العودة، مؤكداً أن وضعها سيئ والحادثة أثرت على العائلة بأسرها.

وطالب الوالد رضا شيخ روحه، السلطات التونسية بتسهيل عودة ابنته إلى تونس في أقرب وقت، خصوصاً أنه لا يعرف ما قد يحصل لها بسبب تردي الوضع الأمني.

المساهمون