النازحون السوريون يشكون سوء الخدمات في مخيّماتهم

النازحون السوريون يشكون سوء الخدمات في مخيّماتهم

18 يونيو 2019
قليل من المرح (عارف وتد/ فرانس برس)
+ الخط -

يفتقد النازحون السوريون في الداخل، والذين يعيشون في عدد من المخيمات، إلى الكثير من الخدمات الأساسية التي تساعدهم على العيش، من كهرباء ومياه وغيرهما. والبدائل تزيد أعباءهم المعيشية ومعاناتهم في البلاد.

يعيش النازحون والمهجّرون السوريون في العديد من المخيمات داخل الأراضي السورية، في وقت ما زال جزء منهم في العراء بعدما هربوا من القصف على أرياف إدلب وحماة، في ظل تدني مستوى خدمات البنية التحتية، على رأسها مياه الشرب والكهرباء وشبكات الصرف الصحي، ما يفاقم معاناتهم في الحصول على متطلبات الحد الأدنى للعيش.

يقول عماد غالي، أحد سكان مخيم الركبان في عمق البادية السورية على الحدود السورية ـ الأردنية، لـ "العربي الجديد": "تضخ المياه من الجانب الأردني إلى نقطة داخل المخيم ونقطة خارج المخيم. المياه كافية، باستثناء الأوقات التي تقطع فيها نتيجة أعطال، ما يتسبب في حدوث ازدحام وأحياناَ مشاكل، خصوصاً أنه لا غنى عن المياه في الحياة". يضيف غالي أن الكهرباء لا تتوفر في المخيم، في حين أن قلة من العائلات الميسورة نوعاً ما تملك طاقة شمسية داخل الخيمة أو الغرفة، لتأمين الإنارة ليلاً وشحن الهواتف. كما أن عائلات قليلة تصنف "غنية"، تشغّل مولدات الكهرباء ليلاً. ويلفت إلى أن "المشكلة الأكبر في المخيم هي الصرف الصحي. وكثيراً ما تصير مياه المطابخ في الشارع، ما يجعلها جاذبة للحشرات وتصدر عنها روائح كريهة جداً، "بالتالي عليّ تنظيفها دورياً. وعلى الرغم من ذلك، لا يتحسن الوضع. كما أن المراحيض عبارة عن حفر". يضيف: "وضعي المادي مقبول، وقد استطعت تغطية الحفر بشادر بلاستيكي، علماً أن الكثير من تلك الحفر في المخيم غير مغطاة، وتصدر عنها روائح كريهة". ويبين أنه ما من جهة تعمل على إزالة القمامة من بين الخيام، لتتكدّس من دون أي أفق لإزالتها، في وقت يعمد البعض إلى حرق قمامته أو تلك الموجودة قرب خيمته، فتنبعث روائح كريهة، معرباً عن مخاوفه من أن تؤدي القمامة إلى انتشار الأمراض، خصوصاً بين الأطفال.

من جهته، يقول عضو منظمة "منسقو الاستجابة" طارق الإدلبي، لـ "العربي الجديد": "هناك الكثير من المشاكل الخدماتية بالنسبة للنازحين المقيمين في العراء في ريف إدلب، والمشكلة الأكبر هي عدم توفر المراحيض. الناس تضطر إلى قضاء حاجتها في العراء، ما يؤدي إلى تفاقم المعاناة بين النساء". يضيف أنه لا توجد كهرباء، وينتهي اليوم عندهم مع غياب الشمس، في حين يضطرون إلى شراء المياه من بعض الصهاريج الخاصة، ما يزيد من أعبائهم المعيشية اليومية.




المعاناة موجودة أيضاً في مخيمات النازحين في الشمال. يقول المهجر من جنوب دمشق إلى مخيم دير بلوط في الشمال السوري، رامي السيد، لـ "العربي الجديد": "نحن اليوم في المخيم بلا كهرباء. من لديه المال يؤمّن لنفسه طاقة شمسية. ومن ليس لديه المال يعيش في العتمة. أما مياه الشرب، فنشتريها على حسابنا، إذ أن تلك التي تأتي بها إدارة المخيمات غير كافية. دائماً هناك مشاكل بسبب عدم تنظيم الأدوار بين الناس. والبعض لا يحصل على المياه". يضيف: "في الوقت الحالي، تحسنت خدمات الصرف الصحي قليلاً، بعدما مدّد الدفاع المدني شبكات لمنع تجمّع مياه الأمطار. لكن بعض الأشخاص استخدموها للصرف الصحي. وفي ما يتعلق بالقمامة، هناك حاويات تفرغ يومياً". ويلفت إلى "وجود مشاكل في الخدمات، كعدم توفر المواصلات؛ إذ إن المخيم بعيد عن المدن، ما يجعل الناس تتحمل تكاليف مرتفعة، أو تضطر إلى السير مسافات طويلة. ويعاني الأهالي بسبب انتشار البطالة، خصوصاً أن المخيم بعيد عن المدن، فيعتمدون على المساعدات".

من جهته، يتحدث يزن علي عن واقع المخيمات في ريف حلب الشمالي الشرقي. يقول لـ "العربي الجديد": "في منطقتنا الكثير من المخيمات، وقد بدأ استبدال الكرفانات بغرف. وزاد عدد أفراد بعض العائلات خلال السنوات الماضية، في وقت ضعفت البنية التحتية". يضيف: "داخل بعض مخيمات الكرفانات تمديدات صحية ومولدات. ويحصل الناس على الكهرباء في مقابل مبلغ مالي شهري. أما في مخيمات الخيام، فالمراحيض مشتركة. إلا أن بعض الأهالي من البيئات المحافظة لا يتقبلون الأمر، فيحفرون جورة إلى جانب الخيمة للمياه الآسنة". ويلفت إلى أنه "في الشتاء، تغرق الخيام بمياه الأمطار أو مياه الصرف الصحي. ويشمل الأمر الكرفانات التي تبقى أفضل من الخيام نسبياً، علماً أنه يصعب البقاء في داخلها خلال فصل الصيف، إذ تصير أشبه بفرن".



أما في مراكز الإقامة المؤقتة، فيبدو الوضع أفضل بقليل، بسبب وجود عدد أقل من النازحين، وإشراف منظمات عليها بشكل مباشر. يقول عضو منظمة "هيئة ساعد الخيرية" والمسؤول في مركز معرة الإخوان المؤقت للنازحين في إدلب، سالم خلف، لـ "العربي الجديد": "في مركزنا، يتم تأمين المياه من بئر قرب المركز، وتبلغ حصة الفرد 35 لتراً من المياه. لكن هناك هدر من قبل الوافدين، لتصبح حصة الفرد 60 لتراً من المياه". يضيف: "بالنسبة للصرف الصحي، فإنه موصول بشبكة الصرف في المنطقة، عدا عن تولي كادر صيانة ونظافة التنظيف والصيانة يومياً. ويتم تشغيل وتدفئة بعض المراحيض بواسطة السخانات في الشتاء، في وقت تستخدم الطاقة الشمسية صيفاً. وتفتح لقاطني المركز يومين في الأسبوع، إضافة إلى يوم الجمعة". يتابع أن "الكهرباء في المركز تؤمن بواسطة مجموعات الطاقة الشمسية ومولدات الكهرباء. كما تؤمن التدفئة للخيام بواسطة سخانات تعمل على البنزين في الشتاء، والتهوية بواسطة مضخات الهواء صيفاً".