حملة تبرعات لإنقاذ شهدي نجيب سرور... مأساة الأب والابن

حملة تبرعات لإنقاذ حياة شهدي نجيب سرور... مأساة الأب والابن

11 يونيو 2019
شهدي نجيب سرور (فيسبوك)
+ الخط -

أطلق فريد نجل الشاعر والمؤلف المصري الراحل نجيب سرور صرخة استغاثة لإنقاذ حياة شقيقه الشاعر والمترجم والمصمم شهدي نجيب سرور الذي يقبع في أحد مستشفيات الهند حاليا، حيث يعالج من تداعيات مرض سرطان الرئة.

وكتب ابن نجيب سرور عبر "فيسبوك": "ساعدنا لإنقاذ حياة شهدي. عائلة نجيب سرور تطلب مساعدتكم. إلى مصر والمصريين وأصدقائنا حول العالم. كل الذين عرفونا، وكل الذين أحبوا نجيب سرور: أنا على وشك فقدان أخي الذي يقاتل من أجل الحياة. يقاتل ضد سرطان شرس. أؤمن بإرادة الحياة لديه، وأؤمن بإمكانية النصر في هذه المعركة، ولكن هذا غير ممكن بدون مساعدتكم بشكل عاجل".
وأضاف الشقيق في استغاثته: "كل يوم نقاتل من أجل رؤية يوم جديد. للأسف هذا فوق طاقتنا، وفوق ما يمكننا التعامل معه. لم نحتج أبدا مساعدة في حياتنا مثلما نحتاجها الآن".

وكتبت ابنة عمه أمل سرور عبر "فيسبوك": "هي دي أخرتها يا ابن عمي. جسد نحيل ينهشه الخبيث باحتراف فى مشفي ببلد العجائب الهند؟ فر هاربا من أم الدنيا التي حكمت عليه بالسجن عندما اعتبرته اقترف ذنبا يرقى إلى كبيرة لأنه تجرأ وأفرج عن أميات نجيب سرور، وقام بنشرها على الإنترنت ليتيحها للجميع لتكون شاهدة على التاريخ وصالحة لكل الأزمان. شهدي نجيب سرور الراقد في صراع مع الموت حالما بالعودة لتلقي علاج قد يكون تأخر كثيرا".
وأضافت : "أسمعه منصتا إلى وصية أبيه: يا بني بحق التراب وبحق نهر النيل. لو جعت زيي ولو شنقوك ما تلعن مصر. اكره واكره واكره بس حب النيل. وحب مصر اللي فيها مبدأ الدنيا. دي مصر يا شهدي في الجغرافيا ما لها مثيل".

وروت الصحافية المصرية أميرة هويدي قصة حياة شهدي نجيب سرور بإيجاز، قائلة: "شهدي كان من رواد تطوير مواقع الإنترنت في روسيا، واستخدم قدراته الفذة والإمكانات المحدودة المتاحة وقتها في تصميم وتدشين موقع صحيفة (الأهرام ويكلي) سنة 1998، وهي صحيفة أسبوعية تصدر باللغة الإنكليزية عن مؤسسة الأهرام الحكومية المصرية، وعلم عدد كبير من الزملاء أبجديات التطور في العمل الرقمي، وأحدث الموقع نقلة صحافية بعد هجمات 11 سبتمبر/أيلول 2001 على برجي مركز التجارة العالمي في نيويورك، ووقتها كان العالم يريد أن يعرف عن العالم العربي، فحصل اكتشاف موقع الأهرام ويكلي".




وواصلت هويدي التي زاملت شهدي في الأهرام ويكلي: "اضطر شهدي إلى مغادرة مصر بعد قيام شرطة الآداب باعتقاله بسبب نشره قصيدة والده الشاعر اللاذع نجيب سرور المثيرة للجدل (الأميات) بعد وفاته، وكانت التهمة (خدش الحياء العام). لم يتحمل الشاب الوسيم، والممثل في فيلم (سرقات صيفية) إخراج يسري نصر الله- 1988، تجربة الحبس، وبعد إخلاء سبيله ركب أول طائرة عائدا إلى روسيا موطن والدته في 2002، واستمرت القضية، وحكم عليه غيابيا بالسجن، فقرر عدم العودة إلى مصر، ليطلق عليه وقتها لقب (أول سجين رأي إنترنت في العالم العربي)".



بدأ شهدي في الفترة الأخيرة يعاني صحيا، قبل أن يكتشف أنه مصاب بسرطان الرئة في المرحلة الثالثة، وتراكم مياه على الرئة، ولاحقا فقد القدرة على الكلام بسبب تضرر أحباله الصوتية، وعندها ساعده أصدقاءه في روسيا والهند على بدء العلاج أملا في تخفيف الألم.

وختمت هويدي قصة شهدي الحزينة قائلة: "حاليا، هو يعيش أيامه الأخيرة، وهذا شيء قاس جدا لأنه يستحق أفضل من ذلك، وكأن النهايات الحزينة مكتوبة على نجيب سرور، وابنه".



قصة شهدي تعيد التذكير بمأساة والده الراحل نجيب سرور (1932– 1978)، والذي لم تحتمل السلطات في مصر مواقفه وكلماته الصريحة، فوضعته في مصحة للأمراض العقلية حتى رحل وحيداً، وهو الذي تعرض مبكرا للظلم والقهر حين شاهد تعرّض والديه للمهانة على يد عمدة قريته الإقطاعي، ليتحول إلى حالم بثورة تحقق العدالة للمهمّشين الذين ينتمى إليهم، فلمّا تم انقلاب العساكر على الملكية في 1952، والتي أسموها "الثورة المباركة"، اتضح أن ظلمها أكبر بأن أرسلت معارضيها وراء الشمس.

عاش سرور غاضباً من واقعه وناسه، وابتعد عنه الجميع بسبب قصائده التي شتم بها كلّ الانتهازيين واللصوص، وبسببها فُصل من وظيفته مدرّساً في "المعهد العالي للفنون المسرحية" بعد أقل من عامين على تعيينه، ما اضطره إلى تأليف مسرحياته وإخراجها خارج دعم السلطة وتمويلها، لكن السلطة لم تتركه حرا، وقررت القضاء عليه بكل الطرق، لكنه ما زال حيا رغم مرور أكثر من أربعة عقود على وفاته.

دلالات