البصرة: محتجّون يقطعون طريق بغداد ويطوقون دائرة للكهرباء

البصرة: محتجّون يقطعون طريق بغداد ويطوقون دائرة للكهرباء

12 يونيو 2019
استحالة العيش من دون كهرباء (فيسبوك)
+ الخط -
خرج عشرات المتظاهرين في البصرة صباح اليوم الأربعاء، احتجاجاً على انقطاع التيار الكهربائي. وأقدموا على تطويق دائرة للكهرباء، وقطعوا الطريق الرابط بين المحافظة وبغداد، وسط إجراءات وانتشار أمني مكثّف.

وتعدّ هذه المظاهرات "الشرارة الأولى" لبداية مظاهرات محافظة البصرة، التي يتوقع لها التصعيد بسبب ارتفاع درجات الحرارة إلى نصف درجة الغليان، وتردي واقع الخدمات واليأس من الوعود الحكومية.

ومع ساعات الصباح الأولى، خرج العشرات من أهالي بلدة السيبة جنوبي المحافظة في مظاهرة احتجاجا على انقطاع التيار الكهربائي، وحمل المتظاهرون لافتات ورددوا شعارات تندد بضعف الإجراءات الحكومية وعدم تنفيذ وعودها بتحسين مستوى الخدمات. وطوق المتظاهرون دائرة الكهرباء في البلدة، بعد مشادة كلامية مع مديرها.

وفي شمال المحافظة، أضرم العشرات من المتظاهرين من أهالي بلدة الكرمة النار في إطارات وزعوها في شوارع البلدة، محتجين على تردي التيار الكهربائي وانقطاعه شبه التام في مناطقهم، وقطعوا الطريق الرئيس المؤدي إلى بغداد، ما تسبب بوقف حركة السيارات.


وتجري المظاهرات في ظل تشديد وانتشار أمني مكثّف، وتمركز العشرات من عناصر الأمن في محيط دائرة الكهرباء، خشية اقتحامها من قبل المتظاهرين، كما انتشر العناصر في عدد من الطرق القريبة، وفي شمالي المدينة قرب مظاهرة أهالي الكرمة.


الجهات المنظمة للمظاهرات أعلنت أنّ مظاهرات اليوم هي بداية لمظاهرات واسعة، وعلى الحكومة ألا تتجاهل المطالب المشروعة للمتظاهرين.

وقال باسل المياحي، وهو أحد الناشطين في تنظيم المظاهرات، لـ"العربي الجديد"، "المظاهرات هي الطريقة الوحيدة لاستعادة حقوقنا المسلوبة. بدأت اليوم ونعمل على تنظيمها بشكل أوسع، وهناك استجابة واسعة في صفوف الأهالي والوجهاء، فالجميع تذمروا من المماطلة الحكومية". 

 

وأضاف "ستكون المظاهرات هذا العام أكثر تنظيما من العام الماضي. سنمنع محاولات اختراقها وحرف مسارها من قبل بعض الجهات السياسية"، مشددا "تظاهراتنا سلمية وستتسع دائرتها ولا تراجع حتى تحقيق مطالبنا المشروعة".

ويؤيد وجهاء المحافظة المظاهرات، مؤكدين على الحكومة ضرورة تلبية المطالب المشروعة. وقال الشيخ جمال الفريجي، لـ"العربي الجديد"، "يجب على حكومة عبد المهدي أن تكون مختلفة عن الحكومات السابقة، وتلتفت إلى ملف الخدمات"، مؤكدا "ظروف الحكومة الحالية أفضل من سابقتها، لا توجد معارك مع داعش، الأمر الذي يستوجب أن يكون الاهتمام بواقع الخدمات والكهرباء بشكل خاص". وشدد قائلاً "نؤيد المظاهرات الشعبية السلمية المطالبة بالحقوق.




ومع ارتفاع درجات الحرارة التي بلغت في البصرة 50 درجة مئوية، بدأت محطات الطاقة الكهربائية بالخروج عن الخدمة. وأعلنت شركة توزيع كهرباء الجنوب أمس الثلاثاء عن خروج محطة البراضعية، عن الخدمة وانقطاع التيار الكهربائي الذي يزود البصرة.

وتسببت المظاهرات التي شهدتها البصرة العام الماضي، والتي كانت شرارتها بسبب ارتفاع درجات الحرارة وانقطاع التيار الكهربائي، بضياع فرصة رئيس الحكومة السابق حيدر العبادي بولاية ثانية، حيث تمت استضافته برلمانيا وأحرج بسبب نقص الخدمات في البصرة والمحافظات الأخرى.