أوّل استراحة تحمل ذوي الإعاقة إلى شاطئ غزة

أوّل استراحة تحمل ذوي الإعاقة إلى شاطئ غزة

غزة

ماهر عبد الرحمن

avata
ماهر عبد الرحمن
15 يونيو 2019
+ الخط -
بشكل شبه يومي، تتردد الفلسطينية لبنى أبو حصيرة (38 عاماً)، وهي من ذوي الإعاقة في مدينة غزة على شاطئ البحر، غير أنها لأول مرة تتمكن من الجلوس قرب مياهه دون الحاجة لمساعدة أحد، وذلك بفضل الاستراحة الأولى من نوعها والمخصصة لذوي الإعاقة على شاطئ بحر المدينة المحاصرة.

وانشغلت أبو حصيرة التي تعاني من شلل طفولي منذ الولادة في المذاكرة خلال وجودها على شاطئ البحر، فهي تدرس تخصص إدارة أعمال في جامعة القدس المفتوحة. وتشير في حديث لـ"العربي الجديد" إلى أنها تفضل قضاء وقتها في هذه الاستراحة على شاطئ البحر هرباً من العزلة داخل المنزل.

وأمنية الفتاة الفلسطينية لبنى أنّ تلمس مياه البحر، وتنزل إلى الشاطئ مثل الأصحّاء وتقوم بالسباحة، وفق حديثها، مشيرة إلى أنها تشعر براحة نفسية كبيرة خلال وجودها في هذا المكان الوحيد الذي يلامس حاجات ذوي الإعاقة.

وتقول إنّ المكان "أخرجني من العزلة والقيود وأوصلني للشاطئ، كنت بتمنى أشم ريحه البحر والحمد لله تحققت الأمنية"، ودعت إلى ضرورة زيادة الاهتمام والمتابعة وتوفير الرعاية الدائمة وتهيئة المرافق العامة والمنشآت بما يتناسب مع أوضاع ذوي الحاجات الخاصة.

ضرورة الاهتمام باحتياجات ذوي الإعاقة (خالد شعبان)

أما رئيس نادي السلام الرياضي لذوي الإعاقة، ظريف الغرة، وهو صاحب مشروع الاستراحة، فيؤكد أنها تتناسب مع  كافة حاجات ذوي الإعاقة وتوفر لهم سبل الوصول، بما يضمن حقهم في حياة كريمة وفي الوصول إلى المرافق العامة وخصوصاً البحر، الذي يعدّ المتنفس الوحيد للفلسطينيين في غزة.

وينبه الغرة في حديث لـ"العربي الجديد"، إلى أنه منذ تأسيس النادي كانوا يسعون عبر النشاطات للضغط والمناصرة، ليتمكن الأشخاص ذوي الإعاقة من المشاركة المجتمعية في المجتمع المحلي بمواءمة شاطئ البحر، والأماكن الترفيهية والوصول إليها بشكل سهل جداً.

المشروع يعد الأول من نوعه (خالد شعبان)

ويشير الغرة، الذي يعاني من إعاقة ناجمة عن الإصابة برصاص الاحتلال الإسرائيلي قبل عدة أعوام، إلى أنه اليوم بدأ في تحقيق هذا الحلم، إذ تقوم الاستراحة باستقبال شرائح وفئات عديدة من ذوي الإعاقة، في خطوة تعدّ الأهم على الإطلاق لخدمة هذه الفئة التي تعاني الأمرّين.

والمشروع متاح لاستقبال كل الفئات المجتمعية ولكنه مخصص للأشخاص ذوي الإعاقة، إذ يتم تقديم خدمة مجانية لهم، وفق الغرة الذي يلفت إلى أنّ المشروع يعدّ الأول من نوعه في فلسطين والنادر على مستوى الشرق الأوسط.

وتضم الاستراحة ممر مشاة، وكراجاً للمركبات الخاصّة بذوي الإعاقة، فضلاً عن ملعب رياضي خاص بهم، إلى جانب ممر موائم يربط الشارع الرئيسي للبحر وصولاً للمياه على الشاطئ، دون أن يعترض ذوي الإعاقة أيّ معوقات.

تضم الاستراحة ممر مشاة (خالد شعبان)

ويعاني الكثير من ذوي الإعاقة داخل قطاع غزة من عملية النزول إلى شاطئ البحر والسير عليه، سواء كانوا مقعدين على كرسيّ متحرك أو حتى على عكاكيز، وهذه الاستراحة ستعمل على تهيئة الأجواء الترفيهية لهم بقدر معقول، بحسب القائمين عليها.

توفير الأجواء الترفيهية لهذه الفئة (خالد شعبان)

دلالات

ذات صلة

الصورة
الأكشاك والاستراحات البحرية في غزة (عبد الحكيم أبو رياش)

مجتمع

يجتهد الفلسطيني أبو أحمد السوافيري، ومعه عدد من العُمال، في تهيئة الاستراحة الشعبية الخاصة به، وتطل على بحر مدينة غزة، لتوفير الخدمات الترفيهية اللازمة للمصطافين وأطفالهم، وبأسعار مُناسِبة، تُمكنهم من قضاء أيام الصيف ولياليه..
الصورة
أطلال "قصر البحر" في آسفي المغربية 2 (العربي الجديد)

مجتمع

يُواجه "قصر البحر" في مدينة آسفي المغربية، المطلة على ساحل المحيط الأطلسي، وضعاً سيئاً يُخشى معه انهياره وطمس معالمه، في ظل ما طاوله من إهمال لسنوات طوال
الصورة
حورية مفتاح تتحدى أخطار البحر (العربي الجديد)

مجتمع

تغوص التونسية حورية مفتاح بقدميها في مياه البحر من دون الاكتراث بحجارة أو أشواك قد تجرحها. تدفع قارباً صغيراً، ثم تقفز إليه لتبدأ في التجذيف في رحلة قد تستغرق نحو ساعتين، تمهيداً للعثور على مكان تتواجد فيه الأسماك، لرمي الشباك والصيد.
الصورة
استراحة تعاونية

مجتمع

اختار الشاب الفلسطيني علي مهنا ومجموعة أصدقائه المكونة من سبعة أفراد، تأسيس استراحة ذات طابع فني لكسر الشكل المعتاد للاستراحات الموجودة على شاطئ البحر في قطاع غزة، وتعزيز الثقافة البيئية المدمجة بالأعمال الفنية.