الحكومة المغربية تتهم "العدل والإحسان" بتحريض طلاب الطب

الحكومة المغربية تتهم "العدل والإحسان" بتحريض طلاب الطب على مقاطعة الامتحانات

14 يونيو 2019
اتهام الجماعة بتحريض الطلاب على المقاطعة (Getty)
+ الخط -
أثارت اتهامات الحكومة المغربية لجماعة العدل والإحسان، (إسلامية معارضة)، بتحريض طلبة كليات الطب والصيدلة وطب الأسنان على مقاطعة الامتحانات التي انطلقت في 10 يونيو/ حزيران الجاري، جدلاً واسعاً وسط الرأي العام المغربي، واعتبرت الجماعة أن هذه الاتهامات جاءت للتغطية على عجز وفشل الحكومة في إيجاد حلول حقيقية للملف منذ مارس/ آذار الماضي.

وأكدت الحكومة المغربية على لسان الناطق الرسمي باسمها، مصطفى الخلفي، أمس الخميس،  أن "جهات، وخصوصا جماعة العدل والإحسان، استغلت هذه الوضعية لتحريض الطلبة من أجل تحقيق أهداف لا تخدم مصالحهم"، مشيرا إلى أن الحكومة لن تتوانى عن اتخاذ الإجراءات القانونية المعمول بها ضد كل من سعى إلى عرقلة السير العادي للامتحانات.

وتأتي هذه التصريحات عقب قرار وزارة التربية الوطنية والتكوين المهني والتعليم العالي والبحث العلمي توقيف ثلاثة أساتذة في كليات الطب والصيدلة ينتمون لجماعة العدل والإحسان عن العمل وحرمانهم من الأجرة وإحالتهم على المجلس التأديبي، لـ "إخلالهم بواجبهم المهني". وهو ما دفع "الجماعة" إلى التنديد بقوة باتهامات الحكومة، معتبرة في بيان لها، أن ذلك "يمثل استخفافا بنخبة عريضة من المجتمع متمثلة في طلبة كليات الطب والصيدلة وعائلاتهم وأساتذتهم، واستخفافا بعقول الناس وبوعيهم، وتعبيرا عن فشلها المتوالي في حل المشاكل المتراكمة للبلد في كل القطاعات، ومحاولة للهروب من تحمل المسؤولية في إيجاد حلول منصفة للمشكل ذي الطبيعة المهنية والأكاديمية الصرفة".

واستنكرت أيضا في بيانها، قرارات التوقيف التي طاولت الأساتذة، مؤكدة "أن الأمر لا يتعلق بالإخلال بالتزاماتهم المهنية كما ادعت الوزارة، بل يتعلق بنشاطهم النقابي وتميزهم الأكاديمي وانتمائهم السياسي".

وفي السياق، قرر أساتذة كلية الطب والصيدلة وكلية طب الأسنان بالبيضاء تنظيم وقفة احتجاجية تضامنية مع الأساتذة الموقوفين، اليوم الجمعة، من أمام مقر جامعة الحسن الثاني بالدار البيضاء.

وأوضحوا وفق بيان لهم، "دعمهم وتضامنهم اللامشروط مع الأساتذة الموقوفين"، إلى جانب "مقاطعة جميع الأنشطة البيداغوجية، بما فيها جميع الامتحانات والمباريات والإشراف على الأطروحات". كما ذكّروا بحرصهم "على إنقاذ السنة الجامعية".

وقوبل البيان الحكومي بموجة من السخرية سواء من طرف الطلاب المقاطعين للامتحانات، أو نشطاء على مواقع التواصل الاجتماعي، اعتبروا أن تعليق شماعة مقاطعة الامتحانات على جماعة العدل والإحسان دليل قاطع على فشل الحكومة في تدبير الأزمة.

وعلقت النائبة عن حزب العدالة والتنمية الذي يقود الحكومة، أمينة ماء العينين، قائلة: "أتابع موجة الاستنكار والتهكم والسخرية السوداء من بلاغ حكومي سمح لنفسه بذكر جماعة العدل والإحسان وتحميلها مسؤولية احتجاجات الطلبة الأطباء الذين انتقص البلاغ من شأنهم وجعلهم مجرد قطيع يتم توظيفه في معركة. لست أدري ما هو الهدف الذي سيحققه بلاغ كهذا. الوضع كله يدعو للكثير من الأسف".



وكتب الناشط حسن بويخف على صفحته: "البلاغ الحكومي شارد وغير مسؤول، وأستنكر مصادرة حق الطلبة في الانتماء المشروع، وتفسير نضالاتهم على أنه مجرد تحريض من جماعة العدل والإحسان"، ودعا الحكومة إلى "الكف عن محاولة شيطنة نضالاتهم بجعلها مجرد ورقة سياسية للابتزاز من طرف الجماعة".


وكان طلاب كليات الطب والصيدلة وطب الأسنان بالمغرب، قد قاطعوا الامتحانات يوم 10 يونيو/ حزيران الجاري على مستوى جميع كليات الطب العمومية، لعدم توفر الشروط الضرورية لإجرائها بحسب تعبيرهم، مؤكدين أن "سنة بيضاء أهون من مستقبل مجهول".

غير أنّ رد الحكومة كان حاسما، إذ أكدت أمس الخميس، على لسان الناطق الرسمي، أنّ الامتحانات ستظل مفتوحة في وجه الطلبة إلى غاية 25 يونيو/حزيران الجاري وذلك وفق البرمجة المعلن عنها، مشددة على أنها لن تعلن هذه السنة بيضاء، وستطبق المقتضيات القانونية والمسطرية الجاري بها العمل، بما فيها إعادة السنة في حق الطلاب الذين لم يجتازوا الامتحانات، والفصل في حق الذين استوفوا سنوات التكرار".

دلالات